لم تخلُ مناطق النزاعات فى الشرق الأوسط من سموم قطر ودورها المشبوه لزعزعة الأمن والاستقرار، والنيل من وحدة الدول عبر دعم كيانات مسلحة ومتشددة بهدف نشر الفوضى والإرهاب، وبخلاف دورها فى دعم جماعة الإخوان وإيواء قياداتها، وفضلا عن دعم وتمويل التنظيمات المتطرفة داخل ليبيا وسوريا والعراق بالمال والسلاح، تظل الفتن القطرية أحد أبرز أسباب استمرار الانقسام الفلسطينى، وأحد أهم عوامل عرقلة التسوية السلمية لهذا الخلاف.
واتخذت قطر مواقف سلبية من القضية الفلسطينية وعززت الانقسام القائم بين حركتى فتح وحماس وعرقلة أى جهود لتشكيل حكومة وفاق وطنى بدعمها لحركة حماس سياسيا وماليا وإعلاميا، إضافة لترسيخ فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة عقب الانقلاب الذى قادته حماس عقب نجاحها فى الانتخابات التشريعية عام 2007.
ودعمت قطر التحركات التى قادتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس بتوفير دعم مالى ولوجستى للفصيل المسلح الذى قتل أكثر من 2000 عضو وقيادى فى حركة فتح للسيطرة على قطاع غزة، وبسط سيطرة حماس على مقاليد الحكم فى القطاع بدعم قطرى واضح.
ولعبت قطر دور الوسيط بين إسرائيل وحماس فى الاتصالات الأمنية بين الطرفين والتى تطورت إلى اتصالات سياسية فى وقت لاحق فقد سعى أمير قطر للتوسط بين الحركة الفلسطينية وتل أبيب لتنسيق المواقف المشتركة، وهو ما يؤكد دعم الدوحة لحكم حركة حماس فى غزة واعتبارها ممثلا للشعب الفلسطينى وليس فصيلا مسلحا كباقى الفصائل الفلسطينية المسلحة فى غزة.
وتعرقل قطر أى محاولات للسلطة الوطنية الفلسطينية لاستعادة قطاع غزة وتحقيق المصالحة الوطنية عبر دعمها المالى والإعلامى والسياسى لحركة حماس والدفاع عن الحركة بكافة السبل لترسيخ حكمها فى القطاع ودعم الأجهزة الأمنية التى تقودها حماس، وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس لتمكين الحركة من بسط سيطرتها على مقاليد الحكم فى غزة.
إلى ذلك، تسعى حماس لفتح خطوط اتصال مباشرة وقوية مع قادة الحرس الثورى الإيرانى عبر الدوحة وتساهم طهران بشكل كبير فى تسليح الفصائل الفلسطينية المتواجدة داخل قطاع غزة، وتكثف حماس من خلال قياداتها الخارجية متمثلة فى خالد مشعل والقيادى وموسى أبو مرزوق من لقاءاتها مع المسئولين الإيرانيين واللبنانيين التابعة لحزب الله بهدف تحقيق مزيد من المكاسب المالية والمادية.
فيما أفادت مصادر مطلعة عن تحركات تقودها حركة حماس وقياداتها بالخارج للتقارب مع إيران فى الأشهر الأخيرة، مؤكدة حاجة الجناح المسلح لحماس لأسلحة وأنظمة صواريخ متطورة وذخيرة حية عقب فشل الحركة فى تهريب أسلحة فى السنة الأخيرة عقب تدمير الانفاق الواقعة على الشريط الحدودى بين مصر وقطاع غزة بعد هدم الدولة المصرية لأنفاق التهريب التى كانت سببا فى انتشار الإرهاب بسيناء.
وأوضحت المصادر أن كتائب عز الدين القسام فى مأزق حقيقى عقب حاجتها إلى كميات من الأسلحة والصواريخ المتطورة والذخيرة الحية حتى تتمكن من القيام بمهام تدريبية داخل قطاع غزة ومواصلة ترهيبها لأهالى غزة، مؤكدة أن حماس وجناحها العسكرى يقومون بتحركات ولقاءات مع مسئولين بحزب الله للوساطة بينهم وبين إيران وتحديدا قيادات فى الحرس الثورى الإيرانى للحصول على دعم مالى أكبر من طهران.