أكد الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، أهمية "ثقافة التظاهر"، موضحًا أن التعبير عن الرأى نوع من الثقافة المتنورة، والثقافة لن تزدهر بدون حرية التعبير عن الرأى والأفكار.
وقال "النمنم" فى حواره مع الإعلامية أمل الحناوى، عبر فضائية "RT" إن قانون التظاهر يجيز التظاهر بشروط.. التظاهر حق من حقوق المواطنة، والأحكام الصادرة بحق البعض أمام القضاء ليست بسبب التظاهر.
كما أكد حرص الرئيس السيسى على لقاء المثقفين ليتعرف على ما لديهم من آراء باعتبارهم طليعة المجتمع، لافتًا إلى أن الرئيس والمثقفين تبادلوا العديد من الأفكار والآراء فى قضايا الحريات وأزمة الإعلام فى مصر، وبعضهم اشتكوا لـ"السيسى" الفوضى الإعلامية، فيما رفض الرئيس التدخل بشدة وقال، هذا أمر يتعلق بحرية الإعلام، كما أكد لهم أنه مع الحريات كاملة خاصة التظاهر وغيره ولكن مصر تواجه جماعات إرهابية تخرب البلد وأزمة فى التنمية والسياحة والاقتصاد، ونريد أن ندير التنمية والاقتصاد، لكن التظاهر ينتهى لأعمال فوضوية تؤدى لتطفيش المستثمرين والسياح.
وأشار وزير الثقافة فى حواره إلى أن المثقفين يعبرون عن تطلعات الأمة والشعب ويحلمون ببناء دولة مدنية حديثة، تعطى مجالاً واسعًا لمفهوم الحرية السياسية والفكرية وغيرها، لافتًا إلى أن المثقف فى مصر كالمثقف فى أى مكان فى العالم، وكل مجموعة تختار الفكرة والدور الذى ترتضيه، سواء سياسى أو ثقافى أو برلمانى من خلال الدور التشريعى، ولا يجوز وضع المثقف فى قالب جامد، لأنه بهذا سيصبح موظفًا.
تقسيم فلسطين سبب انتشار التكفير.. وحل النزاع يقضى على الإرهاب
وقال الكاتب الصحفى، إن أفكار التكفير انتشرت منذ منتصف السبعينيات وبعد نهاية أكتوبر 1973، إلى أن ظهرت جماعة التكفير والهجرة التى استدعت مشاهد القتل مع فرج فودة وجرت المحاولة مع نجيب محفوظ، مشيرًا إلى أن الفكر التكفيرى موجود بقوة وعنف وشراسة وشجرته الأساسية الإخوان وهم المعبرون عنه، بجانب حلفائهم من أمثال داعش وغيرهم، الذين انتقلوا من التكفير إلى القتل.
وعن طرق مواجهة الفكر التكفيرى، قال "النمنم" فى حواره مع الإعلامية أمل الحناوى، إن القضاء على الفكر التكفيرى يتحقق من خلال حل القضية الفلسطينية، حيث يستغل المتشددون القضية الفلسطينية على أنها صراع يهود ومسلمين وليس إسرائيل وفلسطين، مضيفًا: "من يراجع التطرف والأفكار التكفيرية فى المنطقة سيجد أنها انتشرت بعد قرار التقسيم فى نوفمبر 48".
وشدد على ضرورة حل مشاكل الحريات، وبناء أساس عقلانى للتفكير وإقامة دولة مدنية لا تحتكم على العقيدة الدينية فى كل شيء مع إقامة نظام تعليمى وثقافى قوى ومستنير للحد من أفكار التشدد والفكر الإرهابى، مضيفًا: "ولكن هذا الفكر سيظل موجودًا ولن يقضى عليه إلا بتجديد جذرى للفكر والفقه الإسلامى بحيث يتناسب مع العصر الحديث والقرن الـ21.. الحداثة توجه مأزقا حقيقيًا فى المنطقة لأن البعض يتصورها فى مواجهة الدين"، لافتًا إلى أن المثقفين يبذلون تضحيات حقيقية، وفكرة المال السياسى لا تحكم توجهاتهم، والسوابق التاريخية تثبت ذلك.
لا أرى مستقبلاً لـ"الإسلام السياسى" بمصر.. وحكم الإخوان تجربة "سيئة"
وقال وزير الثقافة، إنه لا يرى لجماعات الإسلام السياسى مستقبلا كبيرا فى مصر، خاصة بعد تجربة الإخوان السيئة فى الحكم، والنفور الشعبى ضدهم، مضيفًا: "هؤلاء لن يغيروا توجهاتهم.. الفرصة كانت سانحة أمامهم للتغير قبل 30 يونيو ولكنه أصروا على عدم التغيير، كما أنهم لم يراجعوا فكرة واحدة من أفكارهم طوال تاريخهم السياسى".
وأوضح "النمنم"، أن الهوية المصرية متعددة ومتنوعة، فمصر أفريقية وآسيوية ومتوسطية وعربية بحكم التاريخ واللغة والجغرافيا، واستطاعت بعظمتها جمع كل هذا فى سبيكة واحدة، مشددًا على أهمية ودور الأزهر والكنيسة المصرية والأحزاب والبرلمان والإعلام والمثقفين بمختلف أفكارهم، فى الحفاظ على الهوية الوطنية.
وفى سياق آخر قال "النمنم" إن الوزارة تسعى لتحقيق العدالة الثقافية من خلال امتداد المنظومة الثقافية لكل أقاليم مصر وكل المحافظات، وألا تكون حكرًا على العاصمة الأولى "القاهرة" أو الإسكندرية، بجانب مواجهة أفكار التشدد والتطرف التى انتشرت فى الفترة الأخيرة بين مجموعات الشباب، موضحًا أن هذه ظاهرة التطرف ليست وقفًا على مصر فقط ولكنها ممتدة إلى معظم المنطقة العربية، وبدأت تظهر فى أوربا ونحاول، ونعمل على مقاومة هذا المد من التشدد بنشر الكتب والأفكار العقلانية والتنوير بجانب إتاحة أكبر قدر ممكن من الفرص للأجيال الصاعدة فى مجالات الابداع والثقافة المختلفة، لأن هناك جيل كبير تم تهميشه ويجب أن يحصل على فرصته.
وعن كيفية مواجهة ضعف الاعتمادات المالية للأنشطة الثقافية قال، إن الثقافة تعمل على عدة مستويات من خلال التعاون مع كل الجهات الحكومية كالتعليم والشاب والتضامن والسياحة والآثار وغيرهم، واستطاعت من خلال ذلك تجاوز الكثير من الصعوبات والمعوقات المالية، كما تحاول الوزارة الاعتماد على المجتمع الأهلى فى مجال العمل الثقافى.
وفيما يتعلق بالمرأة أكد "النمنم" أن هناك اهتماما كبيرا بوعى المرأة فى الأجندة الثقافية وغيرها، وهناك 4 وزيرات فى الحكومة، بجانب و89 نائبة فى البرلمان، بجانب النائبات المحافظات، كما أن هناك لجنة خاصة بالمرأة فى المجلس الأعلى للثقافة.