تعتبر مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 الأوفر حظا والأقوى فى الفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مما يجعلها أول امرأة تصل لهذا المنصب فى البيت الأبيض، ولكنها ليست أول امرأة فى العالم تتولى قيادة دولة فقد سبقتها العديد مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيسة التشيلية ميشال باشيليت، والرئيسة البرازيلية الموقوفة ديلما روسيف، ورئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا فيرنانديز كيرشنر.
ولكن السؤال هنا هل ستنجح كلينتون فى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية مثل ميركل وباشليت أم أنها ستواجه الفشل مثل روسيف وكريستينا؟
فكلينتون تعتبر امرأة قوية وذكية، وهو ما يعتبر سر نجاحها كما أنها لديها قدرات جعلتها أول امرأة تقترب من الرئاسة الأمريكية، وهذا يجعلها قريبة للنجاح مثل المرأة الحديدية أنجيلا ميركل، وباشليت، كما أن هناك جذب انتباه من قبل الطبقة المتوسطة لكلينتون التى قالت عنها: "الطبقة الوسطى تحتاج إلى مزيد من النمو والمزيد من العدالة، فالنمو والعدالة يسيران جنبا إلى جنب، ولا يمكن تحقيق الرخاء الدائم بأحدهما فقط دون الآخر"، وقد تعهدت بجعل الاقتصاد الأمريكى يعمل من أجل جميع الأمريكيين وليس فقط من أجل من هم فى الأعلى، مؤكدة أن المقياس الحقيقى لنجاح أمريكا لا ينبغى أن يركز على ما يفعله من هم فى الأعلى ولكن ما تفعله كل الأسر الأمريكية.
سر نجاح ميركل
لعل سر نجاح ميركل فى أن تصبح أقوى امرأة فى العالم، والتى تعرف بالمرأة الحديدية، يرجع إلى أنها زعيمة تتميز بالاتزان والتواضع، مما أكسبها العديد من الألقاب منها المرأة الحديدية ولقب ماما ميركل، وتم تصنيفها كأقوى شخصية فى العالم، وهو أعلى تصنيف تحصل عليه امرأة فى التاريخ، وذلك للدور الإيجابى والفعال التى لعبته فى أزمة اللاجئين وأزمة ديون اليونان.
وأظهرت الأزمة التى عصفت بمنطقة اليورو معدن ميركل وقدرتها على بناء التوافقات إلى أقصى مدى، وهى لا تترك فرصة لتذكير الأوروبيين بأن الأزمة لم تنته بعد إلا واغتنمتها، وأصبحت بفضل أزمة اليورو رمزا للتقشف النقدى، إذ شملت الوصفة التى اعتمدتها للتصدى للأزمة خفضا كبيرا فى ميزانيات الدول المتأثرة بالأزمة ورقابة حازمة من جانب الاتحاد الأوروبى، معتبرة هذه السياسات العلاج الناجع للديون المزمنة التى تعانى منها دول جنوب أوروبا.
ومما لا شك فيه أن ألمانيا أقوى اقتصاديات أوروبا، هى التى تحملت القسط المالى الأكبر فى برامج الإنقاذ التى قدمها الاتحاد الأوروبى للدول الغارقة فى الديون، ولذا فإن ميركل هى التى حددت برامج العمل فى الجهود التى بذلها الاتحاد الأوروبى لاستعادة الثقة فى العملة الموحدة اليورو.
سر فشل كيرشنر
كما على كلينتون تجنب الوقوع فى أخطاء رئيسات دول أمريكا اللاتينية، ومنهن كريستينا فرنانديز دى كيرشنر، الرئيسة السابقة للأرجنتين التى واجهت اتهامات بالفساد والإضرار بالمال العام للبلاد، والتى نصبت كأول رئيسة تتولى رئاسة الأرجنتين بعد وفاة زوجها أثناء فترة حكمه، وأعيد انتخابها لفترة ثانية فى 2011 بفارق أكبر من أصوات الناخبين، الذين يبدو أنهم أحبوا برنامجها الاجتماعى، الذى رفع الرواتب وحسن رعاية الأطفال، وكرس السيادة الوطنية على الاقتصاد، ودعم الطبقة الوسطى فى المجتمع، ولكن انهيار الحالة الاقتصادية فى عهدها كان أول خيط فى فشل كريستينا، كما أنها دخلت فى مواجهة مع الصحافة المستقلة، عندما أممت الصناعات الأساسية، وأثيرت ضدها عددا من الفضائح السياسية والمالية.
ولعل أكبر هذه التهم تلك التى وجهها النائب العام الراحل، ألبريتو نيسمان، لها بالتآمر من أجل عرقلة تحقيقه بشأن دور إيران فى تفجيرات بيونيس إيرس عام 1994، التى أسفرت عن 85 قتيلا.
سر فشل روسيف
كانت ديلما روسيف المرأة القوية التى تحملت التعذيب فى السجون لمجرد أنها كانت ناشطة، ومن ثم تولت الحكم بعد انتهاء ولاية سلفها لولا داسيلفا، ولكن بمرور الوقت فى عهدها عانت البرازيل من أزمة اقتصادية كبرى فضلا عن غضب شعبى ضدها بسبب فضيحة فساد مترامية الأطراف فى شركة النفط الوطنية ساعدت البرلمان فى تحريك إجراءات الإقالة، وتم توقيفها كرئيسة للبلاد 180 يوما لحين محاكمتها من قبل مجلس الشيوخ.
روسيف متهمة بمخالفة المادتين 85 و167 من الدستور البرازيلى، وكذلك القانون الصادر عام 1950 والذى ينص على عدم إجراء تغييرات على الموازنة دون الحصول على تفويض من الجهة التشريعية، كما أنها متهمة بانتهاك الدستور والقانون نفسه أيضا لقيامهما باقتراض المال من مؤسسة تخضع لسيطرة الدولة.