أَضرحة الصحابة بـ"بهنسا" المنيا فى خطر.. انهيار جزئى لبعض جدران القباب الأثرية وتعديات الأهالى عليها تعجل بسقوطها.. والمنطقة تتحول من مزار سياحى لمأوى للفقراء.. ومطالب بمتحف لعرض مستخرجات المنطقة

هنا قرية البهنسا بمحافظة المنيا، حيث ترقد جثامين الصحابة بينهم 70 صحابيا، شاركوا فى غزوة بدر ضرب عليهم القباب منذ عشرات السنيين لتتحول البهنسا التابعة لمركز بنى مزار شمال المنيا إلى بقيع ثانٍ يأتى بعد البقيع الموجود بالسعودية، واستقبل المكان العديد من الزيارات من الأمراء والعلماء مثل النواوى من العراق وعبد الله التكرور من المغرب والشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف والذى روى أنه خلع نعليه تكريما لأرض البهنسا التى وطأتها أقدام الصحابة والشهداء وارتوت الأرض بدمائهم.

وتتميز قرية البهنسا بتلالها الأثرية ومواقع الحفائر والعديد من الآثار المهمة المسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية، منها مسجد الحسن الصالح بن على زين العابدين ومئذنة أبو سمرة وقباب الصحابة والشهداء "17 قبة "وتخضع البهنسا للمادة 20 من قانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 والمعدل بعض مواده فى 2010 وذلك بالإضافة إلى أراضى الحرم الخاصة بآثار البهنسا، خاصة حرم قباب "السبع بنات ويحيى البصرى وعبد الرحمن بن أبى بكر وأبو سمرة وفتح الباب".

ويقول سلامة زهران مفتش آثار بالبهنسا، إن القباب الأثرية بالبهنسا بحالة سيئة للغاية، وأصبحت تميزها الشروخ والانهيارات لكثير من الأجزاء والجدران تتساقط منها بعض القوالب ومناطق الانتقال معظمها منهار.

وأضاف زهران أن بعض هذه القباب توجد على تلال أثرية عالية آخذة فى الزحف وتتأثر بعوامل الجو، وخاصة فصل الشتاء، حيث الرياح والأمطار وأبواب خشبية معطلة ولا تعمل، مؤكدا توقف أعمال ترميم قبة أبوسمرة منذ أكثر من 8 سنوات، وأصبحت فى حالة خطيرة جدا وانهار أحد جدرانها والقبة بشكل عام على وشك الانهيار فى أى لحظة نظرا لوجود تعديات على التل الأثرى وحرم القبة من الناحية الجنوبية والغربية ورفع كميات من التل الأثرى المقامة عليه القبة وانهيار بعض الجدران المجاورة لزاوية الصلاة المكملة للقبة من الناحية الجنوبية، كذلك سوء حالة قباب الأمير زياد ومحمد الأنصارى ويحيى البصرى وعبادة بن الصامت ومحمد الخرسى وخولة بنت الأزور ومحمد بن عقبة وعبد الله التكرور والحسن بن صالح.

ولفت زهران إلى أن القباب تحتاج لعمليات ترميم سريعة وعاجلة نظرا للشروخ العديدة والنافذة فى الجدران وتساقط لبعض، وانهيار العديد من مناطق الانتقال والأبواب الخشبية جميعها معطلة ولا تعمل.

وأوضح زهران، أن موقع الحفائر الموجود بالمنطقة بحالة سيئة للغاية وكثير من جدرانه المبنية بالطوب اللبن والحجر مهددة بالانهيار لعدم وجود سور يحيط به من الناحيتان الجنوبية والغربية، بل تساقطت العديد من الجدران وأصبحت الأكتاف الحجرية التى تحمل العقود بحالة سيئة جدا ووجود انتفاخات وتشققات مما يؤدى إلى انهيارها.

كما أن الزخارف الموجودة على العقود الحجرية بحالة سيئة وتقشر معظم أجزائها وتساقط بعضها إلى جانب الأتربة التى تتساقط بداخله وذلك لانهيار أجزاء من التل الأثرى بداخل موقع الحفائر.

