على مدار الأيام الماضية شهدت محافظات مختلفة اشتعال عدة حرائق فى مناطق حيوية وهامة وتحديدا فى أسواق الغورية والعتبة، أحد أهم المراكز التجارية فى العاصمة، والتى أتت النيران على محتويات أغلب المحلات بها وقدرت الخسائر بحسب التقديرات الأولية بـ 25 مليون جنيه.
عقب الحادثة أكد المسئولون على اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار هذه الحوادث ومنها إخلاء هذه المناطق من الأنشطة التجارية، إلا أن جانبا آخر قد يساعد على اشتعال الحرائق و لم ينتبه له أحد حتى الآن و هو تحول أسطح عمارات وسط القاهرة الأثريه إلى مخازن تضم العديد من المواد القابلة للاشتعال، إما بقايا أغراض قديمة أو بضائع خاصة بأصحاب المحلات.
"انفراد"، رصد أسطح العديد من العقارات فى شوارع وسط البلد منها شارع الجمهوريه ، ونجيب الريحانى ، والفجالة، لتكشف عن الوقود الذى يخزنه المصريون فوق أسطح منازلهم، بداية من "علب الكرتون" و ألواح الخشب انتهاء بالأثاث القديم.
عم رفعت قنديل، أحد اقدم العاملين فى منطقة وسط البلد، قال إنه على الرغم من بدء الحكومة فى تطوير عمارات وسط البلد التاريخية وإعادة طلائها وترميمها من أجل الحفاظ عليها، إلا أنه لم ينتبه أحد إلى الخطر الذى يهدد هذه العمارات التاريخيه بسبب تحول أسطحها إلى مخازن للأشياء المهملة وهو ما ينذر بإمكانية نشوب حرائق فى أى وقت خاصة أننا مقبلون على فترة الصيف و ارتفاع درجات الحرارة.
فيما كشف حسن السيد، مهندس معمارى وأحد سكان وسط البلد، عن استغلال البعض لجزء من مساحة هذه الاسطح وتخزين المواد الكرتونية بها إلى جانب العلب الفارغة من المشروبات الغازية والمبيدات الحشرية لبيعها مره أخرى، بالاتفاق مع حراس العقار مقابل الحصول على مبلغ من المال مستغلين غياب الرقابة من قبل سكان العقار.
بالإضافة الى كلام المهندس المعمارى، أكد أحد قاطنى عمارات وسط البلد – طلب عدم ذكر اسمه – أن بعض حراس العقارات يتفقون مع مجموعة من بائعى "الروبابيكيا" لتأجير جزء من هذه الأسطح مقابل مبالغ مالية لعدم اهتمام سكان هذه العمارات بالصعود إلى السطح.
فيما أوضح ملاك عيد – موظف على المعاش وأحد سكان شارع الجمهورية - أن السبب الحقيقى وراء فوضى أسطح عمارات وسط البلد يرجع إلى أن السكان أنفسهم يقومون بتخزين الأشياء القديمة من أثاث وأجهزة كهربائية دون الانتباه إلى ما تمثله من خطر على السكان بسبب قابليتها للاشتعال.
فيما رفض عدد من حراس العقارات بهذه الأحياء، الاتهامات الموجهة لهم بخصوص تأجيرهم جزء من أسطح العمارات مقابل مبالغ مالية، وأكد جميع الحراس الذين طلبوا عدم ذكر اسماءهم، أن السكان هم المسؤولين الأوائل عن ذلك الوضع عن طريق قيامهم باستغلال الأسطح فى تخزين اشيائهم المستعملة، لافتين إلى أن حارس العقار لا يستطيع التصرف دون علم السكان.
من جانبه قال خالد مصطفى، المتحدث الإعلامى لمحافظة القاهرة، إن المحافظة خلال مشروع القاهرة الخديوية لمست وجود مخلفات على أسطح العمارات والتى تنقسم إلى أخشاب او كرتون وبلاستيك وغيرها وهى مواد خطرة لأنها قابلة للاشتعال وهو ما استدعى تدخل المحافظة عن طريق التنبيه على السكان بضرورة إزالتها أو صدور أوامر للمقاولين العاملين فى مشروع القاهرة الخديوية بإزالتها، مؤكدا أن القضاء على ذلك الخطر مرتبط بثقافة السكان ومدى تعاونهم.