أخبار إيران
صعد رجل الدين المتشدد المحافظ آية الله أحمد جنتى لرئاسة مجلس خبراء القيادة فى إيران بدورة جديدة هى الأخطر فى تاريخ المجلس، المعنى بانتخاب المرشد الأعلى للبلاد حال وفاة خامنئى ومراقبة أدائه وعزله إن تطلب الأمر.
وعقد مجلس خبراء القيادة فى طهران، صباح اليوم الثلاثاء أولى جلساته لدورة جديدة، وتم انتخاب آية الله المحافظ المتشدد أحمد جنتى (90 عاما) رئيسا له بعد حصوله على 51 صوتا، ويحظى بدعم التيار المتشدد وخامنئى، فيما حصل منافساه آية الله إبراهيم أمينى على 21 صوتا وآية الله محمود هاشمى شاهرودى على 13 صوتا.
ويضم مجلس خبراء القيادة، الهيئة الواسعة النفوذ فى النظام الإيرانى، رجال دين مكلفين تعيين المرشد الأعلى والإشراف على عمله. وقد يلعب هذا المجلس الذى انتخب بالاقتراع المباشر فى 26 فبراير دورا أساسيا نظرا إلى سن المرشد الأعلى الحالى أية الله على خامنئى (76 عاما).
ويشير انتخاب جنتى إلى أن المحافظين يهيمنون بشكل واسع على مجلس الخبراء الجديد رغم هزيمة رجال الدين المتشددين فى الانتخابات آية الله يزدى و وآية الله مصباح يزدى.
وجنتى هو رجل دين إيرانى وقاضى محكمة الثورة، التى شكلها مؤسس الجمهورية الإسلامية الخمينى قضت بإعدام الكثير من المخالفين، وإمام جمعة طهران المؤقت، وعضو مجلس صيانة الدستور، المشرف على منظمة الإعلام الإسلامى، وكان عضو مجلس الخبراء قبل أن يصبح رئيسه، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
على الصعيد السياسى يعتبر جنتى من المتشددين المقربين من المرشد الأعلى، كما يعتبر مدافعا عن ولاية الفقيه القائمة على التعيين ويعارض مطالبة الإصلاحيين بتحديد صلاحيات الولى الفقيه.
وبعد الاتفاق النووى الذى أبرمته إيران مع الغرب، صعد من لهجته ضد الولايات المتحدة الأمريكية والعلاقات معها، ويشجع هتاف "الموت لأمريكا"، أثناء إلقائه خطبة الجمعة، لكنه يترك القرار النهائى لخامنئى.
ويتهمه خصومه بأنه وظف الصلاحيات الممنوحة له فى مجلس صيانة الدستور لإقصاء الخصوم السياسيين ورفض المصادقة على ترشيحهم فى الانتخابات.
وكان عبر جنتى علنا عن القلق الواضح لدى المتشددين من زحف المعتدلين والإصلاحيين على المؤسسات، ويرى أنه يجب أن تسيطر وزارة الثقافة والإرشاد فى شكل كامل على المنتجات الثقافية، وحظر شبكات التواصل الاجتماعى مثل "تويتر" و"فيسبوك"، وتشديد المراقبة على إصدارات الكتب.
وتمتد فترة المجلس 8 سنوات، لذلك سيكون له تأثير قوى وعلى مدى سنوات على السياسات الإيرانية، ويبلغ خامنئى من العمر 76 عاما، ويعانى من متاعب صحية، ولذلك فمن المحتمل أن يختار مجلس الخبراء الجديد خلفا لخامنئى.
ويحظى انتخاب جنتى بمباركة المتشددين الذين كانوا قلقين من ترأس هاشمى رفسنجانى رئيس تشخيص مصلحة النظام للمجلس، وتنفيذ خطته فى اختيار شورى للقيادة يتكون من عدة شخصيات، بدلا من انتخاب مرشد أعلى واحد فى منصب الولى الفقيه.
وتنص المادة (107) من الدستور الإيرانى على أن مجلس خبراء القيادة هو الذى يعين الشخصية الدينية التى تتوافر فيها كل الشروط الدينية والفقهية لتولى منصب (الولى الفقيه)، وهو الذى يحتل الموقع الأول على هرم الدولة الإيرانية، وهو المحور الأساسى فى نظامها والتى من بين صلاحياته أيضا رسم السياسات العامة للنظام والإشراف على مدى سلامة تنفيذ هذه السياسات من الناحية الدينية والدستورية، وتعيين وعزل فقهاء مجلس صيانة الدستور، ورئيس السلطة القضائية، ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة، وإعلان الحرب، وكذلك التوقيع على أمر تنصيب رئيس الجمهورية بعد انتخابه من قبل الشعب، وعزله أيضا.
وكان خامنئى أكد فى مارس أن مجلس الخبراء يجب أن "يبقى مجلسا ثوريا، يفكر بطريقة ثورية ويتحرك بطريقة ثورية".