يعيش عالم الطب ثورة فى مجال علاج الأورام، خصوصا علاجات أورام المعدة والكلى والبروستاتا والقولون، وذلك بعد ظهور أفق جديد يتمثل فى استخدام العلاجات الموجهة والعلاج المناعى للقضاء على السرطان.
ويحاول العلماء اكتشاف الجينات المسببة للسرطان، والبروتينات التى تساعد على تكوين الخلايا السرطانية والتى يتم إفرازها على الكبد أثناء الليل، لإيجاد علاجات تقاوم هذه البروتينات والتوصل لعلاجات تغنى عن تحويل مسار فتحة الشرج التى تؤرق الكثير من مرضى أورام المستقيم.
وأكد الدكتور هشام الغزالى - أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس - أن هناك طفرات جديدة حدثت فى علاج أورام الجهاز الهضمى والكلى والبروستاتا، والتى لم يكن لها علاج من قبل باستخدام الأدوية المناعية والموجهة ومن خلال الأشعة التداخلية.
التوصل لعلاج لأورام المعدة
وقال الدكتور هشام الغزالى إنه تم طرح أدوية موجهة ومناعية لعلاج أورام الكلى والبروستاتا بديلا للعلاج الكيميائى، مع استخدام الأشعة التداخلية، والعلاجات الإشعاعية فائقة الدقة، واتباع أسلوب جديد لسرعة تسجيل أدوية الأورام بالتزامن مع دول المنشأ من وزارة الصحة المصرية، موضحا أن هناك أبحاثا مبشرة عن إمكانية المتابعة الطبية بدلا من جراحة تحويل مسار المستقيم السفلية والقريبة من فتحة الشرج عند إحراز استجابة كاملة للعلاج الإشعاعى، مما سيمثل تغييرا تاريخيا لعلاج هذه الأنواع من الأمراض، إلا أنه يجب الحرص حتى يتم تأكيد هذه النتائج بدراسات أخرى مشابهة.
وأوضح الدكتور هشام الغزالى - أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس أن هناك طفرات حدثت فى علاج أورام الجهاز الهضمى، خصوصا أورام الجهاز الهضمى المنتشر، لافتا إلى أن علاج المرضى أصبح يتم بناء على تحديد التشخيص الجينى لكل مريض مع اكتشاف مستقبلات جديدة داخل أنسجة الورم، مما أدى إلى ظهور علاجات حديثة ساعدت فى زيادة نسب شفاء أورام الجهاز الهضمى من المرحلة الرابعة إلى أكثر من 70%.
وقال دكتور هشام إن فرص شفاء أورام البروستاتا تضاعفت، خصوصا لدى المرضى الأصغر سنا الذين يعانون من انتشار شديد للورم يصل إلى حوالى 80%، وقد ظهرت النتائج الأولية فى الولايات المتحدة منذ عامين، وتم تأكيدها بدراسات أخرى ودراسات استقصائية حديثة.
التوصل لبروتين جديد يتم إفرازه ليلا يسبب سرطان الكبد
من جانبها كشفت الدكتورة هبة الظواهرى - أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى - عن مفاجأة أنه تم اكتشاف بروتين جديد يُفرز مساء على خلايا الكبد يجعل سرطان الكبد ينتشر.
وتوصل العلماء إلى أن هذا البروتين إذا استطعنا إخماده فيمكن أن نصل إلى الشفاء من سرطان الكبد بوقف هذا البروتين من افرازة بالكبد.
وقالت الدكتورة هبة الظواهرى إن هناك بروتينات من الكبد يمكن من خلالها التفرقة بين أورام الكبد الأولية وتليف الكبد، موضحة أن هذا يفيد فى تشخيص أورام الكبد الأولية عن طريق هذه البروتينات، موضحة أن تليف الكبد يأتى نتيجة الإصابة بفيروس سى أو بى.
الاكتشاف المبكر يؤدى إلى الشفاء التام من المرض
وأكدت د. هبة أن الحالات المتأخرة جاءت نتيجة عدم تدريب الأطباء على الاكتشاف المبكر للأورام، مؤكدة أنه من الضرورى تعليم الأطباء، موضحة أن أى ورم لم يتعد 2 سم يمكن الشفاء منه تماما، وأكثر من 2 سم يمكن أن تصل نسب الشفاء منه إلى 50%. وأكدت أنه يمكن الشفاء تماما خلال ساعتين من أورام البروستاتا من خلال العلاج بالموجات فوق الصوتية.
الحالة النفسية للشخص تحميه من الإصابة بالسرطان
وفجرت الدكتورة هبة الظواهرى - أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام - مفاجأة قائلة إن الحالة النفسية للإنسان ترفع كفاءة الجهاز المناعى بالجسم، موضحة أن الجهاز المناعى قادر على قتل ما بين 10 إلى مليون خلية سرطانية بالجسم يوميا.
