أنت قزم إذن أنت تعانى.. بالصور انفراد يرصد معاناة قصار القامة: حسن: الدولة تجاهلتنا.. شعبان: لدى ابن أعيش به مع والدتى والمصانع رفضت عملى.. و"أقزام بالإسكندرية": نطالب بتعيين ممثل عنا بـ"النواب" وكأنهم بشر من كوكب آخر غير الأرض، أضف إلى ذلك المصطلح نفسه الذى يؤذيهم نفسيا أصلا، خصوصا أنه صار مضرب المثل فى التقليل من شأن الآخرين وإهانتهم وضيق أفقهم.
لم تتوقف معاناة هذه الفئة عند هذه الحدود، بل هناك تحديات أخرى تواجههم بداية مما يعانونه من نقص الخدمات وتجاهل الدولة، والعلاج على نفقة الدولة والحصول على سيارة مجهزة خاصة بالمعاقين وتحديات إيجاد فرصة عمل مما يهدر طاقاتهم رغم قدرة هؤلاء على العطاء وتحقيق نجاحات إذا توافرت الظروف المناسبة لهم.
"انفراد" التقى عددا منهم فى محاولة للوقوف على أبرز مظاهر معاناتهم.
حسن محمود محمد، عضو الجمعية المصرية للأقزام ويعمل مأمور جمارك، متزوج ولدية طفلان، قال لـ"انفراد": "عانيت حتى وجدت فرصة عملى، وبالتوفيق من الله وجدت هذا العمل، وأضاف: "الدولة تجاهلتنا سنوات طويلة، وأهم المشكلات التى تواجة الأقزام هى مشكلة التعيين وإيجاد فرصة عمل حقيقية، وبالرغم من أن منح الأقزام شهادة 5% للتعيين ضمن نسبة المعاقين فى أى مؤسسة، فإنها ليست كافية لحل كل مشاكل الأقزام.
وقال: "عدم موافقة الدولة إلى الآن لحصول القزم على سيارة مجهزة يعرض حياته للخطر، لأنها سيارات مجهزة تجهيزا طبيا خاصا وإلى الآن غير مسموح للأقزام الحصول عليها، فالدولة لا تعتبرنا من المعاقين ولا من الأسوياء، ونطالب بتغيير اللائحة لتتضمن الأقزام ضمن المستحقين للحصول على السيارة الخاصة".
كما طالب بإدراج الأقزام ضمن الفئات التى تتم معالجتها على نفقة الدولة، حيث إن هناك الكثيرين من قصار القامة ليسوا تحت مظلة التأمين الصحى وظروفهم المادية لا تسمح بتلقى العلاج اللازم فى المستشفيات الخاصة، كما طالب بتوفير الدولة للأدوية التى يحتاج إليها قصار القامة والتى ليست فى متناول الجميع، نظرا لأنها باهظة التكاليف، وطالب أيضا بزيادة التوعية المجتعية لتلك الفئة من المجتمع وعرض نماذج مشرفة منهم حققت نجاحا فى الحياة، خاصة أن هناك بعض قصار القامة لا يستطيعون مواجهة المجتمع أو حتى الخروج من منازلهم، ويواجهون صعوبة فى الزواج، قائلا: "بإيجاز شديد كل حياة القزم صعوبات وعلى الدولة أن تتدخل بالقوانين اللازمة لتخفيف تلك الصعوبات ويكفينا ما نواجهه من النظرة المتدنية من المجتمع".
شعبان أحمد، أحد الأقزام عاطل قال: "عندى 43 عاما، حاولت جاهدا أن أجد فرصة عمل، لم أتمكن من ذلك بعد أن رفضت مصانع عديدة منحى فرصة عمل، وأنا لا أعرف ماذا أفعل، فلدى ابن يبلغ من العمر 16 عاما وزوجتى متوفية وأقيم حاليا مع والدتى فى شقة بنظام الإيجار الحديث، إيجارها 300 جنيه، وأطالب الدولة بالاهتمام بنا وتوفير فرصة عمل أو معاش اجتماعى".
و أضاف شعبان أحمد: "نتعرض يوميا إلى مضايقات سخيفة وسخرية من المجتمع ككل، نتيجة قصور اهتمام الدولة، ويعاملنا الناس على أننا كائن غريب".
من جانبه طالب عصام شحاتة، رئيس جمعية الأقزام بالإسكندرية، بإجراء عمليات الأطفال للتطويل على نفقة الدولة، وقال فى تصريحات خاصة لـ"انفراد " إن العملية تتكلف 700 ألف جنيه وأولياء أمور هؤلاء الأطفال لا يستطيعون دفع هذا المبلغ الكبير.
وأشار رئيس الجمعية إلى أنه بالرغم من صدور قرار وزيرة التضامن بضم الأقزام لفئة المعاقين فإن المجالس الطبية لا تعلم شيئا عن الأمر، ولم يتم تعديل اللائحة إلى الآن، مما يتسبب فى تأخر إجراءات حصول الأقزام على السيارات المجهزة للمعاقين، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على شهادة نسبة 5% للمعاقين للعمل فى أى مؤسسة.
وأضاف قائلا: "كافحنا من أجل حقوقنا وقمنا بتنظيم مؤتمر كبير بمكتبة الإسكندرية وأرسلنا توصياته للرئاسة جمهورية ومجلس وزراء ومن قبل قمت بمقابلة وزيرة القوى العاملة ووزيرة التضامن الاجتماعى، وتمت مقابلة الدكتورة هبة هجرس رئيس المجلس القومى للمعاقين، وتم التوقيع على مذكرة تم إرسالها إلى وزيرة التضامن تفيد بضم الأقزام إلى فئة المعاقين، استنادا إلى الاتفاقية الدولية التى وقعت عليها مصر مع العالم
.
واستطرد: "على ضوء تلك المذكرة أصدرت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن قرار بضم فئة الأقزام للمعاقين وحقهم فى الشهادة 5% لحق العمل فى المؤسسات ولكن يبقى أشياء مهمة للآن لم تنفذ وهى الحصول على السيارات المجهزة للأقزام مثل المعاقين.
وناشد وزير الصحة والمجالس الطبية تطبيق اللوائح بموجب القانون رقم 175 لسنة 2015 لحصول القزم على السيارة وحصوله أيضا بعدها على رخص للقيادة.
كما طالب مجلس النواب بالاهتمام بتلك الفئة وطالب الأحزاب بوضع الأقزام على قوائمهم الانتخابية وطالب الرئيس بتعيين أحد الأقزام بمجلس النواب لعرض مشاكل تلك الفئة والاهتمام بها، خاصة أن عددهم فى مصر الآن أصبح يشارف على 100 ألف قزم على مستوى المحافظات، حيث يوجد بمصر ثلث الأقزام فى العالم .
وقال، إنه بالرغم من كل ما تقدمة الجمعية للأقزام لتخفيف العبء عن كاهل الدولة، مثل دورات تأهيليلة للأقزام، وكان آخرها دورة لتعليم الخياطة، فإن هناك مشكلات لا يمكن حلها إلا بتدخل مباشر من الدولة مثل مشكلة سيارات المعاقين وعمليات التطويل للأطفال التى تتم عن طريق وزارة الصحة والمجالس الطبية.