دعوة لتوافق عالمى حول تنظيم الفضاء.. كبيرة المستشاريين العلميين بالخارجية البريطانية لـ"انفراد": مصر لها ثقل ونأمل دعمها لمساعينا بالأمم المتحدة نحو تنظيم التكنولوجيا الفضائية.. وشراكة علمية للقاهرة و

كارول مونديل : مصر استخدمت خلال السنوات الأخيرة تكنولوجيا الفضاء لمراقبة الأراضى الجافة ورصد المياه الجوفية الفضاء متنازع عليه ويزداد ازدحامًا بشكل سريع اللقاحات هى الطريقة الوحيدة للوصول إلى مناعة القطيع..نتوقع تطوير لقاح أوكسفورد فى بداية العام أو ربيع 2021 "حرب الفضاء"، ربما مصطلح معروف لمحبى السينما العالمية وسلاسل أفلام حرب الكواكب ولكنه بات كذلك مصطلحا يستخدم إلى حد كبير بين المسئولين حول العالم باختلاف طفيف حيث أصبح "الصراع فى الفضاء" أو "سباق التسلح فى الفضاء"، ليمثل تهديدا حقيقيا، وربما لن تكون أسلحة "الصراع" تقليدية تشمل صواريخ ومسدسات، بل ربما لن تتعدى كونها زر فى لوحة مفاتيح بمجرد الضغط عليه تسقط أنظمة كومبيوتر دولة بعينها، لتتوقف الأعمال والحياة اليومية لهذه الدولة. وكان لـ"انفراد" هذا الحوار مع كارول مونديل، كبيرة المستشارين العالميين فى الخارجية البريطانية لتحدثنا عن دعوة بلادها للتوصل إلى اتفاق حول كيفية تصرف الدول فى الفضاء، وكذلك لتخبرنا عن آخر تطورات المعركة مع فيروس كورونا باعتبارها عضو لجنة "سيج" الاستشارية البريطانية. فإلى نص الحوار هل يمكنك إخبارنا أكثر عن دعوة المملكة المتحدة لمطالبة الدول بالاتفاق على كيفية التصرف في الفضاء ، وما هي الأسباب وراء مثل هذه الدعوة؟ كارول مونديل: قدمت المملكة المتحدة قرارًا للأمم المتحدة يدعو جميع الدول فى العالم إلى الاجتماع معًا للاتفاق على كيفية التصرف في الفضاء الخارجى، وهذا نهج جديد ضرورى لزيادة الثقة بين الدول العاملة في الفضاء وأيضا تلك الدول التى ترغب فى الدخول إلى هذا المضمار، لمنع سباق التسلح أو الصراع الذي قد يكون له عواقب وخيمة. كيف تم استقبال هذه الدعوة من قبل الدول؟ كان الاستقبال جيدا، وكنا شاكرين لطلب دعم مصر، حيث أن الفضاء والعلوم الهندسية من المجالات العلمية والتكنولوجية التى توليها كلا من القاهرة ولندن اهتماما كبيرا حيث لديهما تعاون كبير فى المجالات العلمية والابتكار، ونأمل أن تدعم مصر قرارنا والأكثر أهمية أن ترفع صوتها لإقناع الدول الأخرى بالقرار وأن تستخدم ثأثيرها كدولة كبيرة لتوصيل رسالة عن مدى أهمية ذلك، حيث أن الجميع يستفيد من استخدام الفضاء ونحتاج إلى الحفاظ عليه كمورد مستدام لأننا نستخدمه فى حياتنا اليومية فى مجالات مختلفة بسيطة ومعقدة مثل إجراء مكالمات عبر الانترنت، وأيضا فى الحفاظ على الزراعة والتنقل بالسيارات وتخفيف حدة الكوارث. وجميع دول العالم لديها اتصال بالفضاء حتى وإن لم يكن لديها أقمار صناعية أو تواجد فعلى. ومصر كدولة لها وضع جيد للغاية فى صناعة الفضاء لديها دور قوى يمكن أن تلعبه فى التأثير على الدول الأخرى التى ربما لا تدرك بعد مدى أهمية دعم هذا القرار. لطالما تنافست الدول حول العالم على أن تكون أقوى في جميع المجالات تقريبًا ، وخاصة التسلح ، في ضوء ذلك ، كيف يمكن أن يحدث سباق تسلح أو صراع في الفضاء. هل يمكن أن يؤدي هذا إلى حرب فى الفضاء؟ ما نريده حقا هو تجنب سباق تسلح فى الفضاء، لهذا تقدمنا بهذا المقترح. وهناك الكثير من الطرق فى المستقبل التى يمكن أن تكون سببا فى اندلاع هذا النوع من الصراع، أو أن يحدث نوع من أنواع سوء التفاهم أو سوء التقدير. الفضاء بالفعل متنازع عليه ويزداد ازدحامًا بشكل سريع، فهو مملوء بالأقمار الصناعية التى أحيانا ما تتصادم مع بعضها، ربما عن طريق الصدفة أو التعمد، وأحيانا يصعب معرفة ذلك. وعندما يحدث تصادم، ينتج عنه تحطم وانتشار لأجزاء هذا القمر الصناعى، وهذه الأجزاء تظل موجودة، مثلما يقع حادث تصادم بالسيارات فى الطريق، ولكننا نترك الحطام مكانه ونستخدم سيارات جديدة، ليصبح الطريق مسدودا ومن ثم مكانا خطيرا للجميع. فضلا عن أن هذه الحوادث يمكن أن ينتج عنها سوء تقدير بسبب عدم وضوح النية ليتبع ذلك رد فعل عدائى. السبب الآخر لأهمية دعوة المملكة المتحدة هو أن هناك وجهة نظر تقليدية فيما يتعلق بالأسلحة ، مثل الصواريخ، ولكن التكنولوجيا حقيقة الأمر أصبحت وستصبح معقدة جدا، فالأمور تحدث بسرعة فى الفضاء، خاصة فى المدارات القريبة من الأرض، فالمسألة تتعلق بسرعة أخذ القرار، وفى نهاية المطاف سيكون الذكاء الاصطناعى وأنظمة الكومبيوتر التى تدير كل هذا. لذا نرغب فى التوصل إلى اتفاق الآن لتعريف ما هو السلوك الجيد أو السئ فى الفضاء والالتزام بالنتيجة. والجزء الآخر من الفضاء هو محطات فضاء أرضية، فالفضاء لا يدير نفسه بنفسه، وتلك المحطات يمكن أن تكون عرضة للهجمات أيضا أو سوء الاستخدام. ولهذا المميز فى اتفاق المملكة المتحدة هو أنه يجمع ما بين ما هو موجود فى الفضاء وعلى الأرض لضمان عدم سوء الاستخدام من خلال الموافقة على هذه الاتفاقية. ولكن ما مدى سهولة تحقيق ذلك، بعدما تم إعلان الفضاء من قبل وزارة الدفاع الأمريكية فى ديسمبر الماضى"منطقة حرب"، وذلك ردا على "تسليح الفضاء" من قبل روسيا والصين؟ هذا سبب أدعى ليكون الآن هو الوقت الأنسب لخوض هذه المحادثة بشأن الاتفاق حول كيفية التصرف فى الفضا، ويصف الناتو الفضاء كمنطقة تشغيل، حيث تشمل عمليات تشغيل أعمالنا وأنظمتنا المدنية عبر المدن، ولهذا ينبغى حمايتها، فجميعنا علينا مشاركة الفضاء لأنه فوق جميع هذه الصراعات. واقترحت الولايات المتحدة اتفاقيات أرتميس - وهى بقيادة ناسا وعبارة عن رؤية مشتركة للمبادئ ، ترتكز على معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 ، لخلق بيئة آمنة وشفافة تسهل الاستكشاف والعلوم والأنشطة التجارية لصالح البشرية- وهى دولة لديها تواجد فى الفضاء ورائدة فى مجال الأقمار الصناعية المتخصصة فى مجالات البحث ولديها تليسكوبات لدراسة المجرات. لذا مع وجود ناسا، تعد الولايات المتحدة دولة مدنية رائعة لهذا علينا أن نخوض هذه المناقشة لضمان أن الفضاء ليس مكانا لسباق التسلح. ومن هنا تأتى أهمية اتفاق المملكة المتحدة، فلا ينبغى قبول أننا خسرنا القضية، بل على العكس نحن نبدأ فى المسار الصحيح. ماذا عن التجسس؛ فهناك بعض الدول التى يمكنها استخدام أقمارها الصناعية فى التجسس على الدول الأخرى، أو شن اعتداء ما، إلى أى مدى تعالج اتفاقية المملكة المتحدة هذا التحدى؟ هذا بالضبط ما تهدف إليه اتفاقية المملكة المتحدة، فهى تطلب من كل الدول أن تخبر الأمين العام للأمم المتحدة ما الذى يعتبرونه تهديدا فى الفضاء، حتى يتسنى وضع تعريف واضح ومن ثم تجنبه. فالأقمار الصناعية تستخدم فى تخفيف من حدة الكوارث والتنبؤ بالمناخ والأعاصير وغيرها، فكل هذا له أهمية كبيرة فى كيفية عيش حياتنا وحماية الشعوب ورخائها من خلال تعزيز الزراعة على سبيل المثال. ومن هنا تأتى مرة أخرى أهمية مشاركة جميع الدول ما تظنه يشكل تهديدا وما تقترحه لمواجهته. ومصر كذلك يمكنها تقديم وجهة نظرها عما تعتقد أنه تهديد ومقترحاتها لكيفية مواجهته، ومن ثم ندرس الخطوات التالية مع الأمم المتحدة بحلول عام 2021، لهذا تعد هذه الاتفاقية وسيلة لإيصال المخاوف المتعلقة بالتجسس أو التهديدات الأخرى. ماذا عن استخدامات الفضاء فى السلام ، وكيف يمكن أن يؤدى التعاون فى الفضاء إلى تعزيز الحياة على الأرض ومواجهة تغير المناخ وتعزيز الاقتصاد الأخضر؟ هناك الكثير من الطرق التى يمكن للفضاء المساعدة فيها، فالأقمار الصناعية والتكنولوجيا لديها دور محورى فى رصد ومراقبة تغير المناخ. ومصر تستخدم تطبيقات الاستشعار عن بعد لمراقبة الأرض، واستخدمت خلال السنوات الماضية تكنولوجيا الفضاء لمراقبة الأراضى الجافة الجديدة، ورصد المياه الجوفية وفهم الأنظمة المناخية الخاصة ببلادكم وكيفية التأقلم عليها وعلى تغير المناخ. وما يميز علوم وتكنولوجيا الفضاء هو مدى استفادة الأجيال القادمة، سواء من العلماء أو من الأطفال حيث تفتح مداركهم على أسرار الكون وكيفية عمل المجرات والتعرف على عجائب الكون من خلال الإطلاع على الصور الحديثة، ومن ثم تتحول المناقشات البسيطة إلى اهتمام بالفيزياء والرياضة، خاصة من قبل الفتيات اللواتى يعتقدن أن هذا المجال صعب ويهيمن عليه الرجال. وفى مصر، من الأشياء المثيرة التى سمعتها هى استخدام صور الأقمار الصناعية فى مجال الآثار، وهو الرابط الرائع بين القديم والعصرى، ومن هنا كل دولة يمكنها استخدام هذه التكنولوجيا بالطريقة التى تتراءى لها. كما يمكن للأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء لعب دور كبير فى مواجهة تغير المناخ، من خلال رصد ومراقبة الظروف الجوية الشديدة ومدتها وصولا إلى تتبع آثار تغير المناخ مثل حرائق الغابات وتخفيف حدة الكوارث. كما يمكنها المساعدة على فهم طبيعة الأماكن ومن ثم تعزيز الزراعة على سبيل المثال فى بعض المناطق المواتية لذلك. كما يمكن دراسة فيزياء الغلاف الجوى، وكذلك التنبؤ بذوبان القمم الجليدية القطبية ومن ثم العمل على وقفها. كما تساهم فى تقديم الخدمات الحيوية، وتطوير المشاريع العلمية التى تتطلب الأقمار الصناعية لتسهيل التواصل بين المشاركين بها. ما أوجه التعاون الموجودة فعليا بين مصر والمملكة المتحدة فى هذا المجال؟ نعمل عن كثب مع الحكومة المصرية، وأطلعناها على مقترح المملكة المتحدة فى الأمم المتحدة لتشكيل ذلك معا. فضلا عن أن لدينا شراكة علمية قوية مع القاهرة، مثل صندوق نيوتن مشرفة والذى تم تأسيسه فى عام 2014، وكان عام 2016 العام البريطانى المصرى للبحث العلمى والابتكار والتعليم، وهذا يغطى مجالات عديدة من التعليم والابتكار وبرامج التبادل العلمى. وتبلغ قيمة صندوق نيوتن مشرفة حوالى 50 مليون جنيه إسترلينى، لتمويل البحث العلمى والابتكار وتم تقديم ما يقرب من 450 منحة بين البلدين وهذه عبارة عن شراكة ثنائية تشمل التعاون بين العلماء فى الدولتين. ونأمل أن يتم تعزيز هذه الشراكة عبر كل المجالات مثل الفضاء. باعتباركم عضو فى اللجنة الاستشارية العلمية الحكومية ، سيج ، متى يمكن استرجاع حياتنا الطبيعية من براثن فيروس كورونا؟ هل مناعة القطيع هى الحل؟ وهل يمكن للقاحات مواجهة هذا التحدى؟ أولا، مناعة القطيع ليست الحل، هناك سوء تفاهم، ولا أعتقد أنها الحل، حيث أن هناك الكثير من الأمراضى المعدية التى لم تصل إلى مرحلة مناعة القطيع مثل الحصبة والملاريا والأيدز. ومع دراستنا لكوفيد19، تقدر بعض الأبحاث أن حتى بعض ممن يصابون بجرعة كبيرة من فيروس كورونا، ينتجون أجسام مضادة واستجابة مناعية بحد أقصى لمدة 6 أشهر. وفيروس كورونا لا يترك بصمة طويلة المدى على النظام المناعى. لهذا اللقاحات هى الطريقة الوحيدة للوصول إلى مناعة القطيع. وبالنظر إلى علوم اللقاحات الحالية، هناك تعبئة عالمية للعمل معا فى جهد عالمى للعثور على حل غير مسبوقة، لم نشهدها كاستجابة على أى فيروس من قبل. ولدينا لقاح محتمل يأتى فى المرتبة الأولى، من فريق المملكة المتحدة المتمثل فى جامعة أوكسفورد والذى مر بالمراحل الأولى والثانية من التجارب السريرية التى جرت بشكل جيد، ولدينا لقاح آمن وبدأنا العمل مع astrazeneca ، والآن نحن فى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية والتى تجرى فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا بشكل حذر، وتدعمها الحكومة البريطانية باستمثارات تقدر بـ 84 مليون إسترلينى للتطوير والتصنيع. والسبب وراء إنتاج مثل هذا المرشح من اللقاحات بهذا الشكل السريع شهادة نجاح للعمل المستمر منذ سنوات. والبروفيسور سارة جيلبرت التى تقود فريق أوكسفورد، كانت تعمل على الفيروسات لقرابة 20-30 عاما، لهذا استطاعت العمل سريعا عندما أعلنت الصين عن انتشار الفيروس، وهذا ما ساعد الفرق على التحرك بشكل سريع. أما عن العلاجات والتجارب السريرية فهى مستمرة للمضى قدما بتطوير نسخة مطورة من اللقاح، ونحن فى المملكة المتحدة حريصين على التأكيد بأن بلادنا مفتوحة للتعاون الدولى، الذى سوف يساعدنا جميعا على العودة إلى الحياة الطبيعية، فالفيروس منتشر على مستوى العالم، ولا ينبغى أن نكون قوميين عند الاستجابة له. لهذا نظمت المملكة المتحدة القمة العالمية للقاحات "جافى" فى يونيو الماضى بحضور رئيس الوزراء بوريس جونسون ، لتشجيع الدول على التعهد بالأموال لمحاربة الفيروس وكان الهدف جمع قرابة 7 مليار إسترلينى، وتم بالفعل التعهد