شهدت الشهور الأولى من العام الجاري، ذروة انتشار فيروس كورونا، الأمر الذى دعا الدولة لاتخاذ إجراءات وقائية صارمة للحد من تفشى الوباء، كالحظر الكلي لبعض الأيام، والجزئي الذى استمر شهور، ومنع التجمعات وغيرها، الأمر ذاته انعكس على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي شهدت قرارات متتالية بدأت بالإغلاق التام سواء للكنائس أو الأديرة، وكذلك إرجاء إلقاء البابا تواضروس عظته الأسبوعية من الكاتدرائية، حتى الفتح التدريجي، وعودة العظة من جديد، في تفاعل مع تطور انتشار الفيروس، استمر 6 أشهر من مارس الماضى حتى سبتمبر الجاري.
مارس وبداية الإغلاق
في 17 مارس الماضى، قرر البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تعليق اجتماع الأربعاء الأسبوعي حتى عيد القيامة المجيد، على أن يلقي العظة الأسبوعية في موعدها المعتاد من المقر البابوى بالقاهرة بدون حضور أحد، بدء من الأربعاء 18 مارس وحتى 8 أبريل الماضي على الهواء مباشرة على القنوات الفضائية القبطية، وقد جاء قرار البابا في إطار قرارات الكنيسة، بتعليق كافة الاجتماعات الكنسية ، للمساهمة في الوقاية من فيروس كورونا.
وبسبب القرارات الاحترازية التى اتخذتها الدولة، لم يتم استئناف عظة الأربعاء فى إبريل، بشكل منتظم، فيما ألقى عدة مرات عظات أون لاين "يوم الأحد" تم إذاعتها على القنوات القبطية.
وفى 21 مارس الماضى، اجتمعت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس، برئاسة البابا تواضروس الثانى، لمناقشة آخر التطورات بشأن انتشار فيروس كورونا، لتقرر بعدهها اللجنة غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة، وغلق قاعات العزاء واقتصار أى جناز على أسرة المتوفي فقط، على أن تقوم كل إيبارشية بتخصيص كنيسة واحدة للجنازات وتمنع الزيارات إلى جميع أديرة الرهبان والراهبات.
المجمع المقدس واجتماع 27 يونيو
عقدت اللجنة الدائمة بالمجمع المقدس يوم السبت 27 يونيو اجتماعا برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، وأعلنت الكنيسة نتائج الاجتماع قائلة:" نظرا لحالات العدوي والإصابات والوفاه واختلاف معدلاتها من إيبارشية لأخري وبعدة مستويات قررت اللجنه الأتي: أن يقوم الأب الأسقف مع مجمع الكهنة في كل إيبارشية بتقدير الموقف الصحي من حيث استمرار أو تعليق القداسات بالكنائس لمدة أسبوعين أو أكثر و فتحها تدريجيا مع مراعاة كافة الإجراءات الصحية، وتعليق كافة الصلوات بشكل كامل يومي الأحد والجمعة وفقا لقرارات مجلس الوزراء".
فتح الكنائس 3 أغسطس
قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إعادة فتح كنائسها من جديد للصلاة، الاثنين 3 أغسطس الماضى، بعد إغلاق دام قرابة 4 أشهر، ليكون 3 أغسطس، هو بدء فتح الكنائس جزئيا، وهو أيضا ذكرى ميلاد البابا الراحل، البابا شنودة الثالث، البطريرك 117 للكنيسة، الذى ولد نفس اليوم عام 1923، وتنيح - توفى -17 مارس 2012، ليخلفه على الكرسى البابوى البابا تواضروس الثانى.
فتح الأديرة
بدأت الأديرة فى مصرأسوة بالكنيسة فتح أبوابها للزائرين منذ 3 أغسطس بشروط خاصة وإجراءات احترازية بسبب فيروس كورونا، ووضعت أغلب الأديرة التي أعلنت فتحها من جديد العديد من الإجراءات مثل بدء استقبال الزائرين من مستقلي السيارات الملاكي فقط، وفى حدود 5 سيارات يوميا، كما اعتذر الدير عن استقبال أتوبيسات الرحلات وشباب الخلوة، مع ضرورة التزام الجميع بكافة الإجراءات الاحترازية، مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعى، إضافة إلى الامتناع عن المجىء للدير لمن يعانون من ارتفاع ولو طفيف فى درجة حرارة الجسم أو السعال أو التهاب الحلق أو أى أعراض تنفسية بأى شكل من الأشكال.
عودة عظة البابا تواضروس
في 9 سبتمبر، قرر قداسة البابا تواضروس الثانى، استئناف اجتماع الأربعاء الأسبوعى ،من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مع تطبيق إجراءات احترازية دقيقة، بسبب فيروس كورونا، وذلك بعد توقف إلقاء العظة من الكاتدرائية قرابة 6 أشهر، بعد أن قرر البابا في 17 مارس الماضى، تعليق اجتماع الأربعاء الأسبوعي.
فتح الصلوات أيام الجمعة
قررت الكنيسة القبطية فتح للصلوات أيام الجمعة، بدءا من 11 سبتمبر، حيث قررت العودة إلى إقامة القداسات يوم الجمعة من كل أسبوع بنفس النظام المطبق حاليا بالكنائس من حيث العدد المسموح له بالمشاركة، مع ضرورة الاستمرار فى تطبيق كل الإجراءات الاحترازية، وذلك اليوم موافق لعيد النيروز، رأس السنة القبطية.
عودة النشاطات الكنسية
في 17 سبتمبر الجاري، قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عودة نشاطات مدارس الأحد والأنشطة الكنيسة الأخرى بنسبة 50%. وقالت الكنيسة فى بيان: "فى ضوء قرارات مجلس الوزراء الأخيرة وتوجه الدولة لعودة العديد من الأنشطة يمكن السماح باستئناف الأنشطة والخدمات الكنسية وخدمة مدارس الأحد، وذلك بنسب 50% بالنسبة للقاهرة والإسكندرية، على أن يتولى الأباء المطارنة والأساقفة كل فى إيبارشيته تدبير الأمور وفقا لظروف كل إيبارشية مع ضرورة التزام الجميع بكافة الإجراءات الاحترازية المنصوص عليها فى البيان الصادر يوم 27 يونيو الماضى بكل دقة وحفاظ على سلامة أبناءنا".