بعد مرور 14 عاما، على قرار المجمع المقدس بحرمانه كنسيا عام 2002، عاد خطر عاطف عزيز ليهدد الكنيسة القبطية من جديد، فاضطرت إلى إصدار بيان موقع من 6 مأساقفة من المهجر للتحذير من تعاليمه.
عام 2002 أعلن البابا شنودة الثالث أنه عزل راهبًا وجرده من رتبته الدينية، كما أوقع العقوبة نفسها على شماس معروف وهو عاطف عزيز، وعدد من الخادمات المكرسات، بسبب قيامهم بتكوين «جماعة دينية منحرفة، لها معتقدات تتنافى مع الأديان» أطلقت على نفسها اسم «العهد الجديد».
ووفقا لبيان الكنيسة آنذاك فإن المذكورين قاموا بتكوين جماعة منحرفة تسعى إلى الإضرار بالصالح العام من خلال بث دعايات مسمومة» منها أنهم «الممثلون الحقيقيون للكنيسة المصرية وأن الكنيسة الرسمية انقطعت علاقتها روحيًا وفكريًا بكنيسة الآباء».
كما ادعت المجموعة «وجود صلة خاصة لهم بالذات الإلهية، وأنهم يتلقون وحياً ولهم مقدرة على مواجهة الشياطين»، وتطاولوا على القيادات الكنسية الحالية.
وتضم قائمة المعزولين الراهب القس صفنيا، وقد عاد لاسمه الأصلى مدحت كامل فهمى، والشماس الدكتور عاطف عزيز ميخائيل وهو قائد المجموعة، والدكتور نبيل عدلى كامل، والمهندس صلاح فايق، وميراندا كامل فهمى، وجالينا لبيب، وسامية صادق، وعواطف أديب، وإيزيس رفقى، وسوزى كامل، وسوسن سعد، ومنال وليم، وهالة وليم.
تولى الأنبا موسى أسقف الشباب، الاتصال بتلك المجموعة المنشقة آنذاك، وكان أحد أعضاء لجنة التحقيق والمحاكمة، وأعلن وقتها أن هذه المجموعة بدأت نشاطها فى آواخر الثمانينات فى أسيوط فى إيبراشية الراحل الأنبا ميخائيل، وتمت إحالة قائدها عاطف عزيز خليل للتحقيق فى عام 1993 أمام لجنة بالقاهرة وأخذت عليهم تعهدات بالسير فى الطريق القويم، وأسند لقائد الجماعة عاطف عزيز (50 عاما) الذى كان يعمل طبيبا لأمراض الباطنة قبل تفرغه للخدمة بالكنيسة، مهمة الخدمة فى كنيسة العذراء بالفجالة بوسط القاهرة، ولكن عاد قائد الجماعة إلى نشاطه وانضم إليه راهب اسمه «صفنيا» وعدد آخر من الاتباع رجالا ونساء من داخل الكنيسة وخارجها، وزاد نشاطهم وعقدوا اجتماعات سرية فى بيوت وقاعات للإيجار وسجلوا شرائط كاسيت تدعو لأفكارهم، وبلغ عدد الشرائط 600 شريط، وطبعوا كتباً فسروا فيها الإنجيل خاصة (إنجيل مرقس) تفسيرات خاطئة تصب جميعها فى مصلحة أفكارهم القائمة على أساس أنهم وحدهم المرشدون من الروح القدس.
وحذرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رعاياها بإيبراشيات قارة أمريكا الشمالية من اتباع التعاليم المنحرفة التى يروجها الدكتور عاطف عزيز الشماس الذى عزله البابا شنودة منذ سنوات طويلة لترويجه تعاليم منحرفة.
ظهر عاطف عزيز مرة أخرى بعد كل هذه السنوات من الغياب، فى كنائس الولايات المتحدة باسم الأب سيرافيم مرة وباسم القس مكاريوس مرة أخرى بعدما نجح فى الانضمام لأحد كنائس الولايات المتحدة وعادت أفكاره لتروج من جديد هناك وهو الأمر الذى دفع الآباء الأساقفة لإصدار بيان مجمع للتحذير من أفكاره.
وأكد البيان أن اجتماع أساقفة الولايات المتحدة الأخير الذى استضافته إيبراشية لوس أنجلوس فى الفترة من 9 إلى 13 مايو الجارى، أسفر عن ضرورة التصدى لتعاليم عاطف عزيز وكنيسته "العهد الجديد" حيث يعتقد أنه مكلف من الروح القدس لإعادة إحياء فكر الكنيسة الأولى.
وأعلن بيان الأساقفة، أن عاطف عزيز وجماعته عادوا لممارسة التعاليم المنحرفة فى بعض المناطق فى أمريكا الشمالية خاصة بعد انضمامهم للكنائس الخلقدونية وصار اسمه الأب سيرافيم ثم الأب مكاريوس.
ودعت الكنيسة القبطية رعاياها إلى الابتعاد عن تلك الجماعات والالتزام بقرار المجمع المقدس الصادر عام 2002 بحرمان عاطف عزيز وكل من يتبعه، مهددة بتطبيق عقوبة الحرمان على كل من يتبع عاطف عزيز وجماعته من الأقباط ومن يروج لما يقيمه "عزيز" من كنائس أو أديرة ومن ثم يمنع من ممارسة الأسرار المقدسة والخدمة فى الكنيسة.
واختتم الأساقفة الموقعون: نصلى إلى الله أن يحفظ كنيستنا وشعبها من الذئاب الخاطفة ويقود هؤلاء المنحرفين إلى التوبة والعودة إلى الإيمان السليم.
كذلك فإن أنباء شبه مؤكدة ربطت بين استقالة القمص بيشوى أندراوس كاهن الكنيسة القبطية بواشنطن وبين أتباعه تعاليم عاطف عزيز، حيث ألمح الأنبا سرابيون أسقف إيبراشية لوس أنجلوس إلى سبب استقالة القس وهو أمر غير معتاد كنسيا، وقال إن الأمر له جذور تعود إلى أسيوط، مما يؤكد صحة الأنباء المتداولة حول اعتناق القس أفكار "عاطف عزيز"، الأمر الذى دفع البابا تواضروس إلى تشكيل لجنة للتحقيق فى أسباب استقالة القس لم تسفر عن أى نتائج حتى الآن وإن كان بيان أساقفة الولايات المتحدة الأخير يؤكد عودة خطر عاطف عزيز لتهدد الكنيسة مرة أخرى.