دعت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية الإدارة القادمة فى الولايات المتحدة إلى ضرورة التعامل مع القلق الذى تسببه إمارة قطر فى المنطقة، وقالت الصحيفة إنه على الرغم من تحسن الأوضاع فى الشرق الأوسط منذ عام 2016، وهو الأمر الذى قد لا يرغب الديمقراطيون فى سماعه، إلا أن قطر لا تزال خارج هذا التحسن.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر تعمل على تمكين وتقديم الدعم المالى لجماعة الإخوان وترعى الجماعات المتطرفة فى أوروبا، ولا تزال تدعم حماس والإرهابيين فى منطقة القرن الأفريقى، ودعت قوات أردوغان لبناء قاعدة على أراضيها، ودخلت فى تحالف مع إيران ولا تزال تشجع عناصر معارضة لحكومات الإمارات والبحرين والسعودية، وقد أسفرت هذه التحركات عن مقاطعة إقليمية اقتصادية ودبلوماسية للدوحة من قبل دول عربية.
فى المقابل، تتابع الصحيفة، تواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوات عسكرية ضخمة فى قطر، وتتصرف كما لو كانت الدوحة حليف موثوق ويمكن الاعتماد عليه لدعم القوات الأمريكية فى أى أزمة مستقبلية، مشيرة إلى أن قاعدة العديد الجوية الضخمة بها أكثر من 10 ألف جندى أمريكى، وقالت الصحيفة أنه نظرا لأن ترامب قد تحرك لإنهاء حروب الشرق الأوسط التى تبدو بلا نهاية، فإن ضرورة الحفاظ على القواعد بالشكل الحالى تتلاشى، وإن إلقاء نظرة فاحصة على الوجود الأمريكى فى قطر ليس مجرد خطوة سياسية وأمنية وطنية حكيمة فحسب، بل له معنى واضح من منظور مالى أيضا.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن هناك بدائل قوية لنقل القواعد الأمريكية من قطر، وفى عام 2018، بحث الكونجرس نقلها إلى أماكن مثل الإمارات والأردن والعراق والبحرين، ورأت الصحيفة أن البحرين والإمارات ستكونان خيارين هائلين، حيث إن الولايات المتحدة لديها وجود عسكرى بالفعل.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن الولايات المتحدة تتمتع حاليًا بوجود عسكرى هائل فى دولة تعارض سياستها بشكل متزايد، وقد يسمح لها هذا أو لا يسمح باستخدام قواعدها العسكرية باهظة الثمن فى أى أزمة مستقبلية، ومن يعتقد أن هذا الأمر فى النهاية غير مرجح عليه أن ينتظر إلى الوضع الذى وجدت فيها واشنطن نفسها فى قاعدة انجرليك التركية، حيث منع الأتراك واشنطن من العمل فى الماضى، وفى الآونة الأخيرة كانت هناك دعوات لإغلاق القاعدة الجوية بالكامل.
وقالت واشنطن تايمز، إن الشرق الأوسط يتغير نحو الأفضل. وقد بدا من قبل أن المستقبل سيكون مثل الماضى يشهد عنف وإرهاب وجمود اقتصادى، لكن فجأة هناك احتمال حقيقى جدا أن المنطقة قد يكون أمامها أمل وأن يظهر عهد السلام فى أكثر منطقة غير مستقرة فى العالم. لكن قطر قررت أن يكون لها مسار آخر، واتجهت إلى إيران والمتطرفين وقوى الفوضى.
وحذرت واشنطن تايمز من أن مواصلة التظاهر بأن سياسات قطر تتماشى مع السياسات الأمريكية ومع مصالح شعوب الشرق الأوسط سيكون له نتائج عكسية فى أفضل الأحوال، وحان الوقت لاتخاذ موقف، والاعتراف بأن سياسة الدوحة تتعارض مع سياسات واشنطن. وأيا كان سيفوز فى البيت الأبيض، فإن الوقت قد حان لحساب قطر.