خيم الحزن على مدينة القرين بالشرقية، لوفاة إمام أحد أكبر مساجد المدينة، أثناء صعوده للمنبر لإلقاء خطبة الجمعة. توفى الشيخ محمد محمد رمضان، إمام وخطيب مسجد أبو العنين بحى الصرافية بمدينة القرين، عقب دخوله المسجد لأداء صلاة الجمعة، حيث سقط مغشيا عليه فجأة وسط المصلين.
يقول أحد شهود العيان، يدعى أحمد إبراهيم علوان:" إنا جار للإمام وهو عشرة عمر، فمنزله يبعد عن المسجد حوالى 500 متر، واليوم جاء المسجد متوضئًا ويلقى السلام على كل الأهالى فى طريقة والمصلين كعادته، فهو يحضر أول واحد للمسجد يستقبلنا بالابتسامة فى كل وقت للصلاة".
ويضيف فى حديثه لـ"انفراد": "أدى ركعتى تحية المسجد، وأثناء اقترابه من المنبر للصعود عليه سقط مغشيا عليه فجأة".
ويكمل نبيل منصور شاهد آخر للواقعة: حاولنا إفاقته وتقديم الإسعافات الأولية، دون استجابة فهرع عدد من مصلين بإحضار سيارة واستكمل عدد مصلين الصلاة وخطب أحد المتواجدين من الأهالى لمدة خمس دقائق، وتوجهنا للمستشفى وبعد فحصه تأكد وفاته، وعدنا به للمنزل لاستكمال إجراءات التسغيل والدفن.
محفظ للقرآن الكريم، يقول أحمد علوان، أحد أهالى قرية الإمام، إن الإمام علم أجيال عديدة حفظ آيات الله، وأنه بجانب ذلك كان يعمل فى تصنيع الطاولات من جريد النخيل، لتحسين دخله، مثل كل أهل المدينة لكونها حرفة تشتهر بها القرين ويعمل بها معظم الأهالى، خاصة أنه أب لأربعة فتيات أكبرهم فى السنة الأولى فى الجامعة، والثانية ثانوية عامة والثالثة بالصف الثالث الابتدائى وطفل صبى فى 5 ابتدائى.
ويضيف أحمد الصيرف أحد أهالى القرية: "نقلنا الفقيد إلى منزله وفتحت ابنته الصغرى الباب. وأردف: "حاولنا التخفيف من الفاجعة فى البداية وأخبرناهم أنه متعب ونريد إدخاله المنزل وبمجرد الدخول وعلموا بالوفاة تعالت أصوات أسرته بالبكاء والصراخ".
وتابع أن الفقيد ليلة الأمس، ساعد معنا فى أعمال هدم مسجد قديم بجوار منزله صدر له قرار إحلال وتجديد، وطلبنا من الشيخ أن نضع آثار الهدم فى مساحة أرض يمتلكها تقدر مساحتها بنحو قيراط ونصف وذلك لحين إنشاء قواعد المسجد ثم استخدام الهدم فى تغطية حفر القواعد وعمل الأرضية قبل التبليط ووافق الشيخ على الفور، لفت إلى أنه تحدث معه بقوله: "عندما ينتهى بناء المسجد سريعا ويمكن أن تنتقل للعمل به لأنه بجوار منزلك فرد الشيخ قائلا: "أنا معاكم لحد ما تبنوا المسجد الجديد لكن المسجد الذى أعمل به هفضل فيه لحد ما أموت".
واستطرد أن الإمام يبلغ من العمر نحو 53 عاما وعمل إمام بمسجد الصرافية لمدة 23 عاما، لافتا إلى أنه كان مرتبطا بالمسجد دائما حتى فى ظل تبعات جائحة كورونا وإغلاق المساجد لمواجهة الأزمة كان يذهب فى أوقات الصلاة ويجلس أمام المسجد حزينا.
كانت قد أرسلت وزارة الأوقاف وفدا للصلاة على الإمام المتوفى أثناء صعوده لإلقاء خطبة الجمعة بالشرقية. بدورهتوجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بخالص العزاء لأسرة الشيخ محمد محمد رمضان، إمام وخطيب مسجد أبو العينين بحى الصرافية بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، الذى وافته المنية أثناء صعوده المنبر لأداء خطبة الجمعة اليوم بالمسجد، سائلا الله (عز وجل) أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يرزق أهله الصبر والسلوان.
ووجه وزير الأوقاف بسرعة صرف إعانة عاجلة لأسرته قدرها 20 ألف جنيه من الموارد الذاتية للوزارة، مع سرعة صرف سائر مستحقاته المالية، مع تكليف مدير المديرية الشيخ زكريا الخطيب بالتوجه على رأس وفد كبير من مديرية أوقاف الشرقية لتقديم واجب العزاء لأسرة الإمام رحمه الله تعالى نيابة عنه.
وكان الشيخ محمد محمد رمضان، إمام وخطيب مسجد أبو العنين بحى الصرافية بمدينة القرين، يستعد للصعود على المنبر لإلقاء الخطبة الجمعة، وسقط مغشيا عليه وسط المصلين.
وقال الشيخ زكريا الخطيب، وكيل الوزارة لـ"انفراد"، إنه كلف مدير الإدارة واثنين من المفتشين للذهاب إلى المسجد والإشراف على سرعة إنهاء إجراءات الخاصة بتصريح الدفن، مضيفا أن الوزير أصدر تعليمات بتكليف وفد من كبار القيادات والائمة والخطباء وقيادات المديرية بالمشاركة فى الجنازة وتأدية واجب العزاء نيابة عنه، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية لصرف مكافأة مالية للأسرة الفقيد.