بأكثر من 8-9 مليار إسترلينى . وهناك كذلك مبادرة كوفاكس من أجل توزيع اللقاحات. وتخصص المملكة المتحدة الأموال من أجل الدول ذات الدخل المنخفض، وتشجع الدول الأخرى كذلك على وضع تمويل مماثل. ومصر سوف تستفيد وتتلقى اللقاحات من خلال هذه الآلية. كما قامت المملكة المتحدة بإصلاح آليه كوفاكس لضمان الإنصاف والفاعلية حتى تشعر كل الدول المشاركة بالثقة فى أن الأمر سينجح. والكثير من الدول التى ليس لديها لقاحات ترغب فى الاستفادة من هذه الآلية، ونحن فعلنا ذلك لأننا ندرك أنه لا ينبغى أن نحتفظ بذلك لأنفسنا فى ظل أزمة عالمية مثل هذه. ونأمل أن نرى نتائج بحلول، العام الجديد أو الربيع ، والسبب وراء فرض الإغلاق هو أن نمنح الوقت لعلمائنا لاسيما وأنهم مضغوطون ويعملون بكامل طاقتهم. فضلا عن أن هناك الكثير من اللوجيستيات التى ينبغى توفيرها، فبمجرد الانتهاء من تطوير لقاح، فسنحتاج وجود زجاجات معينة لحمل اللقاحات، وضمان وجود أعداد كافية منها.كما أن هناك بعض اللقاحات التى تحتاج ظروف تخزين معينة، فبعضها يحتاج لدرجات حرارة باردة للغاية، وأن يتم حفظها فى نفس درجة الحرارة طوال فترة التصنيع، لهذا نريد ضمان وجود كافة معايير السلامة، والتكنولوجيا اللازمة حتى نكون مستعدين عندما ينتهى العلماء من دورهم . كانت هناك تقارير عن إمكانية حدوث عراقيل فى توزيع اللقاحات بسبب المنافسة بين الشركات المنتجة، هل تظنون أن هذا يمكن أن يحدث؟ لا أعتقد أن هذا سيحدث. نحن مدركون أنه ليس من المحتمل أن يكون هناك لقاح واحد فقط سيكون هو اللقاح الصحيح، وعند مراقبة جينات الفيروس لم نر تحورات كبيرة من شأنها أن تغير وظيفيا كيفية تصرف الفيروس، لهذا نحن لسنا قلقون حتى هذه المرحلة. كما أننا مدركون أن أى من هذه اللقاحات ربما لا يكون هو اللقاح الناجح. لهذا كان نهج المملكة المتحدة هو إتاحة الحماية لكل الدول. ونتوقع أن نسمع أخبار جيدة بحلول بداية العام أو الربيع، وبعدها على الدول تحديد أولوياتها فيما يتعلق بالتوزيع داخليا، هل سيتم إعطائه أولا للفرق الطبية، أو الأكثر ضعفا، وحينها هذا يصبح قرارا وطنيا عندما يتوفر الـ30 مليون جرعة. كما سنظل نراقب الفيروس الذى من المتوقع أن يبقى معنا. وبالفعل كان هناك تقدم كبير للغاية فى وقت قصير خلال الشهور التسعة الماضية. ولكن تطوير اللقاح بهذه السرعة غير مسبوق فى التاريخ العلمى. كما أن العلاجات غير مرتبطة بلقاح تتحسن أيضا، حيث تقوم على سبيل المثال بإعطاء المرضى دواء لاختبار فاعليته وسلامته والقيمة الأخلاقية المتعلقة به. وأظهرت التجارب البريطانية أن عقار مثل هيدروكسى كلوركوين الذى كان مفضلا لبعض قادة العالم، لم يكن فعالا، بل كان يتعبر عقارا محفوفا بالمخاطر. وكان هناك كذلك دواء ديكساميثازون، الذى كان موجودا منذ 40 عاما ومتوفر فى معظم المستشفيات، ولكنه كان دواء معقد للغاية، فأتى بنتائج جيدة مع بعض المرضى، ولم يكن ذات فعالية لمرضى آخرين، وكان خطيرا على مجموعة أخرى. كما وضعنا برامج البحث فى وقت مبكر من انتشار الوباء والذى اشترك فيها حوالى 11-12 ألف مريض، حيث