لاري كينج .. اسم ارتبط بآلاف المقابلات الإعلامية الهامة، وتحمله مؤسسة خيرية، والكثير من الحوارات الخالدة التي تركها المذيع الأمريكي الشهير، الذي توفي مساء السبت عن عمر ناهز 87 عاما، إثر إصابته بوباء كورونا.
وتوالت رسائل الرثاء والوداع من ساسة ورموز الولايات المتحدة ، حيث كتب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون على تويتر ناعيا لاري كينج: "كان يتمتع بروح الدعابة واهتمام حقيقي بالناس. لقد أعطى خطًا مباشرًا للشعب الأمريكي وعمل بجد للحصول على الحقيقة لهم ، بأسئلة كانت مباشرة ولكنها عادلة. وداعًا يا صديقي" .
لاري كينج .. المولد والنشأة
وولد لاري كينج في نوفمبر عام 1933 بمدينة نيويورك الأمريكية، وبدأ حياته المهنية كصحفي محلي ومحاور إذاعي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، واكتسب شهرة في بداية عام 1978 عندما قدم برنامج يحمل اسمه "لاري كينج"، وهو برنامج إذاعي كان يبث طوال الليل على مستوى البلاد.
لاري كينج .. البداية والمسيرة
وخلال مسيرته التي استمرت لـ6 عقود نجح برنامجه على شبكة "سي إن إن" الأمريكية حيث تقاعد في 2010 بعد تسجيل أكثر من 6 آلاف حلقة ، في إجراء مقابلات مع العديد من أشهر القادة السياسيين والمشاهير والرياضيين وكان لديه نسبة مشاهدات كبيرة، حيث اشارت احصائيات المشاهدة انه كان يسجل اكثر من 1.5 مليون مشاهدة في الليلة.
على الرغم من تقاعد لاري كينج رسميا في 2010 الا انه استمر في العمل حتي وفاته حيث حيث قدم برنامج "Larry King Now" الذي تم بثه على Ora TV وHulu وRT America. ويبدو أنه لم يرغب أبدًا في إنهاء المقابلة قائلا: "أنا فقط أحب ما أفعله، أنا أحب طرح الأسئلة، أحب إجراء المقابلات".
ووفقًا لشبكة "سي إن إن"، أجرى "كينج" أكثر من 5 الاف مقابلة خلال مسيرته التي استمرت 50 عامًا، وشملت مقابلات حصرية مع كل رئيس أمريكي منذ عهد جيرالد فورد، وكان من بين ضيوفه البارزين الدكتور مارتن لوثر كينج، والدالاي لاما، وبيل جيتس، وليدي جاجا، وليبرون جيمس، وباريس هيلتون، ومارجريت تاتشر.
وحصل كينج على عدد كبير من الجوائز لكل من برامجه الإذاعية والتلفزيونية، وعانى خلال حياته من مشاكل صحية، بما في ذلك مرض السكري والذبحة الصدرية.
في عام 2017، خضع لعملية جراحية لعلاج سرطان الرئة، وفي عام 2019 أصيب بجلطة دماغية تركته في غيبوبة لأسابيع، وذلك قبل أن يتعرض للإصابة بكورونا في أوائل يناير الجاري، ويفارق الحياة.
وعانى كينج من خسارة شخصية العام الماضي عندما توفي اثنان من أبنائه البالغين في خلال أسابيع من بعضهما البعض، أصيب أندي كينج البالغ 65 عامًا بنوبة قلبية وتوفيت ابنته شايا كينج 52 عامًا، بعد تشخيص إصابتها بسرطان الرئة.
دائما ما قدم الإعلامي الذي امتدت سنوات خبرته الى 63 عاما، نصائح للمبتدئين ومن اشهر ما نقل عنه "لا تتحدث كثيرًا.. سوف يمل المشاهدون منك.. دع ضيوفك يتحدثون.. المشاهدون يريدون رؤية ضيوفك وليس للاستماع إليك تتحدث عن نفسك".
وقبل وفاته، اعتبر لاري حواره مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ، بالأسوأ، معتبرا أن الحدث مع العقيد الليبي لم يكن سهلا.
وعندما سئل المحاور الأسطوري عن قواعده في العمل، قال إنه خلال مقابلاته لا يستخدم كلمة "أنا"، ولا يدلي برأيه، ويوجه أسئلة قصيرة، ويحرص على أن يكون مُطلعا ومُلماً بالأشياء والشخصيات التي يحاورها، وأن يكون ممتعاً.
وفي مجال العمل الخيري، أسس كينج عام 1988 مؤسسة "Larry King Cardiac Foundation"، وهي مؤسسة خيرية تساعد في تمويل علاج القلب لمن لديهم موارد مالية محدودة، أو ليس لديهم تأمين طبي،أما فيما يتعلق بإرثه، فقال إنه يأمل أن يكون قد أضاف إلى معرفة الجمهور والترفيه والتسلية.