وطالب سلامة بالموافقة على إجراء أعمال تنظيف للموقع من الأتربة المتراكمة بداخله، وسرعة صلب وترميم الجدران لحمايتها من الانهيار.

وأشار حسن إبراهيم، أحد أبناء البهنسا، إلى الحالة السيئة التى يقع عليها مقر تفتيش الآثار الإسلامية والقبطية بالبهنسا والذى يضم بداخله 45 موظفا ما بين مدير تفتيش ومفتشين وأمن وحراسة وإداريين وفنى وعامل نظافة موضحا أنه مقر من حجرتين متهالكتين تماما وبه شروخ عديدة وانهيارات لبعض الجدران وسقف خشبى متهالك تسقط منه مياه الأمطار شتاء ولا يوجد به أى مكاتب أو كراسى وخلافه مضيفا أن السلم الخشبى للمقر سلم متهالك ومنهار، وهذا المبنى يقع إلى جوار المقابر مباشرة مما يصيب العاملين به للأمراض ويسبب انتشار الحشرات وبعض الزواحف.

وأضاف حسن أن مدخل المنطقة سيئ جدا حيث تتراكم القمامة على مداخل مقابر الصحابة دون رقيب فى غياب كامل من المسئولين، فيما لفت أحد العاملين، رفض ذكر اسمه، إلى وجود انهيارات أرضية إلى جوار المقر بعمق مترين وأكثر قد تتسبب فى انهيار المبنى فى اى لحظة لأنه بنى بطريقة عشوائية ومنذ فترة طويلة جدا ولم تمتد له يد التجديد ووجود انهيار لبعض الجدران وعدم وجود دورة مياه تصلح للاستعمال الآدمى.

وطالب العاملون والأهالى بالبهنسا بضرورة إنشاء متحف لعرض مستخرجات البهنسا المكدسة فى مخازن الأشمونين والمعروضة بمتحف الفن الإسلامى بالقاهرة، بالإضافة إلى سرعة ترميم وصيانة جميع قباب البهنسا لدرء الخطورة عنها وحمايتها من الانهيار فى أى لحظة وتركيب أبواب خشبية جديدة غير المعطلة والتى لا تصلح أساسا.

وذكر كثير من الأهالى أن المنطقة أصبحت مزارا للفقراء والبسطاء، بعد أن كانت تكتظ بالسائحين من جميع أنحاء العالم، وتشهد المنطقة رواجا سياحيا داخليا يوم الجمعة وخاصة مقابر البدريين والسبع بنات ومعظم الزائرين من البسطاء من أهالى القرى.

وطالب الأهالى بإزالة كل التعديات على الآثار الإسلامية وأراضى الحرم ومواقع الحفائر حرم قبة أبوسمرة وقبة السبع بنات وقبة يحيى البصرى، والصادر لها قرارات إزالة إلا أنها لم تنفذ لأن عدم تنفيذ قرارات الإزالة حتى الآن دفع المواطنين إلى التمادى فى التعدى على المنطقة الأثرية وخاصة التل الأثرى موقع حفائر المجلس الأعلى للآثار.

ودعا الأهالى إلى وضع البهنسا على الخريطة السياحية وتحديد رسوم للزيارة بتذاكر، وعمل لوحات إرشادية لكل آثار البهنسا موضح عليها اسم الأثر وتاريخه ونبذة مختصرة عنه وشبكة إنارة كاملة لكل آثار البهنسا من الداخل والخارج بكشافات إنارة وأعمدة كهربائية تتناسب والطراز الإسلامى للبهنسا وتركيب الأبواب الخشبية على القباب وتكون بطراز إسلامى يتماشى والروح الأثرية للمنطقة.

يذكر أن ضريح أبناء الصحابة أبى بكر وابن عثمان بن عفان، وأبى سفيان وابن عقب، وأبى ذر الغفارى والأمير زياد بن الحارث تعد من أبرز أسماء الصحابة بالمنطقة.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;