حرص بعض المرضى وذويهم على المساعدة فى مكافحة الفيروس، وكانت النتيجة إنه مثلا عند إعطاء المريض الذى يحتاج جهاز تنفس صناعى دواء ديكساميثازون يكون هناك رد فعل ايجابى ويقل عدد الوفيات. لماذا كان تأثير فيروس كورونا مختلفا عند المقارنة بدول وبعضها، فهناك مثلا السويد التى لم تطبق إجراءات إغلاق قاسية على عكس إيطاليا وإسبانيا ومع ذلك، تضررت الأخريتين أكثر رغم أن الدول جميعها فى أوروبا؟ الوضع المعقد للغاية لاسيما عند عقد المقارنات على المستوى الدولى. وكان أحد الأشياء المفيدة هو التحدث إلى الأشخاص فى الدول وفهم الديناميات. ومع فيروس مثل كورونا، وهو ينقل جوا كما يمكن التقاطه إذا سقط رذاذ على الأسطح وقام شخص بلمسها ثم وضعها على عينه أو أنفه وفمه أو إذا كان على اتصال مباشر بشخص مريض. لهذا يشكل الشتاء تحديا، ليس لوجود أمراض أكثر، وإنما لأن الناس تميل للبقاء بالداخل أكثر للاحتماء من البرد ويغلقون النوافذ ويقضون الوقت مع الأصدقاء والعائلة ، لهذا قمنا بالكثير من النمذجة فوجدنا على سبيل المثال أن انتقال الفيروس بين الأطفال فى المدارس قليل وهذا متشابه مع الدول الأوروبية الأخرى، وبالنسبة للأطفال والمراهقين، يبدو أنهم أقل عرضة للأعراض الشديدة من الفيروس وأكثر عرضة ليصابون بدون أعراض، ولكنهم يميلون للخروج أكثر ومقابلة الآخرين لهذا رأينا العديد من الإصابات بين صفوفهم مؤخرا، وإذا كانوا يعيشون مع أفراد أكبر سنا فهذا بالطبع يؤثر عليهم. هذا مثال للعمل الذى كنا نقوم به لفهم ما يحدث فى الدول الأخرى، وما إذا كان هناك سوء تفسير للأرقام وإذا كان هناك شفافية فى الأعداد التى يتم قياسها، فالوضع أصعب مما يبدو. كما كان هناك عمل مفصل على الجينات، حيث تعاونت هيئة الصحة العامة فى أنجلترا وفريق بحثى من كامبريدج وجمعوا فريق من 16 فريق بحثى رائد فى مجال علم الوراثة من أماكن مختلفة فى المملكة المتحدة، ونظروا إلى انتشار المرض من خلال تتبع الجينات، والتحورات والتغيرات التى تطرأ وهذا يساعدهم على سبيل المثال للوصول إلى شخص واحد ربما كان فى دار رعاية ونشر الفيروس إما فى دور مختلفة أو بين الزوار العديدين لدور الرعاية، لهذا كان انتشار الفيروس فى دور الرعاية سريعا جدا. وبإجراء الدراسات التى ساعدت على كيفية فهم تأثير السلوك البشرى فى نشر الفيروس، تبين بتتبع البيانات الجينية أن الفيروس انتشر فى البلاد خلال 3 أيام، وأنه بنسبة 75% جاء من الجيران فى أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وربما المسافرين من وإلى البلاد خلال عطلة الربيع فى أواخر فبراير وأوائل مارس. والكثير من الدول حول العالم تنظر فى الديناميات الجينية للمرض، ولدينا فى المملكة المتحدة أكبر قاعدة بيانات جينية ويمكن للعلماء من حول العالم أن يدخلوا إليها للبحث عن الطفرات والخطوط الجينية لتى تطرأ. كما لعب الإغلاق دورا كبيرا فى مواجهة الفيروس، لأن الفروع الجينية الصغيرة اختفت عندما ظل الناس فى المنازل وتوقفوا عن التواصل مع غيرهم.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;