حالة من الشلل الكامل تمتد من 10 دقائق إلى نصف الساعة وفقدان للوعى رغم العينين المفتوحتين تتزامن مع حالة من الفرحة الشديدة والاسترخاء والهلوسة وغياب الوعى وعدم تمييز الوقت، هى نتيجة لنفس واحد من الفودو "شيطان المخدرات"، المخدر الذى انتشر مؤخرًا فى العديد من الأحياء الراقية بمصر.
الكثير من الأقاويل أثيرت حول انتشار مخدر "الفودو والإستروكس" المعروف باسم "شيطان المخدرات" الذى يتم "لفه" على شكل سجائر عادية، دفعت "انفراد" إلى تتبعه ومحاولة التوصل إلى حقيقته ورصد مناطق انتشاره، بالإضافة إلى معرفة تاريخه وتأثيره على الصحة.
ونجح "انفراد" فى الوصول إلى أحد متعاطى الفودو، وقال "م. ط" إن هذا المخدر يتواجد فى مصر الجديدة والمهندسين والدقى، وهو عبارة عن عشب يشبه البانجو ولونه أخضر، ويبلغ سعر الجرام الواحد منه 100 جنيه، بحد أدنى 3 جرامات للعبوة.
وأضاف أن المخدر يتم لفه على شكل سجائر مثل السجائر العادية، ويتم شرب نفس واحد منه فى الساعة، وهذا النفس الواحد يترتب عليه شلل فى الجسم لمدة من 10 دقائق حتى نصف ساعة وبعدها يعود الشخص لطبيعته، وهذا النفس الواحد تأثيره أو مفعولة يعادل اثنين أو ثلاثة من سجائر الحشيش، ورغم أن متعاطيه يكون مفتوح العينين إلا إنه لا يشعر بمن حوله، ويكون فاقدا للوعى والإدراك.
وعن تجربته الشخصية مع المخدر حكى "م. ط" لـ"انفراد": "لما أخذت نفس واحد من سيجارة الفودو، كنت شايف وسامع كل حاجة حواليا بس ما بفكرش نهائيًا، ومش مدرك اللى بيحصل حواليا، ولا حاسس بالحر ولا حاجة، بياخدنى فى جو تانى.. أنا جربته مرة واحدة وما حاولتش أخده تانى، لأنى عرفت إنه بيدمر المخ فى فترة قصيرة".
وعن تاريخ هذا المخدر، قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب، إنه فى بداية القرن العشرين أحضر الخديوى عباس حلمى بعض أنواع من النباتات المقوية للأحصنة وأخرى لزيادة الكفاءة الجنسية والقوى العضلية للأبقار، وبدأ بعض العاملين فى "الاسطبلات" استخدامها، وبعد فترة تعودوا عليها وأدمنوها، وانتشرت هذه الظاهرة بشكل واسع حتى أن "سيد درويش" غنى لها عدة أغنيات بغرض تخويف الناس منها.
وأضاف "فرويز": دارت الأيام وأصبح نفس نوع المخدر لعبة حرب، فاستخدمتها أمريكا فى حرب الأفيون ضد فيتنام، وتلعب إسرائيل الآن نفس اللعبة ضد مصر وشبابها بإغراق الأسواق المصرية بنفس أنواع المخدرات بغرض تدمير القوى البشرية المصرية.
وعن تأثير المخدرات قال: "تدخل المخدرات الخلايا العصبية وتمنع تكوين هرمون الأندروفين الذى يعد مخدرا طبيعيا بالجسم، وبعد تعاطى المخدر عدة مرات متتالية يصبح الفرد مدمن له، وتظهر أعراض الانسحاب عند التوقف فى صورة هلاوس سمعية وبصرية، وتشنجات، وآلام بالجسد، وصداع، ورشح، وعدم القدرة على النوم".
وذكر الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى وعلاج الإدمان بجامعة المنصورة، أن مخدر الفودو يحتوى على مواد تسمى الأتروبين والهيوسين والهيوسيامين، وهذه المواد تحدث سيطرة تامة على الجهاز العصبى، وتؤدى إلى تخديره تماما، وتصيب متعاطيه باحتقان شديد واحمرار بالوجه وحشرجة فى الصوت واتساع فى حدقة العين، وعندما ينتهى تأثيره على المتعاطى تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التى يشعر بها، موضحا أن نبات الفودو يشبه أوراق البانجو ويتميز باللون الأخضر الفاتح، ويتم تعاطيه عن طريق التدخين.
وتابع د.محمد عادل الحديدى، أنه بالنسبة لمخدر الإستروكس يعد خطيرا جدا على متعاطيه، وأكثر تأثيرا من الحشيش والبانجو، لاحتوائه على مواد خطيرة جدا بجانب المواد المعروفة، وسموم لا يستطيع الجسم التخلص منها، فينتج عنها العديد من المشاكل الصحية الخطيرة.
ومن جانب آخر، أوضح الدكتور إبراهيم مجدى حسين أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن هذا النوع من المخدر يستخدم كبخور للاسترخاء فى أماكن بها تهوية جيدة كالساونا وعمل المساج، ومصرح به فى 50 ولاية أمريكية، لكن يمنع استخدامه للبشر فلا يدخن ولا يؤكل ولا يتم شربه أيضا، وعلى الرغم من ذلك تم استخدامه بشكل سىء، وتم إدخاله إلى مصر تحت بند بخور ونباتات عطرية تستخدم كنوع من علاجات الطب البديل فى الهند وأمريكا والصين.
وأضاف: إن تم تدخينه كالسجائر مثل الحشيش والبانجو، يبدأ تأثيره فى الشعور بحالة من الفرح الشديدة والاسترخاء والهلوسة وغياب الوعى وعدم تمييز الوقت، موضحا أن استخدامه على فترات طويلة يسبب الشك والضلالات وفقدان الشهية، كما أنه يؤدى إلى الإصابة بسرطان الرئة والفم وجلطات المخ، لأنه يعيق وصول الأكسجين للرئة والمخ والقلب.
وأكد د. إبراهيم أنه فى خلال أسبوع من تعاطى المخدر يصل الشخص لمرحلة الإدمان، والسموم التى تتواجد به تلتصق بدهون الجسم ولا يستطيع التخلص منها، ما يحدث تأثيرات صحية خطيرة.