ذكرت تقارير إعلامية غربية أن قطر تعتزم الإعلان عن مجلس تنسيق إيرانى قطرى فى يوليو المقبل، وتدشين تعاون عسكرى بعد توقيع الاتفاقات الأمنية والعسكرية، وجاءت هذه الخطوة ردا على إعلان السعودية والإمارات إنشاء مجلس تنسيقى بينهما يخيف الدوحة ويثير فزعها من تحالف قد يرتد عليها مستقبلا ويقوض أمنها.
وقال المحلل السياسى رود كانتر والذى احتفل مؤخرا بكتابه "أمن الخليج... البقاء سالما وسط صراع الفيلة": إن قطر اتفقت مع تركيا على إنشاء قاعدة عسكرية واستقدام ثلاثة آلاف جندى تركى، وفى نفس الوقت ينتظر أن تعلن تحالفا عسكريا وأمنيا مع إيران، وأيضا تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ عسكرى طاغٍ عبر قاعدتها فى السيلية.
ويقول الكاتب إن كل ذلك يحمل تناقضات غريبة تستدعى كما يقول كانتر دراسة عميقة للاستراتيجية القطرية، كما توضح مدى التخبط السياسى والواضح والذى يؤكد أن صانع القرار القطرى بوصلته هى الخوف من السعودية، وليس التحالف معها والتعاون، وهى الأقرب له بحكم المذهب والعرق والمصالح المشتركة كدولة خليجية وعربية.
وكانت تركيا قد أعلنت فى ديسمبر الماضى عن عزمها إنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها فى قطر، مما يضع تركيا ضمن المجموعة الصغيرة للدول المستعدة والقادرة على بسط نفوذها فى الخليج العربى.
وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فإنه مثلما كان الحال عندما أنشأت فرنسا قاعدة عسكرية لها فى الإمارات العربية المتحدة، يشير هذا الجهد التركى إلى استعداد حلفاء واشنطن فى منظمة حلف شمال الأطلسى للتعامل مع الخليج من تلقاء ذاتهم.
ويسلط هذا الجهد أيضا الضوء على اقتران دول خليجية صغيرة ولكن غنية بدول تابعة لحلف شمال الأطلسى قوية عسكريًا ضمن سلسلة شراكات غير حصرية. ورغم حديث بعض الصحف الغربية حاليا عن شراكة قطرية إيرانية، إلا أن معهد واشنطن فى تقريره أشار إلى أن القاعدة العسكرية التركية فى قطر تشكل استعدادا بشكل أساسى لمواجهة تصاعد النفوذ الإيرانى من بين تهديدات إقليمية أخرى.
وأضاف أن تكثيف الوجود التركى فى الخليج ربما يمثل تعرضا أكبر للمخاطر، خصوصا فى ظل التوتر السعودى-الإيرانى المتصاعد والذى تنحاز فيه تركيا إلى الرياض. على سبيل المثال، ستكون القوات المتمركزة فى القاعدة الجديدة فى قطر سهلة المنال لناحية قدرات الصواريخ الكبيرة التى تتمتع بها إيران.
ومع ذلك يشير إلى أنه حتى الآن حافظت أنقرة وطهران على روابطهما العسكرية وتمكنتا من إدارة خلافاتهما السياسية بالرغم من كونهما خصمين فى العراق وشنهما حربا بالوكالة فى سوريا، إلا أن الخليج بيئة أكثر تقلبا من حدود تركيا البرية مع إيران.