نقلا عن العدد اليومى...
من الواضح أن مصر وفرنسا تدركان حجم محاولات الاستهداف للعلاقات بين البلدين، وأنهما يمضيان لإفشال الخطوات المختلفة التى تسعى للوقيعة والعرقلة. ومصر من البداية تعرف أن علاقاتها الخارجية وكل نجاح تحققه بالداخل والخارج، يثير القوى المعادية، التى ربما ترى كل تقدم لمصر يخصم من مصالحها ومساعيها. بينما مصر تعمل بالتقدم للأمام، وفى نفس الوقت، تتعامل مع ما يتم من مساعٍ ومحاولات عرقلة. ويتم هذا بشكل علنى أحيانا، وأشكال أخرى فى الكثير من الأحيان.
وبالطبع فإن الشهور الماضية وتجارب مصر تثبت أن الدولة التى تريد العمل تتحرك للأمام، وأن الرهانات المختلفة من بعض الأنظمة الصغيرة ارتدت على من دعموا ومولوا الإرهاب ووجدت بعض الأنظمة نفسها تواجه خطرا تصورت أنها بعيدة عنه.
ومن المؤشرات تبدو حادثة طائرة مصر للطيران وملابساتها والتعامل معها بأنها تستهدف العلاقات المصرية الفرنسية، مثلما تستهدف علاقات مصر مع دول أوروبا المختلفة، حيث تظهر قضية مع كل دولة، مع ريجينى الباحث الإيطالى ذى العلاقات الغامضة، والذى تعرض للاختطاف والقتل، وتحول باعتراف الصحف والمسؤولين الإيطاليين إلى نقطة لإفساد العلاقات المصرية الإيطالية. كما جاءت قضية الطائرة الروسية فى شرم الشيخ بعد تطور العلاقات المصرية الروسية، التى وصلت إلى اعلى مستوياتها. وكان تطور العلاقات المصرية الروسية مقلقا لجهات ودول ترى العلاقات الثنائية خطرا على سياساتها، فى ظل تداخلات وتضاغطات فى المنطقة والعالم.
نفس الأمر فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الفرنسية، التى تطورت فى مجالات اقتصادية وعسكرية واستراتيجية، وكانت هناك محاولات لإفسادها. ولهذا تأتى أهمية لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس مع وفد البرلمان الفرنسى برئاسة النائب فيليب فوليو، الرئيس التنفيذى لتحالف الوسط، ورئيس مجموعة الصداقة المصرية الفرنسية بالجمعية الوطنية، بحضور وزير الخارجية، والسفير الفرنسى بالقاهرة أندريه باران.حيث أكد الرئيس أن الزيارة تمثل رداً على محاولات النيل من العلاقات المصرية الفرنسية، والزيارات بين البلدين على جميع المستويات، وآخرها زيارة الرئيس فرانسوا هولاند للقاهرة فى أبريل الماضى.. والرئيس يعرف أن حادث الطائرة يؤثر على صورة البلدين، ويهمهما معا. وبالتالى فإن الأفضل، هو التعاون لكشف ملابسات الحادث، تأكيدا على أنه لو كانت محاولات لإفساد العلاقة، فالرد هو تقوية هذه العلاقات، وعودة حركة السياحة الفرنسية إلى مصر لطبيعتها، وتطوير العلاقات البرلمانية.
هناك اتجاهات مشتركة لمصر وفرنسا وتقارب فى وجهات النظر فيما يتعلق بالقضية الليبية، وأهمية إعادة الاستقرار لليبيا، وأهمية ذلك وانعكاسه على مصالح البلدين. واتفاق فى مواجهة الأزمات الإقليمية لاسيما بالنسبة لكل من ليبيا وسوريا، حيث أن مصر تساند ليبيا ضد جميع التنظيمات الإرهابية، وليس داعش فقط، وتدعم الجيش الوطنى الليبى للقيام بمهامه فى الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأهمية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، تحفظ وحدة الأراضى السورية وتصون إرادة الشعب السورى ومقدراته، من هنا فإن الاتفاق المصرى الفرنسى فى القضايا الإقليمية والدولية، من شأنه أن يعزز العلاقات بين البلدين. ويساهم فى تشكيل رأى عام عالمى لهذا الاتجاه. ولهذا تقف بعض الدول التى تستفيد من الفوضى فى مواجهة الاستقرار.