"بديع" يفشل فى إيقاف نزيف أزمة الجماعة من داخل سجنه.. وتحويل قيادات الإخوان بإسطنبول وقطر ولندن للتحقيق تمهيًدا لتجميد عضويتهم بعد وثيقة سحب الثقة.. ورسالة للمرشد تطالب القواعد بطاعة محمود عزت

اتخذت جماعة الإخوان عدة إجراءات لمنع ظهور وثيقة "عدم الثقة" التى صدرت من قيادات إخوانية فى الخارج تحت شعار "وثيقة البصيرة" إلى النور، حيث بدأت الضغط على الموقعين على تلك الوثيقة لسحب توقيعاتهم، إلى جانب تحويل عدد منهم للتحقيق تمهيدًا لتجميد عضويتهم داخل الجماعة. فيما فشلت محاولات محمد بديع، مرشد الإخوان لحل الأزمة الداخلية، بعدما كشف قيادى بارز بالإخوان، أن المرشد سعى للتدخل من داخل سجنه لإجبار القواعد على سماع أوامر محمود عزت.

وكشفت مصادر مطلعة بجماعة الإخوان، أن الجماعة حولت خلال الساعات الماضية عدد من قيادات مجلس شورى الجماعة، الذين وقعوا على وثيقة "البصيرة" المطالبة بإجراء انتخابات داخلية للجماعة، للتحقيق تمهيدا لتجميد عضويتهم داخل الجماعة.

وقالت المصادر فى تصريحات لـ"انفراد" إن الجماعة شكلت لجنة تحقيق جديدة فى الخارج لبدء التحقيق مع أعضاء مجلس شورى الإخوان فى الخارج الذين وقعوا على الوثيقة، لمخالفتهم اللائحة الداخلية للجماعة، باعتبار أن الوثيقة تنال من القيادة الحالية– بحسب تعبير المصادر.

وأشارت المصادر، إلى أن التحقيق مع تلك القيادات سيبدأ مطلع الأسبوع المقبل، وسيتضمن قيادات إخوان اسطنبول ولندن وقطر وماليزيا، متوقعين أن ينالهم مثل ما نال المتحدث الاعلامى السابق للإخوان محمد منتصر من توقيف عضويته داخل التنظيم.

وكان قيادات بإخوان الخارج والتنظيم الدولى قد أعلنوا عن وثيقة أطلقوا عليها "وثيقة البصيرة" أعلنوا فيها عدم منحهم الثقة فى القيادات الحالية للجماعة، ومطالبتهم بانتخابات داخلية عاجلة لمكتب الإرشاد.

من جانبه، قال عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، وعضو مجلس شورى إخوان إسطنبول، وهو أحد الموقعين على الوثيقة: "إلى الإخوة الذين ينكرون علىّ مواقفى ويخالفوننى فيها، أنا أتكلم عما رأيت بعينى، وعشت بكل حواسى".

وأضاف فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "ممكن حضرتك لما تعقب على وتخالفنى فى شهادتك فى نفس الموقف بما رأيته أنت أيضا يعارض ما أقوله، لا ما تسمعه من هذا أو ذاك؟ والله وقتها هحترمك واحترم رأيك، وعندى استعداد أتراجع عما أقوله، إن ثبت لىّ عكسه".

وفى السياق ذاته، قال عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، إن هناك جهود وضغوط محمومة من رابطة إخوان لندن وفروعها فى الدول للضغط على الإخوان الموقعين من بعض الدول على وثيقة "البصيرة" لسحب توقيعاتهم، ويمارسون إرهاب وتهديد بالفصل وأفعال قميئة لن تجدى نفعا، فقد شب الإخوان عن الطوق.

وأضاف فى بيان له:" إلتفتوا لمحتوى الوثيقة بدلا من تضييع الوقت فى إجهاضها، عدد الموقعين يزيد، وعدد الرموز يزيد والإخوان يتناقلون الوثيقة فى الأسر والشعب والمناطق فى الداخل وعدد الموقعين من الداخل ضعفين الموقعين من الخارج، ولا فائدة إلا بالنظر فى محتواها".

وأوضح دويدار أن هناك اتجاه لإجراء تحقيق معه بعد نشر الوثيقة، باعتباره أحد الموقعين عليها، متابعا: "مش مهم بالنسبة لىّ، وهذا نص رسالة جاءت من موقعين على الوثيقة من أحد الدول تقول إن "الرابطة تهددهم بالتحقيق والفصل من الجماعة، وللأسف الإخوة أصبحت تخاف على نفسها من قيادتها مش من الأمن".

من جانبه، وجه قيادى بارز بجماعة الإخوان، رسالة إلى مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، كشف فيها أن مرشد الجماعة يتواصل مع مكاتب المحافظات من داخل سجنه، ويوجه لهم التعليمات، وأن المرشد وجه رسالة إلى المكاتب الإدارية للإخوان خلال الأيام الماضية حول تصرفات محمد كمال، عضو مكتب إرشاد الإخوان.

ونشر رضا فهمى، عضو مجلس شورى الإخوان فى أسطنبول، رسالة وجهها إلى مرشد الإخوان قائلا فيها: "ما أرسلتموه من سلام أو توجيه لنا فى المحافظة أو نصيحة أو حتى عتاب له دلالة عظيمة عندنا وهى أننا محل اهتمامكم وهذا يسعدنا، بخصوص ما وصلنا من طرفكم أنكم مستاء منا لعدم طاعتنا للقائم بأعمال مرشد الإخوان، فهذا يعز علينا جدا لما لكم من مكانة".

وأضافت الرسالة أن نقل صلاحيات مؤسسات كبيرة كالشورى العام والإرشاد لشخص يفتح بابا عظيما من الفتنة، والأولى أن تبنى هذه المؤسسات أو بديلا عنها بشكل مؤقت لتؤول له هذه الصلاحيات، وغياب القيادة عن المشهد مع رفضها لكل المبادرات والمناشدات والنصائح ورفضها مقابلة أى مجموعة ممن يديرون العمل يأزم الموقف ويفتح أبوابا من الظنون والتساؤلات، وسكوت القائد على مجموعة تتحرك باسمه تمارس مخالفات أخلاقية وتشيطن من شاءت وتسرد أحداثا من وجهة نظر أحادية خطأ كبير يجب علاجه".

من ناحيته، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن وثيقة البصيرة التى تؤكد عدم منح الثقة فى القيادة الحالية للجماعة لن تكون حل للصراع والانقسام الحالى بل هى محاولة منحازة لتيار محمد كمال – عضو مكتب إرشاد الإخوان - للتقليل من أثر الإجراءات والقرارات والنشاطات التى يقوم بها محمود عزت وتياره لإضعاف هذه الجبهة والتحرك منفرداً للتفرغ لمواجهة النظام.

وأضاف لـ"انفراد" أن الوثيقة جاءت فى توقيت يحتاج فيه تيار محمود عزت للزخم الميدانى ومن يقود فعاليات الشارع، حيث إن عوامل قوة عزت فى تحكمه فى التمويل ودعم قيادات السجون وسيطرته على غالبية المكاتب الإدارية، بينما قوة تيار محمد كمال فى قدرته على مواصلة الحضور فى الشارع من خلال تنظيم بعض المظاهرات والمسيرات، وهنا يطرحون تلك الرؤية من خلال وسطاء استغلالاً لحاجة الإخوان للظهور بمظهر جيد فى فعاليات 30 يونيو القادم للحصول على مكتسبات داخل القيادة والتقليل من خسائر الفترة الماضية نتيجة قرارات محمود عزت التى خصم بها من نفوذ تيار محمد كمال.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;