عقدت حركة النهضة التونسية، اليوم الجمعة، مؤتمرها العام لليوم الأول، والذى من المقرر أن يستمر لمدة 3 أيام، للإعلان عن انفصال الحركة عن الإخوان، وتدشين حزب سياسى جديد يحمل إسم الحركة، وفى الوقت الذى رحبت فيه قيادات إخوان الأردن بهذه الخطوة وثمنوها، تجاهلت جماعة الإخوان بمصر هذا المؤتمر، فيما لم يحضر اى من قيادات التنظيم الدولى مؤتمر حركة النهضة.
وحضر المؤتمر العام لحركة النهضة التونسية، الرئيس التونسى القائد السبسى، وراشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة، وعبد الفتاح مورو نائب رئيس الحركة، وعدد من قيادات حركة النهضة التونسية.
ونشرت مواقع تونسية كلمة الرئيس التونسى قائد السبسى، خلال المؤتمر العام لحركة النهضة، حيث قال إنه يوجه تقديره للحركة فى قرارها بالتحول إلى حزب مدنى بعيدا عن الشمولية العقائدية واحتكار النطق باسم الدين، وطالب الرئيس التونسى، قيادات حركة النهضة التونسية، بأن يثبوا بأنهم تحولوا بالفعل إلى حزب مدنى ولائه لتونس وحدها، وأن الإسلام لا يتناقض مع الديمقراطية.
من جانبه، قال راشد الغنوشى فى كلمته بافتتاح المؤتمر العاشر للنهضة، ونشرتها الصفحة الرسمية لرئيس حركة النهضة على الفيس بوك: "إن النقد الذاتى شرط فى عالم الحداثة، وكما كرسنا هذا فى تاريخنا سنرسخه فى مؤتمرنا العاشر? الذى ينتظر منه التونسيون الكثير".
وأضاف أن حل الأزمة فى الشرق الأوسط يتطلب المصالحات بين الفقراء والاغنياء، وبين الشمال والجنوب، وبين الثقافات والحضارات والأديان? فعالمنا محتاج للتعارف والسلم والتضامن والأمن والتسامح.
وفى السياق ذاته، قال عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة التونسية، إن الحركة ستتجدد لتجابه عصرها، فى إشارة إلى انفصال الحركة الدعوية عن السياسة، وتدشين حزب سياسى بعيًدا عن جماعة الإخوان.
وأكد نائب رئيس حركة النهضة التونسية، خلال المؤتمر العام لحركة النهضة التونسية للإعلان عن الانفصال عن التنظيم الدولى للإخوان: "معركتنا ضد التخلف والفرقة والإرهاب، وإثبات أننا وحدة صماء، ولن تقسمنا انتماءتنا لأفكار مترادة، فتونس قبل النهضة، وقررنا أن نجدد فى أنفسنا ونجابه عصرنا كى نكون متجددين".
من جانبها، أيدت قيادات بإخوان الأردن الخطوة التى اتخذتها حركة النهضة التونسية بانفصالها عن الحركة الدعوية، ونشر عزام التميمى، القيادى الإخوانى الأردنى، صور المؤتمر العام لحركة النهضة التونسية، مشيدا بالمؤتمر وقيادات الحركة.
فى المقابل تجاهل الإخوان وتنظيمها الدولى المؤتمر، كما تجاهلت مواقع الإخوان الرسمية الحديث حول المؤتمر العام للحركة التونسية سواء بالسلب أو الإيجاب.
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن حركة النهضة ربما تسبق فى إزالة عقبة تاريخية أمام الإسلاميين فى طريق الإندماج والممارسة السياسية الشفافة والمتوازنة التى تعتمد على الكفاءة والخبرات وليس إدعاء الطهر والنقاء والورع والقدسية، ولم يستطع مؤسس الإخوان نفسه حل هذه الإشكالية حيث تعتمد على ثنائية السياسى والدينى من جهة وثنائية السرى والعلنى من جهة أو ما أسماه "الوشة والمعرض".
وأضاف لـ"انفراد" أن هذا جعل كل السياسيين وكل الكيانات القائمة ترفض الجماعة من هذه الزاوية، حيث من الصعب التنافس السياسى مع كيان يدعى أنه يعبر عن الإسلام، حيث يمثل هذا ظلم كبير للمتنافسين مع الإخوان بسبب التعاطف الجماهيرى مع كل من يتحدث باسم الدين فضلاً عن تشويه الخصوم من منطلقات دينية مما يؤدى لتكفيرهم، فضلاً عن سهولة التحول إلى العنف بتوظيف مفاهيم الجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر سياسياً.
وأشار إلى أن هذه الخطوة لها أهميتها الكبرى فى مسار تطوير الحركة الإسلامية، حيث إنتهى من فترة طويلة زمن الجماعات والتنظيمات وصارت عبئاً على الدول بعد توظيفها فى مخططات خارجية تدعمها وتوجهها قوى إقليمية ودولية، والمستقبل فقط للأداء السياسى والإنخراط فى العمل السياسى وفى النظم المدنية.