تعمل الحكومة الفرنسية على مدار الأيام القليلة الماضية بشكل مكثف للرد على الأعمال الإرهابية ومواجهة الفكر المتطرف الذى بات منتشرا في البلاد وترتب على أثره، ذبح استاذ تاريخ في كونفلان سان اونورين، وأكدت الحكومة أنها سترد "بأكبر قدر من الحزم" لمحاربة الإرهاب والتطرف، ومواجهة التنظيمات التي تغزى الفكر المتشدد في البلاد وعلى رأسها الجماعات المنتمية لفكر "الإخوان" الإرهابية، والتي كان آخرها حل جماعة "أحمد ياسين" المنتمية لحركة حماس وجماعة الإخوان.
من جانبه، كشف رئيس الوزراء جان كاستكس ، الجمعة ، 23 أكتوبر ، عن إجراءات جديدة لمشروع قانونه بشأن "التيرات المتطرفة" ، والذي سيعرض على مجلس الوزراء في ديسمبر.
وفيما يلى أبرز الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا السياق، والتي كان على رأسها إغلاق المساجد ، طرد الأجانب المسجلين في ملف "s" ، ومحاربة دعوات التطرف على المواقع الاليكترونية.
طرد 231 أجنبيا متطرفا من فرنسا
بعد يومين من الهجوم، أعلن وزير الداخلية الفرنسى نيته طرد 231 أجنبيا كانوا في الملف " s" الخاص بالمتطرفين والذين على علاقة بإرهابيين، وخطر على الامن القومى الفرنسي.
يشار إلى أنه من بين هؤلاء الـ 231 أجنبيًا ، هناك 180 مسجونًا حاليًا وسيتم اعتقال 51 آخرين أطلق سراحهم. ويوضح جيرالد دارمانين ، "هناك 22000 شخص مسجلين ضمن الإرهابيين وذوى الفكر المتطرف، ونرصدهم جميعا، ولقد تم بالفعل طرد العديد من الأشخاص."
شن مداهمات منزلية لمتطرفين وداعمى الإرهاب
وثانى خطوة اتخذتها الحكومة لمواجهة الإرهاب هو صدور قرار بشن عمليات شرطية ومداهمات منزلية ضد من دعموا الإرهابيين على مواقع التواصل الاجتماعي، و"تم فتح 80 تحقيقًا بشأن الكراهية على الإنترنت ومنشورات دعم العمليات الإرهابية والتي تؤيد إراقة الدماء.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، "يجب أن نعزز سيادة القانون لقد تفوقت الديمقراطيات على هتلر وستالين ، وستتغلب على التيارات الراديكالية، والإرهابية.
التشكيك فى مرصد العلمانية ووضعه تحت الملاحظة
ولم يعد الأشخاص أو الهياكل المشتبه فيهم هم الأهداف الوحيدة للسلطة التنفيذية، فوفقا لمقال نشر في لو بوان الفرنسية، الاثنين الماضى، فتعتزم الحكومة أيضا هيكلة وإعادة تشكيل مرصد العلمانية، الذى أنشئ عام 2007 لمساعدة الحكومة في احترام مبدأ العلمانية في فرنسا.
وقالت مارلين شيابا الوزيرة المفوضة لشئون المواطنة في فرنسا، "يبدو أن مرصد العلمانية يهتم بمكافحة وصم المسلمين أكثر من اهتمامه بالدفاع عن العلمانية".
وتابعت في مثل هذا النوع من المنظمات، نحتاج إلى أشخاص مقتنعين ، أناس عاديين حقيقيين، وليس أشخاصًا يدعون إلى علمانية الاسترضاء".
إغلاق مسجد في بانتين
أعلن جيرالد دارمانين لبرنامج TF1 " الفرنسى"، في نفس المساء ، جيرالد دارمانين أنه طلب من حاكم سين سان دوني إغلاق مسجد في بانتين ،والذي ثبت ان هناك صلة لإمامه بعملية الذبح الأخيرة التي راح ضحيتها صامويل باتى.
وأشارإلى أن أبناء الإمام "متعلمون" في مدرسة غير معلوم هويتها في بوبيني ، وأغلقت في بداية أكتوبر.
ويشرح قائلاً: " كان الأطفال من سن 2 إلى 6 سنوات يرتدون الحجاب ، بدون ملاعب ، بلا نوافذ" .
رصد الشبكات الاجتماعية
صباح الثلاثاء الماضى ، استدعت نائبة الوزير المسؤولة عن المواطنة مارلين شيابا الرؤساء الفرنسيين للشبكات الاجتماعية الكبرى (Facebook و Twitter و Google و TikTok و Snapchat) لإيجاد طرق أفضل لمواجهة "التطرف الأليكترونى" .
واستنكرت شيابا "هذه الأيديولوجية المتطرفة وكيفية انتشارها اليوم بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي" ، وأكدت "أنا، أريد أن تتحمل الشبكات الاجتماعية مسؤولياتها."
كاستيكس يعلن إجراءات جديدة ضد "التيارات المتطرفة"
في نهاية اجتماع مجلس الدفاع الثاني ، أعلن جان كاستيكس أنه سيتم إضافة إجراءين إلى مشروع قانون "الانفصالية"، فسيتم تعزيز حماية موظفي الخدمة المدنية والمسؤولين العموميين ضد "أولئك الذين يضغطون عليهم" ، فضلاً عن إمكانية معاقبة "أولئك الذين يضعون معلومات شخصية على الإنترنت تعرض حياة الآخرين للخطر" ، وسيتم تعزيز حماية موظفي منصة فاروس للإنذار وسيتم إنشاء قطب متخصص داخل مكتب المدعي العام في باريس لمركزية الملاحقات.
كما قال رئيس الوزراء، "تم تحديد 123 مداهمة منزلية، وتم تنفيذ 56 بالفعل، كما أدى 1279 بلاغ لمنصة فاروس إلى اعتقال 27" ، كما ذكر قبل انه ستتم عمليات حل وإغلاق أخرى لجمعيات ومنظمات في الأيام المقبلة ".