من يريد أن يرى الضوء والحركة والتقدم يمكنه أن يرى ذلك، ومن يريد أن يبقى عند حالة الاكتئاب والسوء والشعور الوهمى بالخوف على الصالح العام يكتفى بالفرجة والكلام والثرثرة من دون نتيجة.
نقول هذا بمناسبة أنواع من الجدل تملأ الأوساط من حولنا، بعضها تساؤلات مشروعة والبعض الآخر استمرار لحالة من الكسل السياسى والعقلى والبطالة، ورفض تشغيل المخ الذى حبانا به الله.
وكما قلنا، دائما، ونقول، لا أحد يقول إننا فى وضع مثالى وأن كل شىء مجاب، لكن فيما يتعلق بظروفنا وما شهدناه خلال عامين فقط يشير إلى أننا انتقلنا من حالة جمود وشلل اقتصادى وسياسى إلى حالة من الحركة وخطوات سريعة ومنجزة ترسم خطوط المستقبل، ونقول هذا حرصا على أن الشعب وحده هو الذى من حقه أن يسال ويحاسب، وهذا الشعب العظيم يثبت، دائما، أنه يفهم بفطرته ومشاعره أكثر كثيرا من هؤلاء المنتمين إلى الخارج، ومن يعيشون فى نظريات يعجزون عن تطبيقها حتى ولو فى محيطهم الضيق.
وخلال الأيام الماضية بقدر ما شهدنا خطوات مهمة على طريق الإنجاز ونرى يوميا هناك إيجابية تحدث، وتقدم للأمام فى القمح والطرق فى الكهرباء والغاز فى محاولات إنقاذ وافتتاح المصانع المغلقة، كلها خطوات تعطى أملا، لكنها تواجه أحقادا واكتئابا من قبل عاطلى الفكر ومدمنى نشر الطاقات السلبية السطحية، إذا كان البعض يطالب دائما بالسعى إلى الاكتفاء الذاتى من القمح وعندما يتحقق يقول إنه مشروع غير مفيد، وبماذا سيعود علينا، نفس هؤلاء إذا طلبوا إنهاء العشوائيات من سنين يفاجئهم إعلان الدولة أنها تنهى العشوائيات خلال عامين، يظهر بعض محترفى الكذب وعواطلية ومشتاقين يشككون فى أن إنهاء العشوائيات هو نوع من الإضرار بهم، وكان إخراج هؤلاء المواطنين من أماكن خطرة هو إضرار بمصالحهم، ومن يقولون ذلك هم من استمروا سنوات يزرعون الاكتئاب والتوتر والشك وهم يعرفون أن أحدا لا يهتم بهم ولا بكلامهم وأطروحاتهم الكئيبة.
وعندما تجد جبالا يجرى شقها ومدنا تقام ومشروعات تتسع يبدو صناع الضجة الفارغة وقد أصابتهم النجاحات بأمراض الاكتئاب والحساسية السياسية، ويسعون للتشكيك فيها، لكن لحسن الحظ وبسبب تيقظ الشعب المصرى لكل ما يجرى حوله وأنه لم يعد يستمع لهؤلاء الذين يقبضون ثمن نشر الشك، ويتربحون من كل شك يتم زراعته، المهم أن القافلة تسير، والدولة متيقظة تماما لمن يحاولون تأخير التقدم أو إيقاف حركة التاريخ.
وتثبت كل التجارب والخطوات أن الرئيس والدولة همهم الأول هو أغلبية الشعب ممن يتعبون ويصبرون ويواجهون الغلاء ويريدون مستقبلا واضحا لأبنائهم، وهو هم الدولة والحرص الأول على بناء الثقة وحتى الأسعار فإن الدولة تواجهها لأنها تمثل تهديدا من التجار والطماعين لمصالح المواطنين وهو ما لا يمكن السماح به. ويعرف الشعب أن نفس من يشككونه فى حياته هم من يمارسون الاحتكار ورفع الأسعار. بينما هم خصوم للشعب سوف يسقطهم.