بدأت القوات العراقية معركة تحرير الفلوجة من قبضة تنظيم داعش الإرهابى بعد ثلاث سنوات من سيطرة التنظيم الإرهابى على أحد أهم المدن العراقية التى تعد مركزا لنقل المؤن عبر نهر الفرات إلى العناصر الإرهابية التى تقاتل فى صفوفه، نشرت وزارة الدفاع العراقية، مساء الثلاثاء، مقطع فيديو يظهر العمليات التي يقوم بها الجيش العراقى إلى جانب الحشد الشعبى ضد "داعش" على عدد من المحاور فى الفلوجة.
وأكدت وزارة الدفاع العراقية فى تسجيلها أن قيادة شرعت التدخل السريع الأولى بتشكيلاتها والوحدات المتجحفلة معها، بتنفيذ واجب تطهير منطقة النعيمية باتجاه جسر التفاحة ضمن الصفحة الأولى لعملية تحرير الفلوجة ضمن المحور الغربى، وتم خلال العملية منذ اليوم الأول لانطلاقها تحرير أراضٍ واسعة باتجاه جسر التفاحة امتداداً إلى شرق الفلوجة وسط انهيار تام لعصابات داعش الإرهابية."
وتمكنت القوات العراقية من السيطرة على منطقة حراريات الفلوجة شرقى الأنبار بعد ساعات من انطلاق عملية "تحرير الفلوجة" من قبضة تنظيم داعش وأحبطت قوات الشرطة الاتحادية هجوما للتنظيم بسبع سيارات مفخخة.
وقال مصدر عسكرى عراقى أن الهجوم على الفلوجة بدأ من ستة محاور، الأول: الشمالى باتجاه ذراع دجلة ومنطقة البو سودة، والثانى: شمال الصقلاوية باتجاه منطقة البو شجل، والثالث: محور الكرمة من جسر الكرمة باتجاه مركز الكرمة، والرابع من جهة الصبيحات من منطقة المصنع الأزرق، والخامس: من منطقة اللليفية وجميلة باتجاه منطقة الشهابى، والسادس جنوب غربى الفلوجة باتجاه المستشفى الأردنى. وأشار إلى أن القوات المشتركة سيطرت على منطقة الشهابى الثانية وتمكنت من قتل 16 إرهابيا، بينما عثرت فرق الهندسة العسكرية التابعة لقوات الحشد الشعبى على انفاق للتنظيم على مداخل مدينة الفلوجة.
فيما دمرت طائرات عراقية من طراز (إف 16) الثلاثاء، فى اليوم الثانى من عملية تحرير الفلوجة، موقعا للسيارات المفخخة تابعا لتنظيم (داعش) الإرهابى، وفق معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية، ما أسفر عن تفجير سيارتين مفخختين ومقتل أربعة إرهابيين بينهم مسئول الموقع فى حى الشرطة بمدينة الفلوجة شرقى الأنبار.
وقال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت، فى تصريح صحفى، أن قوات الاتحادية تتقدم من الجهة الشرقى للفلوجة من ثلاثة محاور وتمكنت من تحرير ثلاثة كيلومترات من قبضة داعش، وقتلت 10 إرهابيين ودمرت أربع سيارات مفخخة.
ومن جانبه، صرح رئيس كتلة "بدر" عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية قاسم الأعرجى بأن معركة الفلوجة بدأت بتكتيك جديد بإغراق مناطق جنوب الفلوجة بالمياه لإبطال مفعول العبوات مما فتح ثغرة واسعة وحطم ساتر الصد لداعش، مشيرا إلى أن الفرقة الذهبية نفذت انزالا على جسر الفلوجة القديم ونجحت بعزل مدينة الفلوجة عن الصقلاوية غربا وسيطرت على مستودع حى الاندلس ومحيطه.
وقال الأعرجى، فى تصريح صحفى، أن القوات العراقية حررت مناطق: المزرعة والزيدان وبلدية الكرمة والشهابى الأولى والثانية وجسر الكرمة ومخازن الكرمة ومعملى الجلود والإطارات ومنطقة اللهيب والبو شندوخ والدواية والصبيحات والحراريات والنعيمية وصولا إلى حى الشهداء، وأن المعارك تدور حاليا بمنطقة البو شجل غربا وعلى المدخل الشرقى لمدينة الفلوجة، إضافة إلى هجوم من القطاعين الشمالى والجنوبى.
وتعانى الفلوجة طوقين من الحصار، الأول يفرضه داعش وهو أكثر قسوة حيث يمنع المدنيين من الخروج ويتخذهم دروعا بشرية، حيث يقدر عدد مسلحى تنظيم داعش بقرابة 1000 مقاتل، والثانى فرضته القوات المسلحة العراقية تدعمها قوات "الحشد الشعبى" لعزل الفلوجة عن محيطها وقطع خطوط امدادات التنظيم بالأنبار.
من جانبه قال مدير المركز الجمهورى لمكافحة الإرهاب ببغداد، دكتور معتز عبد الحميد، إن استعدادات الجيش العراقى مستمرة منذ عدة أشهر عبر تدريب أبناء العشائر فى معسكرات قريبة من الفلوجة برعاية أمريكية، مشيرا لمشاركة الفرقتين الاولى والخامسة وأن أفواج للحشد الشعبى الإسلامى جاءت من بغداد لمشاركة القوات العراقية فى محاربة الارهاب، مؤكدا أن القوات العراقية كافية لدخول الفلوجة عقب عمليات استنزاف مستمرة قامت بها القوات العراقية لمنع الإمدادات التى تأتى لتلك المدينة التى يحيطها نهر الفرات من 3 جوانب والتى يحولون الانتحاريين من دخولها.
وأوضح عبد الحميد فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من العراق، مساء الثلاثاء، ان الولايات المتحدة الأمريكية كانت ترفض مشاركة الحشد الشعبى الإسلامى والذى ساهم فى معارك سابقة فى تحرير عدة مدن ومناطق مهمة فى محافظة ديالى ومحافظة صلاح الدين، موضحا ان أعضاء محافظة الأنبار وافقوا على اشراك الحشد الشعبى وإعطائهم المهمات الخارجية وهو الإشراف على الطرق باتجاه الفلوجة وخروج العوائل عبر رفع الرايات البيضاء والقيام بتسيير طائرات الاستطلاع وتحليل شفرات داعش فى المدينة.
وتوقع أن تستمر معركة تحرير الفلوجة لأكثر من شهرين لأن هذه المدينة تختلف عن الكثير من المدن فهى شبه جزيرة ويرسل تنظيم داعش عبر نهر الفرات المؤن لمقاتليه، مؤكدا أن الفكر المتطرف متواجد فى العراق جراء الخطاب الطائفى الشيعى الذى يساهم فى التفرقة والإرهاب والحقد بين الطوائف وكذلك الطرف السنى الذى يؤجج الصراع بالدعاة، موضحا أن المشكلة بدأت منذ عام 2004 عندما بدأت الاعتصامات فى الفلوجة ومدن أخرى، وارتكبت حكومة المالكى بحق المعتصمين المدنيين مجازر ما عزز روح الانقسام والطائفية واستغلتها أطراف من الجانبين.
ودعت منظمة الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إلى توفير ممرات آمنة للسماح للمدنيين من سكان مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار غربى العراق بالنزوح، مع انطلاق حملة عسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة.
وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) أن القوات العراقية طالبت المدنيين غير القادرين على الخروج من الفلوجة برفع راية بيضاء فى أماكن تواجدهم.