كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، ملف العنصرية فى قطر، مشيرة إلى أن ملف مونديال 2022، والمشروعات التى تجريها الإمارة لاستضافته، شابه العديد من انتهاكات حقوق العمال.
وكتب محرر الرياضة فى الصحيفة إيان لادمان مقالا، انتقد فيه مسؤولي كرة القدم الدوليين الذي لم يتحركون لمواجهة العنصرية المنتشرة في إمارة قطر.
وكتب لادمان، مقال، بعنوان: "كرة القدم لا تقول شيئ بينما تزدهر العنصرية واستغلال العمال المهاجرين في موطن كأس العالم 2022.. ألا توجد أهمية لحياة السود في قطر؟".
مع انتشار الأصداء العالمية لحركة "حياة السود مهم"، التي اندلعت في الولايات المتحدة على خلفية وفاة مواطن أمريكي من أصحاب البشرة السوداء نتيجة لعنف الشرطة، في هذا الإطار يرى لادمان ضرورة اتخاذ موقف ضد الانتهاكات القطرية ضد حقوق العمال الأجانب.
وتابع لادمان : "في بيان صدر مؤخرا للتضامن مع حملة حياة السود مهم، أكد الدوري الإنجليزي الممتاز موقفه المتضامن، بقوله: "نحن نتفق تماما مع هدف اللاعبين الوحيد المتمثل في القضاء على التحيز العنصري أينما وجد"، لكن هذا التصريح، حسب المقال، أتي في الأسبوع الذي تم فيه الكشف عن مواعيد مباريات كأس العالم 2022 في قطر، وهذين الأمرين لا يتماشيان مع بعضهما البعض.
وأضاف فى مقاله: "سمعنا الأسبوع الماضي من الأمم المتحدة بشأن العنصرية واستغلال العمال المهاجرين في الدولة الخليجية"، "كانت اللغة الواردة في التقرير صارخة، حيث يتمتع المواطنين من الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية واستراليا والدول العربية بشكل منهجي بحماية أكبر لحقوق الإنسان، مقارنة بالمواطنين من جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء".
واستطرد "أن النسبة الأكبر من عشرات الآلاف من العمال المهاجرين العاملين في مجال بناء الملاعب والبنية التحتية لكأس العالم هم من جنوب آسيا وغرب أفريقيا، يزعم تقرير الأمم المتحدة أن ظروف عملهم لا تزال غير مقبولة إلى حد كبير، لقد مات البعض بالفعل، ولكن لا يزال عالم كرة القدم لا يتحرك في مواجهة هذه الحقائق".
وجه لادمان، انتقادات حادة لمسؤولي البطولة الذين تجاهلوا التقرير في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن جدول مباريات بطولة كأس العالم 2022، والتي ستقام في شهر ديسمبر، انتقد المقال الجدول المضغوط.
كما يشير الكاتب، أن مسؤولي كرة القدم يتحدثون عن البطولة والظروف المحيطة بها، ولكن لا أحد يتحدث عن القضية المهمة، وهي "إذا كان يجب علينا الذهاب إلى قطر على الإطلاق"، كتب لادمان: "لا تطرح الأسئلة ذات الصلة حول ما يبدو أنه انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان للعاملين المحاصرين في نظام قائم من الاستغلال والإساءة، ولا توجد محاولة للضغط من أجل التغيير".
كما قالت صحيفة الجارديان، إنEquidemورد في تقريرها كيف تم فصل آلاف العمال دون سابق إنذار، ومنحهم أجورًا مخفضة أو إجازة غير مدفوعة الأجر، أو حرمانهم من الراتب المستحق ومدفوعات نهاية الخدمة، أو إجبارهم على دفع تكاليف رحلاتهم إلى الوطن.
يبدو أن النتائج التي توصل إليها التقرير ترقى إلى مستوى "سرقة الأجور" على نطاق غير مسبوق، مما يجعل "العامل تلو العامل" معدمًا، ونقصًا في الغذاء وغير قادر على إرسال الأموال إلى الوطن أثناء الوباء، وفي بحث منفصل، وجد مركز موارد الأعمال وحقوق الإنسان أنه تم الاستشهاد بالأجور غير المدفوعة أو المتأخرة من قبل العمال في 87% من حالات انتهاك العمل المزعوم، التي أثرت على ما يقرب من 12000 عامل منذ عام 2016.
يعمل حوالي مليوني عامل مهاجر - معظمهم من جنوب آسيا - في قطر، والعديد منهم في مشاريع البناء المتعلقة بكأس العالم 2022.
ووصف المقال، الانتهاكات القطرية ضد العمال الأجانب بأنها "عنصرية في شكلها الأكثر خبث وأكثرها تنظيم و منهجية"، "نحن نعلم أن الوقت قد فات لتغيير الأساسيات، ستقام بطولة كأس العالم في قطر، لكن كرة القدم يمكن أن تتحدث، يمكن أن تحاول إحداث تغيير، إذا كانت تتمتع بالشجاعة بما فيه الكفاية".