وقالت إن هناك أغذية يمكن أن تقلل من أورام الجهاز الهضمى، موضحة أن الطعام المتوازن والمعتدل يحمى الجسم من الإصابة بالسرطان، وأن أى زيادة فى تناول طعام معين تمثل خطورة على الجسم. وأشارت إلى أن الخضراوات يجب أن يتم غسلها جيدا مع الإقلال من اللحوم والاعتدال فى كل شىء.
من جانبه أكد الدكتور ياسر عبد القادر - أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العينى - أن نسب الشفاء من السرطان أصبحت مرتفعة فى مصر، موضحا أن نسب الشفاء بلغت 50% بدلا من 35%.
سرطان القولون والمستقيم
وقال الدكتور ياسر عبد القادر إن العقار الجديد الذى يستخدم لعلاج سرطان المعدة يعالج المرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى استخدامه فى سرطان الرئة فى مراحله المتقدمة بعد فشل العلاج الكيميائى، والذى يمثل حتى الآن السبب الرئيسى لوفيات مرض السرطان بين الرجال والنساء على حد سواء عالميا.
إنتاج أدوية الأورام فى مصر قريبا
وأكد الدكتور طارق سلمان - مساعد وزير الصحة والسكان لقطاع الصيدلة، خلال المؤتمر الدولى الخامس لأورام الجهاز الهضمى والمسالك البولية - أن هناك نقصا فى أدوية الأورام بصفة عامة، نظرا لمحدودية الأدوية المسجلة فى مصر، بسبب قلة مستحضرات الأورام عالميا.
وأشار إلى أن عدد مصانع إنتاج أدوية الأورام فى مصر محدود نتيجة صعوبة آلية التصنيع واحتياج تلك المصانع أن تخصص منطقة مؤمنة وبعيدة عن المناطق السكانية، لضمان عدم العدوى وتكلفتها العالية، بالإضافة إلى عدم وجود بروتوكول موحد لعلاج الأورام يتم اتباعه أثناء العلاج وارتفاع أسعار توريد أدوية الأورام نتيجة قيام كل جهة حكومية بالشراء منفردة.
وأوضح أنه تم وضع بعض المقترحات لزيادة إتاحة مستحضرات علاج الأورام داخل البلاد، حيث تمت دراسة فتح صناديق المثائل لـ5 مستحضرات لعلاج الأورام كمرحلة أولى، بحيث يتم زيادة عدد 2 مستحضر مستورد بكل مادة فعالة، وتم العرض على اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية، والتى أوصت برفع الأمر إلى وزير الصحة للاستثناء، لافتا إلى أنه تم وضع مقترح لدعوة الشركات المحلية العاملة فى مصر لإنشاء خط إنتاج مشترك لتصنيع مستحضرات علاج الأورام طبقا للاحتياج القومى لها.
وأضاف أنه تم رفع مقترح بطرح مناقصة قومية لأدوية الأورام من خلال مجلس الوزراء، بحيث تعمل على تحديد الاحتياجات القومية، وخفض المنفق على أدوية علاج الأورام بالجهات المختلفة.
وأشار الدكتور أسامة حتة - أستاذ الأشعة التداخلية بطب عين شمس – إلى أنه يمكن استخدام الجسيمات الدقيقة المشعة الموجهة بالقسطرة لعلاج أورام الكبد السرطانية المتشعبة، مشيرا إلى أن ظهورها يمثل طفرة فى علاج أورام الكبد المتشعبة، والتى كان ميئوسا من علاجها بالوسائل الأخرى بالأشعة التداخلية.
وقال الدكتور أسامة: "يعتمد العلاج على حقن ملايين من هذه الجسيمات من خلال قسطرة الكبد الشريانية، وهى عبارة عن أنبوبة دقيقة قطرها حوالى 2 مم يتم إدخالها من شريان الفخذ الأيمن، وتوجه بالأشعة إلى شريان الكبد ثم إلى داخل الورم"، مؤكدا أنه يتم توجيه ملايين من هذه الجسيمات، والتى تستقر داخل نسيج الورم وتطلق أشعات بيتا محدودة المدى، والتى تؤدى إلى تدمير منطقة الورم بالكامل، وتحوله إلى نسيج متليف ثم تتم المتابعة بعد ذلك بواسطة الأشعة المقطعية الحلزونية ثلاثية المراحل للكبد، وكذلك دلالات الأورام.
وأوضح أسامة أن هذه الجسيمات تمثل فتحا جديدا فى علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية، سواء كانت أوراما أولية أو الأورام الثانوية المنتشرة للكبد من سرطان القولون، حيث يتم علاجها بنفس الطريقة بعد استئصال الأورام الأولية، مؤكدا أنه يحقق علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية نسب شفاء عالية تصل إلى حوالى 95%، خاصة فى الأورام صغيرة الحجم 3 سم فأقل، والتى يتم علاجها عن طريق الكى باستخدام جهاز موجات التردد الحرارى، أو جهاز موجات الميكروويف.