•التلفزيون الإسرائيلى يبث كلمة "السيسي" عدة مرات على مدار اليوم
نالت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، لتحقيق اتفاق سلام إسرائيلية - فلسطينية على غرار اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين القاهرة وتل أبيب، ترحيبا عارما من قادة الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى.
وكان قد توجه الرئيس السيسي، خلال افتتاحه عدة محطات لتوليد الطاقة الكهربائية بمحافظة أسيوط، صباح اليوم، بشكل مباشر ونادر – حسب وصف وسائل الإعلام الإسرائيلية - إلى الفلسطينيين والإسرائيليين، ونادى كليهما إلى استمداد الأمل من "السلام الحقيقى والثابت" الذى تحقق منذ 40 عاما بين إسرائيل ومصر.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل، إن الرئيس السيسى قال: "يوجد المبادرة العربية، ويوجد حاليا المبادرة الفرنسية، وهناك مبادرات أمريكية لتحقيق اتفاقية اسرائيلية فلسطينية"، وذلك بعد ساعات من إعلان فرنسا أنه سيتم تأجيل "مؤتمر السلام" فى الشرق الأوسط الذى كان من المفتوض أن يعقد فى الأسابيع القادمة لضمان تمكن الولايات المتحدة من المشاركة فيه.
ترحيب رسمى من إسرائيل
وفى أول رد فعل رسمى من جانب تل أبيب على دعوة الرئيس السيسى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، فى بيان له إن إسرائيل مستعدة للعمل مع مصر والدول العربية على عملية السلام، قائلا: نرحب بنداء الرئيس المصرى للإسرائيليين، والفلسطينيين للتقدم فى مسألة السلام" مشيدا بقيادته فى هذا الموضوع.
وقال بيان مكتب نتانياهو: "رحب نتانياهو بملاحظات الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، الذى قال فى خطاب تم بثه مباشرة فى وقت سابق من اليوم أنه يرى فرصة حقيقية لتحقيق اتفاقية سلام إسرائيلية - فلسطينية والتى قد تؤدى أيضا الى تقارب فى العلاقات بين مصر والدولة اليهودية".
وأكد نتانياهو قائلا: "إسرائيل مستعدة للمشاركة مع مصر ومع الدول العربية فى دفع عملية السلام والاستقرار فى المنطقة.. وأقدر ما يقوم به الرئيس السيسى وأتشجع من روح القيادة التى يبديها، أيضا بما يتعلق بهذه القضية الهامة".
وكان قد عبر الرئيس السيسى عن دعمه للمبادرة الفرنسية، خلال خطابه اليوم فى أسيوط قائلا: "إن مصر مستعدة لبذل كل مجهود للمساهمة فى اتفاقية اسرائيلية فلسطينية"، داعيا الأحزاب والقادة الإسرائيليين للتوصل الى اتفاق كى يتمكن الوصول الى حل، كما نادى الرئيس السيسى إلى تصالح حقيقى، وبسرعة بين الفصائل الفلسطينية، عارضا دعم القاهرة التام.
وقال السيسى إنه على الإسرائيليين والفلسطينيين فقط النظر إلى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية التى وقعت فى "كامب ديفيد" عام 1979 لرؤية نتائج السلام الإيجابية، قائلا: "إن مستوى العداوة بين مصر وإسرائيل الذى كان قائما قبل تحقيق الاتفاقية لم يكن مختلفا عن العداوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين اليوم".
وقال السيسى: "قد يقول البعض إن هذا السلام مع إسرائيل ليس دافئا، وأنا أقول لهم انه سيتم تحقيق سلام ادفأ فى حال نتمكن من حل مسألة اخوتنا الفلسطينيين".
ترحيب المعارضة الإسرائيلية
وفى السياق نفسه، رحب رئيس المعارضة الأغسرائيلية، يتسحاك هرتسوج، الذى يجرى حاليا محادثات مع نتانياهو من أجل دخول حزبه "العمل" الى الائتلاف الحكومى الحاكم فى تل ابيب، بخطاب السيسى، قائلا إنه يظهر "إن السلام ممكن".
وأضاف هرتسوج: "أنا ارحب بالإعلان.. فهو إعلان هام يظهر امكانية عملية تاريخية، ومن واجبنا فحصها بصورة جدية، والا سنجد انفسنا نفعل ذلك بعد الجنازة المقبلة، ومن المهم الاستماع الى الرئيس المصرى والنظر بجدية ومسئولية الى هذه الفرصة".
ترحيب الإعلام الإسرائيلى
واهتمت جميع الصحف ووسائل الإعالم الإسرائيلية ومواقعها الإكترونية، اليوم الثلاثاء، بكلمة الرئيس السيسى، وبثت كلمته عدة مرات على مدار اليوم، مشددة على كلمته التى أكد فيها على أهمية السلام بين مصر وإسرائيل وضرورة تحقيقه بين الفلسطينيين والإسرائيليين
ولفت التلفزيون الإسرائيلى الذى بث كلمة الرئيس السيسى، إلى أن الرئيس المصرى خصص الشطر الأكبر من كلمته فى محافظة أسيوط، للحديث عن أهمية تحقيق السلام فى المنطقة، مشيدا بالسلام الذى وقعته مصر وإسرائيل عام 1978.
واستقطبت كلمة الرئيس السيسى وسائل الإعلام الإسرائيلية، وخلال ساعات تصدرت تصريحاته العناوين الرئيسي، وقال خبراء سياسيون إسرائيليون إن السيسى تلقى رسائل من زعماء أجانب مثل الرئيس الأأمريكى باراك أوباما وأنجيلا ميركل مفادها أن توجهه للرأى العام الإسرائيلى بصورة مباشرة له تأثير أكبر من أى توجه أجنبى.
السلطة الفلسطينية ترحب
وعلى الجانب الفلسطينى، رحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، بجهود ومواقف الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأعرب أبو مازن بحسب ما جاء بوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن تقديره، لدور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، وتضحياتها التاريخية للحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطينى.
وشدد الرئيس الفلسطينى على أهمية دور مصر المحورى فى تحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل حماية وحدة الارض والشعب والقرار الفلسطينى.
حماس ترحب
فيما رحبت حركة "حماس"، بتصريحات الرئيس السيسى لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتؤكد الحركة جاهزيتها للتعاطى مع كل الجهود لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية.
وقال الدكتور سامى أبو زهرى الناطق باسم حماس فى بيان للحركة، نأمل أن تؤدى هذه التصريحات لإعادة الدافعية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
المبادرة الفرنسية لمؤتمر السلام
الجدير بالذكر أنه كان من المفترض عقد قمة فرنسية، تتضمن ممثلين عن 20 دولة، من ضمنها مصر، السعودية والاردن، فى 30 مايو، ولكن قامت فرنسا بتأجيلها كى يتمكن وزير الخارجية الامريكى جون كيرى من المشاركة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن كيرى لم يتمكن من الحضور فى يوم المؤتمر، والذى يتزامن مع يوم ذكرى الجنود، ولكن فرنسا والولايات المتحدة تنظران فى امكانية تاريخ بديل للمفاوضات.