أجمع عدد من رؤساء شركات السياحة الإيطالية على أن مصر كمقصد سياحى ليس لها بديل، وإن ما تردد عن توجيه السياحة لتركيا والمغرب عوضا عن مصر غير حقيقى بالمرة، مؤكدين أن مصر مقصد سياحى لا يمكن استبداله بآخر سواء على مستوى الخدمات والفنادق أو أماكن الترفيه والآثار والجو والأسعار.
وقال جورجو أدلى صاحب أكبر شركات السياحة الإيطالية لـ"انفراد" إنهم يعلمون أزمة السياحة التى تمر بها مصر، لافتا إلى أن الأزمة مشتركة، حيث أنهم متضررون أيضا من تلك الأزمة، موضحا أن مصر وحدها كانت تستقبل من 25
إلى 60 % من السياحة الإيطالية وهذه شريحة كبيرة جدا وتوقفها أدى إلى خسائر على شركات السياحة.
وأشار عدلى إلى أن أزمة مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة أصبحت عائقا أساسيا أمام تدفق السياحة الإيطالية، لافتا إلى أنه على مصر وإيطاليا العمل سريعا لحل هذه الأزمة لتدارك سلبياتها على قطاع السياحة، مصنفا أزمة ريجينى بأنها العقبة الأولى أمام السياحة الإيطالية وليست فى الترويج سياحيا لمصر، حيث أن مصر معروفة للسائح الإيطالى ومحبوبة له ويذهب إليها أكثر من مرة.
ولفت إلى أنه يثق فى عودة الأمور لطبيعتها عقب انتهاء الأزمة فالترويج والإعلان يأتى فى المرحلة الثانية، قائلا: "مصر مهمة بالنسبة لنا جدا ونحن متضررون من الوضع الحالى"، مشيرا إلى أن موسم الصيف سيتضرر كثيرا إذا لم تنتهى الأزمة قبل أغسطس، منوها إلى أن السياحة الإيطالية العام الماضى بلغت 300 الف سائح ولكنها عقب تأثرها بالأزمة الأخيرة قد تصل إلى 100 ألف فقط هذا العام.
وأكد رئيس الشركة السياحية أنه لا يوجد قرار سيادى من إيطاليا بتعطيل السياحة إلى مصر، نافيا ما تردد حول توجه المسئولين لعرقلة حركة السياحة، موضحا أن هناك عزوف شعبى بسبب حادث ريجينى، مشيرا إلى أن الإعلام الإيطالى بكل أنواعه لا يتحدث سوى عن هذه الحادثة حتى صدرت رسالة سلبية للرأى العام الايطالىً، وقال: " الشعب الإيطالىً لا يعلم تفاصيل الحادث، ولكن تم تصدير صورة سلبية له من خلال الإعلام أدت إلى عزوفه عن مصر".
وناشد الحكومتين المصرية والإيطالية الاتفاق بينهما على عدم الحديث عن الأزمة بعشوائية وأن يكون هناك متحدثا واحدا للأزمة لمحاولة تصحيح الصورة للرأى العام ومنعا للبلبلة التى حدثت عقب مقتل ريجينى.
جاء ذلك على هامش لقاء وفد الدبلوماسية الشعبية الذى يقوم بزيارة روما حاليا بعدد من شركات السياحة وهو الاجتماع الذى تناول خلاله الطرفان إمكانية بحث تنشيط السياحة الإيطالية إلى مصر، حيث وجه النائب أحمد سميح عضو لجنة السياحة بالبرلمان الدعوة لرؤساء خمس شركات سياحية إيطالية بزيارة القاهرة للحديث عن ما يمكن اتخاذه لعودة معدلات السياحية لطبيعتها.
وقال خلال الاجتماع كوارنو فاليسى رئيس إحدى كبر الشركات السياحية بإيطاليا أن الشركات العاملة فى هذا المجال فى ايطاليا تعانى من موقف سىء جراء ضعف الحركة السياحية لمصر، قائلا: " نحن نحب مصر بمقاصدها السياحية سواء الآثار أو الثقافة أو الشواطئ، والسائح الايطالى متعدد الزيارات لمصر وعلى الرغم من أن الإعلام خلق خلال الشهور الأخيرة صورة سلبية إلا أننا نجاهد لتسويق لمصر فى السوق السياحى مرة أخرى".
وأكد على أن مشكلة التأمين أصبح يعانى منها جميع الدول حول العالم فى ظل الحوادث الإرهابية، معتبرا أنها ليست الأزمة الأهم مع القاهرة فهناك دول آمنه جدا ولكن من الصعب تسويقها سياحيا، ضاربا مثلا بالأردن التى تعتبر فى السنوات الأخيرة من الأمن ولكن السياحة الإيطالية لها صفر وتسويقها صعب على عكس مصر، معربا عن أمله فى انتهاء الأزمة التى أدت إلى تعقيد المشهد.
وأكدت السفيرة وفاء بسيم عضو وفد الدبلوماسية الشعبية أنه لا يمكن اختزال القضية فى أزمة ريجينى بل أن السياحة الإيطالية لمصر تناقصت تدريجيا منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، واتخاذ وجهات بديلة لمصر بأسعار أرخص وهو ما أدى إلى انخفاض السياحة لمصر.
ومن جانبه، قال السفير أحمد خطاب عضو الوفد الشعبى أن هناك قضاء عادل وتحقيقات مستمرة يجب أن تأخذ مجراها، والسلطات المصرية تبذل قصارى جهدها وتبدى أقصى درجات التعاون للجانب الإيطالى لحل لغز القضية.
وقال فرانكو كاتشيالوبى، مدير إحدى الشركات الكبرى االسياحية الإيطالية التى تعد من أكبر الشركات الإيطالية إن عدم توافد السياح الإيطاليين خلال الفترة الماضية حقق خسائر كبرى لدى شركته، مضيفاً فى تصريحات صحفية أنه على السلطات لدى البلدين تتدارك حجم الخسائر الواقع على البلدين بسبب المواقف السياسية، ولفت إلى أن نسبة السياحة الإيطالية التى جاءت إلى مصر فى العام الماضى لا يمكن مقارنتها بالوقت الحالى، لافتاً إلى أن قضية جوليو يمكن تداركها بكل سهولة بين البدين.
وأوضح أن بعض وسائل الإعلام الإيطالية ساهمت فى تضليل السياح الإيطاليين، وعدد كبير يخشى الذهاب إلى مصر خشية من الإرهاب، مشيراً إلى أن هذه الحملات لابد من التصدى لها، خاصة وأن الإرهاب ضرب أوروبا خلال الشهور الماضية فى بروكسل وباريس ولفت إلى أن العالم الآن يعانى من تنامى هذه الظاهرة المقيتة.
وأكد على أن أصحاب شركات السياحة من مصلحتهم عودة السياحة الإيطالية بقوة إلى مصر، مشدداً على ضرورة التعاون المصرى الإيطالى بخصوص قضية ريجنى حتى تنتهى الأمور.