اشتعلت الأزمة بين القيادات الجديدة والقديمة داخل تنظيم الإخوان، تزامنا مع رسالة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، والتى رحب فيها بالمبادرات الداخلية التى طرحت لحل الأزمة، واعترف بأنه ظلم نفسه، فيما شن مسئول بارز بالإخوان هجوماً حاداً على محمد كمال عضو مكتب إرشاد التنظيم.
همام على يوسف لمحمد كمال: تسير فى طريق الخروج من الجماعة
ووجه همام على يوسف، مسئول الإخوان فى أسيوط وعضو مجلس شورى الجماعة الهارب فى السودان، رسالة إلى محمد كمال الدين عضو مكتب الإرشاد وزعيم أحد الجبهات المتنازعة على قيادة الجماعة، ألمح خلالها بأن الأخير يسير فى طريق الخروج من الجماعة، وكشف عدداً من الوقائع التنظيمية الهامة التى جرت للوساطة بينه وبين محمود عزت خلال الشهور الأخيرة.
وأشار همام فى رسالته، إلى أن محمود عزت دعا محمد كمال إلى اجتماع فى مايو الماضى، لبحث الخلافات بينهما لكن الأخير رفض، معللاً ذلك بأحقيته فى الدعوة لهذه الجلسة، لافتاً إلى أن هذا أمر مخالف لأعراف ولوائح الجماعة، حيث أن الدعوة لاجتماع أعضاء مكتب الإرشاد من صلاحيات المرشد والمخول بها حالياً القائم بأعماله.
وأضاف همام "بإصرار عجيب ضربت بعرض الحائط كافة المحاولات التى بذلت معك لرأب الصدع ومحاولة إقناعك على الأقل بلقاء أعضاء مكتب الإرشاد، ونسيت كل سنين الود وسرت فى طريق طالما حذرت أبناء الدعوة أن يسلكوه".
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الدعوة لاجتماع مكتب الإرشاد المشار إليه فى الرسالة كان من المقرر أن يتم داخل مصر نظراً لتواجد كلا من محمد كمال ومحمود عزت داخل البلاد فى ذلك الوقت.
عصام تليمة يطالب بالقبض على قيادات تنظيم الإخوان
ومن جانبه، طالب عصام تليمة، مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوى السابق، كل من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد، والرئيس السودانى عمر البشير بالقبض على قيادات الإخوان المتواجدة داخل أراضيهم.
وقال تليمة فى بيان له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "أقترح على الرئيس التركى وأمير قطر والرئيس السودانى أن يجمع كل منهم قيادات الإخوان عنده، ويضعهم جميعاً فى السجن لمدة أسبوع، يمهلهم فيه أن ينهوا أزمتهم، وإلا سيرسلونهم جميعاً لمصر ليجاهدوا بجوار إخوانهم الممتحنين فى مصر"، على حد قوله.
فيما أعلن عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، ترحيبه بمقترح عصام تليمة، مشيراً إلى أنه يعد مقترحاً ناجزاً لحل أزمة الجماعة الداخلية.
طارق البشبيشى: محمود عزت وفريقه يعانون جداً للسيطرة على مفاصل التنظيم
فيما قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن دعوة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان لإنهاء الخلافات داخل الجماعة هو أمر متوقع، لأن الخلافات والانشقاقات فى صفوف التنظيم تضعفه كثيراً.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن محمود عزت وفريقه يعانون جداً للسيطرة على مفاصل التنظيم وإخضاعه لقيادتهم بسبب الملاحقات الأمنية والخوف من القبض على عدد أكثر من الكوادر التى تجد نفسها فى وضع صعب بسبب قلة الحركة.
وأوضح البشبيشى أن شعور محمود عزت بالقلق من قوة تيار محمد كمال الذى ترعاه قطر وتركيا والمخابرات الأمريكية يدفعه دائماً للدعوة إلى وحدة التنظيم ونبذ الخلافات.
وكان الموقع الرسمى لجماعة الإخوان "إخوان سايت" نشر كلمة محمود عزت قال فيها "أخى الذى يختصمنى، إن ظلمتك فقد ظلمت نفسى، وإن ظلمتنى فقد ظلمتنى نفسى، وليس لنا جميعاً إلا طلب المغفرة ممن عقد بيننا عقد الأخوة وبايعناه على الوفاء، وفاءً لا يعدوا عليه تلون ولا شحناء ولا بغضاء، فلنسارع بالتوبة والإنابة إلى الغفور الرحيم.