اتفق وفد الدبلوماسية الشعبية مع عدد من الدبلوماسيين الإيطاليين والوزراء السابقين ومعهد ايزاميدا الإيطالى لشئون أسيرا والبحر المتوسط على إنشاء لجنة حكماء مصرية إيطالية غير رسمية، للعمل على دفع العلاقات الثنائية وتخطى أزمة مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجيني وتداعياتها السياسية على الأوضاع فى مصر، واتفق الطرفان على تسمية اللجنة بـ" اللجنة المصرية الإيطالية"، والتى بدأت أولى جلسات أعمالها التحضيرية اليوم فى العاصمة الإيطالية روما.
وقال جيان فرانسوا رئيس مكتب البحر المتوسط فى الخارجية الإيطالية سابقا وأحد أعضاء اللجنة المشكلة إن هناك لحظات حرجة تستدعى من الدبلوماسية الرسمية أن تترك مكان للدبلوماسية الموازية والتى قد يكون لها دور مهم فى اتخاذ القرار الرسمى.
وشدد على أن هدف المجتمعين اليوم تيسير التعاون فيما بين السلطات القضائية بين البلدين لتجاوز الأزمة، ويمكن أن يكون لهم دور بالعمل على الرأى العام المصرى والإيطالى، مشددا على أن هناك رغبة فى تخطيها بدون شك ، مثمنا مقترح لجنة الحكماء فى هذا الاتجاه ويجب أن تكون مشكلة من كافة طوائف الشعب المصرى، ويجب أن يكون هناك تمثيل للدين الإسلامى لأن القاهرة بها الأزهر العريق المتحدث باسم الإسلام المعتدل فى الوقت الذى يستغل فيه البعض الإسلام للإرهاب.
وأكد مدير معهد ايزاميدا الإيطالى أنهم لديهم خبرة فى تشكيل لجنة صداقة بين البلدين والتى قد تكون خليط بين الأفراد الشعبيين والمسئولين وستكون مفتوحة للمشاركة ، ومثل هذه الجمعيات خدمت دول كثيرا فى حاله الأزمات، مؤكدا على أن الجانبان لا يريدان لجنه صورية بل مفعلة لمواجهة أى عواقب بين البلدين، موضحا أن الهدف تخطى اللحظة الصعبة التى تعيشها مصر وإيطاليا حاليا مؤكدا أنها لحظة لم تكن متوقعة ولكنها ستمضى قريبا، موضحا أهمية التعاون بين مصر وإيطاليا والتنسيق بينهما حول قضايا المنطقة، لافتا إلى أن منطقة المتوسط عادت إلى الدور المحورى ، ومصر وإيطاليا من الدول الأساسية المطلة على المتوسط والتعاون بينهما فى غاية الأهمية وهناك أعداء متربصين بالعلاقات بين الدولتين، يجب التنبه لهم.
وأشار الى أن هناك عمل من جانب المعهد بألا يكون هناك حظر للسياحة على مصر، وأضاف قائلا "إذا كان هناك توجه نحاول العمل لإيقافه بل ونشجع عودة السياحة الإيطالية" ، وقال نريد تقوية التعاون لأكثر مما كان فمجتمع رجال الأعمال يعيش مرحلة صعبة خوفا من التأثير على الاستثمار ويتمنى عودة العلاقات لسابق عهدها لعودة عملهم.
ومن المنتظر قيام الوفد الممثل للجانب الإيطالى بزيارة القاهرة خلال أسابيع قليلة لبحث استكمال تشكيل اللجنة حيث وصف السفير الإيطالى السابق جيان فيودى مدير المعهد الإيطالى أن الهدف طموح ويجب بحث الشكل المناسب والقواعد التى ستحكمها وسيتم خلال الأيام المقبلة تبادل الأفكار حول تكوينها قائلا "بدأنا عمل سيمتد ما بينا".
ويضم وفد الدبلوماسية الشعبية المستشار أحمد الفضالى رئيس تيار الاستقلال والسفراء السابقين أحمد خطاب ومنى عمر ومحمد العشماوى وعضو البرلمان أحمد سميح وعدد من الإعلاميين والصحفيين.
ويأتى هذا التحرك على المستوى الشعبى بالتوازى مع التطور الإيجابى على جانب التحقيقات فى قضية الباحث الإيطالى جوليو ريجيني، حيث يحاول الطرفان الرسمى والشعبى دعم الجهود المبذولة إلى تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ومحاولة تجاوز السحابة العابرة التى خيمت على العلاقات بين البلدين فى أعقاب مقتل ريجيني بالقاهرة، وعلى الرغم من أن الوفد غير معنى بأزمة ريجيني إلا أنه سيسعى لتقوية مسارات العلاقات الإيجابية بين البدين، خاصة أن هناك تعاون استراتيجى بين القاهرة وروما فيما يخص معالجة مجموعة من القضايا الإقليمية والتى يأتى على رأسها الأوضاع فى ليبيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية والتصدى للإرهاب والأصولية والتطرف الذى بات يهدد الأمن والاستقرار فى منطقة البحر المتوسط بأسرها.
وأكد السفير عمرو حلمى سفير مصر بروما أن العلاقات بين القاهرة وروما اكتسبت قوة دفع كبيرة جراء الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إيطاليا فى نوفمبر 2014 ونتائجها الإيجابية والتى أكدت التحالف الاستراتيجى بين البلدين، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين تاريخية وراسخة وشهدت العديد من التطورات الإيجابية على كافة الأصعدة حيث أصبحت إيطاليا الشريك التجارى الأول بالنسبة لمصر على مستوى دول الاتحاد الأوروبى والثالث على مستوى العالم بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وقال السفير المصرى خلال لقائه بالوفد إنه على معدل زيادة فى الاستثمارات الأجنبية فى الاقتصاد المصرى قامت بها الشركات الإيطالية اذ ارتفع إجمالى قيمة الاستثمارات من 4،6 مليار دولار عام 2013 إلى 11،2 مليار دولار عام 2015 وتتركز فى مجالات بالغة الأهمية بالنسبة للاقتصاد المصرى وتتسم بالتنوع فى عدة قطاعات منها ما يتعلق بالمنسوجات والملابس الجاهزة ومكونات السيارات وقطاع التشييد والبناء والصناعات التحويلية والبتروكيماويات وقطاع الكهرباء والبترول والغاز والقطاع المصرفى.
وأشار إلى أن الكشف الهائل الذى نجحت شركة إينى الإيطالية للغاز الطبيعى فى المياه المصرية يعد ثمرة من ثمرات التعاون المتميز القائم بين البلدين وهو الكشف الذى من شأنه أن يحول خريطة الطاقة فى منطقة البحر المتوسط ويعزز من تنافسية الاقتصاد المصرى الذى اكتسب بعدا جديدا من جراء مشروع قناة السويس والمنطقة الاقتصادية الخاصة الملاحقة به.
وثمن حلمى المواقف الإيجابية التى اتخذتها إيطاليا لدعم ترشح مصر للعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن وتحول مصر إلى دولة عمليات فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية فضلا عن المواقف الإيجابية التى اتخذتها إيطاليا داخل الاتحاد الأوروبى عند التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وتنوعها.
ويلتقى الوفد اليوم بعدد من شركات السياحة الإيطالية لتنشيط قطاع السياحة الإيطالية إلى مصر خاصة بعد مطالبة البعض فى روما بمنع السياحة لمصر ردا على مقتل ريجيني، كما يلتقى الوفد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان فى أول لقاء له مع وفد شعبى.