حالة من الفوضى شهدها مبنى الكابيتول، فيما عرف باسم ليلة اقتحام الكونجرس، التى أقدم عليها أنصار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، المنتهية ولايته، خلال جلسة التصويت على نتائج الولايات، والتى تم رفعها للمرة الأولى بعد اقتحامهم للمبنى والجلسة على إثر خطاب ترامب ووصفه لنتائج الانتخابات بالمزورة.
وشهد اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته أعمال تخريب وسرقة، رصدتها عدسات المصورين الفوتوغرافيين، كان من أبرزها صورة لمواطن أمريكى يحمل منصة المتحدث الرسمى فى الكونجرس الأمريكى، وبعد انتشارها على منصات التواصل الاجتماعى كالنار فى الهشيم، فوجئ الأمريكيون، بعرضها على موقع Ebay بسعر مبدئى 15 ألف دولار، إلى أن وصلت السعر إلى 99.900 دولار ثم حذف الإعلان بعد ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، تسببت هذه الصورة فى حالة من الجدل على منصة التغريدات "تويتر" بعدما أخطأ بعض الأمريكيون، فى اسم أحد المتظاهرين الذى التقطته الكاميرات، وهو يحمل منصة المتحدث باسم مجلس النواب على كتفيه.
ففى بداية الأمر، اعتقد الأمريكون أنه اسمه via Getty "فيا جيتى"، نظرا لوجود هذا الاسم على الصورة، فى حين أنه المعنى بالكتابة على الصورة، هو أن الصورة التقطت بواسطة via Getty وهى وكالة إعلامية وعالمية شهيرة تنشر الصور المتنوعة، حسبما ذكر موقع "ايفينينج ستاندرد" البريطانى.
وبعدما انتشرت الصورة، وطالب المعترضون على الاحتجاجات واقتحام مبنى الكابيتول بسرعة القبض على via Getty أوضحت وسائل الإعلام المحلية حقيقة الأمر، إلى أن تم التعرف على شخصية حامل المنصة، وتبين أنه يدعى "آدم كريستيان جونسون"، ويبلغ من العمر 36 عامًا، من ولاية فلوريدا، ولم يكن "جونسون" من بين 14 شخصا من مثيرى الشغب الذين اعتقلتهم شرطة الكابيتول الأمريكية فى البداية، لكن وبعد انتشار صورته تعرف البعض عليه من سكان المقاطعة حسبما ذكرت صحيفة "برادنتون هيرالد"، وذكروا أنه متزوج ولديه خمسة أطفال يعيشون فى "باريس" وزوجته تعمل طبيبة فى أحد المستشفيات، وكشفت التحقيقات الأولية، أن "جونسون" لديه تاريخ إجرامى، بتهم حيازة الماريجوانا وانتهاكات المراقبة فى سجله، بالإضافة إلى دعمه للاحتجاجات عبر صفحته على منصة "فيسبوك".
أما عن بيع منصة المتحدث باسم مجلس النواب على موقع Ebay، فبحسب موقع ibtimes فحتى الآن ليس من المعروف إذا ما كانت المنصة قد خرجت بالفعل من المبنى أم لا، لكن الصورة المنشورة على الموقع، باعتبارها إعلان للبيع، فقد تم حذفها بعدما أكد متحدث باسم eBay أن أى قوائم من الممتلكات الفيدرالية "تمت إزالتها وإنهائها" ورغم ذلك، أثارت الصورة جدلا بعدما ذكر على الموقع "أنهى البائع القائمة لأنه تم بيع العنصر" بمبلغ 99900 دولار، وبحسب الموقع، فمن الممكن أيضًا أن يكون إدراجها على سبيل المزاح.
وبالإضافة إلى ذلك، سبق وأعلن مكتب رئيسة مجلس النواب الأمريكى، عن سرقة جهاز كمبيوتر محمول من المكتب خلال عملية الاقتحام، وكان هذا الجهاز مخصصًا لغرفة المؤتمرات ويستخدم للعروض فيها، فضلًا عن كمبيوتر آخر تمت سرقته من المبنى، وفقًا لوكالة رويترز.
وفى هذا السياق، قال القائم بأعمال المدعى العام الأمريكي، مايكل شيروين، الخميس، إن بعض السرقات قد تعرض ما وصفه بجوانب متعلقة بالأمن القومى للخطر، وقال كبير مسؤولى أمن المعلومات فى مزود أمن تكنولوجيا المعلومات "نيتنريتش"، براندون هوفمان، إن التأثير الذى قد ينجم عن مثل هذا الأمر يمكن أن يكون خطيرًا.
وقال مايكل شيروين، المدعى العام الأمريكى لمنطقة كولومبيا، يوم الخميس الماضى، إن "أشياء وأجهزة إلكترونية سُرقت من مكاتب أعضاء مجلس الشيوخ ووثائق ومواد"، حسبما ذكر موقع forbes.
على الجانب الآخر، يشعر بعض خبراء تكنولوجيا المعلومات بالقلق من أن المتظاهرون ربما يكونون قد زرعوا برامج ضارة على أجهزة الكمبيوتر، على الرغم من أنه ليس من الواضح أن الأجهزة كانت موضع تركيز خاص للهجوم.