تتجه إليه الأنظار فى كل مرة يقوم بالتحدث دون أن يفتح فمه لتتسلل فى نفوس المحيطين به تساؤلات عن مصدر الصوت، ومن أين يخرج وكيف له أن يتحدث وهو مغلق الفم، فبعضهم يتفهم الأمر، والبعض الآخر يعتقد أن ذلك الشاب يرافقه جن يتحدث بالنيابة عنه، ويقلد أصوات الشخصيات الكرتونية التى تتواجد برفقته أينما ذهب فى الشنطة المحمولة على الكتف.
الشاب القناوى الذى يدرس الشريعة الإسلامية بقنا، استطاع أن ينال إعجاب الأشخاص المحيطين به عن طريق موهبة التحدث الباطنى، فيستطيع الشباب التحدث دون أن يفتح فمه وكذلك يقلد الأصوات الكرتونية عن طريق الدمى المتواجدة معه، والتى أطلق على أسميها أنوس وسفروت ويرتجل الحوار بينهما دون تحضير مسبق، كما استغل الطالب موهبته فى تعليم الأطفال القراءة والكتابة وشرح الدروس وتعلم العمليات الحسابية ليطوع تلك الموهبة إلى جانب تربوى يستفيد منها الطلاب.
لم يستسلم الشاب لأولى المحاولات الفاشلة حين قرر تعلم التحدث الباطنى وبدأ فى تكرار الجميل إلى أن استطاع نطق أولى الكلمات بعد 3 أيام من التدريب وفى خلال 6 أشهر تمكن الشاب من إتقان الحديث دون أن يفتح فمه وتعلم أكثر من صوت، ليتحدى نفسه والمحطين به الذين وجهوا له انتقادات سلبية واصفين ما يفعله بالجنون ولا فائدة منه.
قال الحسن عدلى أبو بكر، من مركز أبوتشت بقنا، أن بداية تعلم الحديث عن طريق البطن كانت منذ 6 أشهر حين استمع إلى إحدى الفيديوهات بالصدفة لأبانوب فيلكس الشاب الذى يتحدث من بطنه وله فيديوهات شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، ومنها تساءل كيف يستطيع هذا الشاب التحدث دون فتح الفم وبدأ فى التجربة لمدة 3 أيام ولم يستطيع التحدث.
وتابع الحسن، أن بعد التجربة الأولى عاد ليستمع إلى فيديوهات الشاب فوجده فى كل مرة مبتسم وقام بالتجربة ليجد نفسه يتحدث من البطن ولم يستغرق الموضوع سوى 15 يوما، ولكنه وجد خلال تلك المرحلة انتقادات سلبية من المحيطين به الذين نصحوه بالتركيز فى الدراسة بدلًا من ممارسة هوايات الأطفال ولكنه استمر بعد نصيحة والده بعدم الانتباه إلى حديث الأشخاص.
وأوضح الطالب، أن أصدقائه والمقربين منه ينتابهم الاستغراب حين مشاهدته يتحدث من بطنه ولكنهم يضحون على ما يقدمه ويطلبون التقاط الصور التذكارية معه وتسجيل فيديوهات لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعى لإسعاد المتابعين، مضيفًا أن التحدث الباطنى ليس مجرد موهبة ولكنه رسالة يريد أن يقدم من خلالها تعليم الأطفال وإثقال الجانب التربوى على طريق الترفيه وإصدار سلسلة نور البيان للقراءة والكتابة وسلسلة تربوية تبين أن عقاب الطفل له جوانب سلبية وكذلك هناك صعوبات فى التعلم التى تعود إلى المعلم وليس الطالب وذلك لصعوبة توصيل المعلومة إلى الطفل.
وأشار الحسن عدلى، إلى أنه يتعامل مع الأطفال بالرحمة والرقة والابتسامة التى تعلمها منهم، كما أن موهبة التحدث من البطن وتعليم الأطفال لا يؤثر على دراسته فى كلية الشريعة ولكنه يستغل وجود العرائس معه وحفظ المعلومة عن طريق ترديدها معهم والسؤال والإجابة، موضحًا أنه تعلم تقليد 3 أصوات مختلفة ويستغرق تعلم كل صوت من 5 إلى 6 أيام لإتقانه.
وتمنى الطالب، أن يطور من موهبته ويتعلم مزيدًا من الأصوات التى ستساعده على تقديم نموذج تربوى يعلم من خلاله الأطفال مزيدًا من الدروس والتحصيل المعرفى وكذلك تعليم عددًا أكثر من الأطفال القراءة والكتابة وذلك لحبهم فى الشخصيات التى يستمعون إليها ويرددون ما تقوم بفلعه، مقدمًا الشكر لأسرته التى تقف دائما بجانبه وأصدقائه.