التطوير ونسب الإنجاز بالمشروعات لا تتحقق بالصوت العالى أو بالظهور الإعلامى، إنما بالرؤية والمتابعة الفعلية والتعامل كفريق عمل.. فالاعتماد على الصوت العالى لا يحقق نجاحا.. هذا هو حال وزارة النقل مع المهندس كامل الوزير.. فالوزير الذى كان منتظر منه الكثير منذ توليه مسئولية الوزارة لم يحقق نجاجات كبيرة وإخفاقاته فى قطاعات الوزارة واضحة.. وهذا يشير إلى أن نجاحاته السابقة قبل توليه مسئولية الوزارة ترجع إلى المؤسسة التى كان ينتمى لها وليس إلى قدراته وكفاءته فى الإدارة.
وزير النقل الأكثر عدائية فى التعامل مع المسئولين سواء الذين تحت رئاسته أو فى مستواه الوظيفى يقوم بجولات أسبوعية بلا نتيجة فعلية.. ورغم أن أسلوبه المعتمد على التعنيف والتوبيخ للمسئولين الذين تحت رئاسته خلال جولاته لم يحقق أى نتيجة أو انعكاس على تقدم نسبة الإنجاز بالمشروعات، إلا أنه مستمر فى هذا الأسلوب لدرجة أن عدد كبير من المسئولين بالوزارة، قدموا استقالات لتعمده إهانتهم، ورفض الكثير العمل معه بالوزارة بسبب أسلوبه الذى يعتمد على توبيخ كل من هم أقل منه فى التدرج الوظيفى.
الكثير من جولات الوزير لم تحقق حتى ما تم إنفاقه عليها، فأغلبها من أجل الظهور الإعلامى لدرجة أن الوزير أحيانا يختار يوم الإجازة أو العطلة الرسمية للقيام بجولة ميدانية، ويشترط حضور كافة المسئولين معه للجولة من أجل ضمان الظهور الإعلامى الأعلى بسبب طبيعة الأحداث فى أيام العطلات الرسمية، وكانت النتيجة تأخر معدلات التنفيذ بأغلب قطاعات الوزارة وعلى رأسها قطاعى الطرق والسكة الحديد.
المرحلة الثالثة من المشروع القومى للطرق متأخر فى معدلات التنفيذ، رغم أنه كان بها طرق مخطط انتهاء تنفيذها مع نهاية يونيو الماضى، إلا أنه لم يتم الإنتهاء من أيا منها باستثناء بعض الكبارى على طريق السويس، التى انتهت قبل توليه مسئولية الوزارة إلا أنه لم يتم افتتاحها حتى الآن.
مشروعات السكة الحديد الأكثر تأثرا بغياب الرؤية لدى وزير النقل.. فأغلب ما شاهده وتابعه المواطنين من قطارات جديدة هى نتيجة تعاقدات أبرمها الوزير الذى سبقه، فهو تابع فقط تفعيل هذه التعاقدات وتوريد دفعاته، بل أن هناك ملاحظات كثيرة وعلامات استفهام حول استلام بعض هذه الدفعات والتأكد من مطابقتها للمواصفات التى تم التعاقد على أساسها، مثلما حدث مع الجرارات الأمريكية، والدفعات التى تم استلامها وشهدت أعطالا، رغم أنه لم يمر سوى أيام على دخولها الخدمة.
أما قطاع النقل البحرى فهو خارج اهتمامات وزير النقل فلم يحقق به أى إنجازات لدرجة أنه حتى لا يقوم بزيارات لقطاعات سوى عدد محدود أغلبه كان من نصيب ميناء الإسكندرية.. فالمتابع لما يحدث لقطاعات وزارة النقل يتقين من التراجع الذى شهدته، على عكس ما كان يتوقعه الكثير عقب تولي كامل الوزير مسئولية الوزارة.
فالوزير الذى يمنع مسئولى الوزارة من الظهور الإعلامى حتى لا يطغى أيا منهم عليه، لا يترك مناسبة إعلامية إلا ويتحدث عن أنه حقق طفرة لم تحدث فى تاريخ وزارة النقل، وأن الفضل فى هذا الطفرة يرجع له وحده رغم البطئ الشديد ومعدلات التنفيذ المتراجعة فى أغلب قطاعات الوزارة.