عبر صفحته الشخصية على شبكة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعى ظهرت هذه الكلمات باعتبارها مشاركة لذكرى قديمة لكنها تعبر بدقة عن مجمل اعتقاده لما ينبغى أن يكون الوضع عليه فى مصر، وكانت الكلمات التى خطها محمود فتحى، مؤسس حزب الفضيلة السلفى وأحد حلفاء الإخوان فى الخارج تقول: "على الذين يخيفوننا بسيناريو سوريا والعراق عند المقاومة أن يدركوا أنهم ذاهبون إلى سيناريو بورما والأندلس عند الاستسلام".
يبدو الربط بين اسم محمود فتحى وجريمة اغتيال النائب العام أمر منطقى فهو يرى أن المقاومة -بما تحمله من دلالات -هى السبيل الوحيد للتصدى لمذابح –يتوهمها فى خياله- تنتظر المسلمين فى مصر وفى ضوء تصوره هذا تزعم من مقعده فى إسطنبول حملة واسعة خلال الـ3 سنوات الماضية تهدف لعسكرة أى احتجاج ضد السلطة فى مصر والمواقف أكثر من أن تعد أو تحصى وهنا ينبغى الإشارة إلى أن هذا الشخص هو نفسه الذى سمح له محمد مرسى أثناء رئاسته للجمهورية بالدخول إلى قصر الاتحادية للمشاركة فى نقاش حول أمور تخص الأمن القومى المصرى مثل سد النهضة وكان هو أحد الداعمين لـ"الهرتلات" التى تم إذاعتها على الهواء عن توجيه ضربة عسكرية لإثيوبيا، ولا زالت مصر تعانى من آثارها حتى الآن.
ستخضع قضية النائب العام للمحاكمة، ولا يمكن استباق حكم المحكمة سواء بالإدانة أو بالبراءة، لكن ما لا يخضع للشك أبدا أنه حاول أن يمارس دور المنظر والمؤصل الشرعى والحركى للعنف، حتى وإن كان لا يمتلك أى مقومات شرعية أو حركية تؤهله لهذا الدور باعتراف قيادات هامة فى التيار السلفى المتحالف مع الإخوان، ومنهم الداعية محمد عبد المقصود، الذى قال فى يوم من الأيام أنه برئ من حزب الفضيلة ومن محمود فتحى ولا يمكن أن يدعمه أو يدعم اى عمل يشترك فيه بل ووصل الأمر إلى أنه -أى عبد المقصود- اتهم فتحى بالاستيلاء على توكيلات حزب شقيقه "الأصالة" لتشكيل حزبه "الفضيلة" لكن حين أدارت السياسة وجهها للإخوان، وأصبح محمد مرسى خارج السلطة التئمت الصفوف واصبح فتحى وعبد المقصود على نفس الطاولة فى إسطنبول.
سجل محمود فتحى، الحافل بممارسة التنظير والتحريض على العنف من إسطنبول، يشير إلى أنه أول من دعا إلى تشكيل ما أسمه مجموعات المجهولين التى تتشكل من 5- 6 أفراد تكون مهمتها هو الاشتباك المسلح، وحماية التظاهرات، ويكون لكل مجموعة رئيس لا تعرفه باقى المجموعات المسلحة، ويكون التواصل مع بعضهم غير مباشر، ودائما ما كان يطلق رئيس حزب الفضيلة هذه الدعوات قبل المناسبات مثل ذكرى 25 يناير، وذكرى عزل محمد مرسى.
فى يناير 2014 نشر محمود فتحى، عبر صفحته الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعى، "فيس بوك"، رسالة من أحد متابعيه، تحرض على صنع قاذفات مولوتوف، يمكن استخدامها على مسافة تبعد من 80 إلى 100 متر تقريباً.
ونشر، رئيس حزب الفضيلة، طريقة تصنيع هذه القاذفات، وهو ما يعتبر دعوة لنشر العنف والفوضى، خاصة أنه زيل منشوره، بعبارة "التصعيد التام أو الموت الزؤام".
ويوضح رئيس حزب الفضيلة، كيفية تصنيع قذيفة المولوتوف، التى يمكن استخدامها على مسافة: من 80 إلى 100 متر، مشيراً إلى أن فكرة عملها تكمن فى قذف المولوتوف من خلال ضغط الهواء.
وفى ذكرى التعديلات الدستورية فى 19 مارس 2014، نشر محمود فتحى، رسالة عبر صفحته على الفيس بوك، طالب فيها بتنظيم وترتيب لجان شعبية فى المناطق والقرى والمراكز والمحافظات المختلفة لحفظ الأعراض والأموال والأنفس أولاً ثم لتولى زمام الأمور، مضيفًا فى رسالته التحريضية: "لا بد من حرق إعلام أمريكا والاتحاد الأوروبى وإسرائيل فى كل فعالية، مشددًا على ضرورة هيكلة 5 آلاف مجموعة ثورية مكونة من 10 أفراد موزعة على عموم محافظات ومراكز الجمهورية خير من وجود مئات التظاهرات كل مظاهرة قوامها 50 ألف فرد مع حتمية استمرار المظاهرات والتصعيد فيها أيضا".
كما يعد فتحى أحد الموقعين على بيان حلفاء الإخوان المحرض ضد الجيش المصرى، الذى دعا فيه صراحة على تدمير الدولة باستهداف الجيش والشرطة، ففى أبريل عام 2014، دعا محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة وأحد قيادات التحالف الداعم للإخوان الهارب بالخارج، أنصاره من الشباب، بضرب الجنود والاعتداء عليهم، وكذلك الاعتداء على أدوات الشرطة، والجيش، مشيرا إلى أن هذه هى الوسائل التى ستسقط النظام، وكتب فى تدوينة على صفحته على فيس بوك، أنه لا داعى لاقتحام أى ميدان، مشيرا إلى أن اقتحام الميادين والاعتصام فيها لن يسقط أى نظام ولن يؤثر فيه بل سيعمل على إسقاط جرحى وقتلى.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن قيادات جماعة الإخوان تتحمل مسئولية انجراف شبابها وراء دعوات التحريض التى أطلقها محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة، حيث يحدث ذلك فى حضور قيادات الجماعة ومشايخها حيث لا يتم ذلك كله إلا بمباركة القيادات وإشرافهم على ما يقوم به فتحى وغيره.
وأضاف لـ"انفراد" أنه منذ البداية ظهرت توجهات هذا القيادى الشاب العنيفة وتبنيه مسارات الصدام مع الدولة وذلك من خلال ما قام به من إعادة تنظيم الخلايا المسلحة والتنسيق بينها ودمجها فى تنظيم واحد تحت إشراف القيادات المتواجدة فى تركيا، فضلاً عما يقوم به من جهود تجنيد إعلامى من خلال رسائله الإعلامية المحرضة.