يد يحبها الله ورسوله.. "غنية" 50 عاما فى زراعة الأرض للإنفاق على أسرتها فى قنا.. تعيش فى بيت وسط جزيرة بدون كهرباء أو ماء.. زوجت 12 من أبنائها.. وتؤكد: لا أجد صعوبة فى عملى وأتمنى معاش لابنى القعيد..

لم تعرف يوما معنى الرفاهية فمنذ نعومة الأظافر ولمدة تزيد عن 50 عاما، تحملت السيدة الصابرة تربية الأبناء والإنفاق عليهم عن طريق الزراعة والعمل في الأرض وتحمل صعوبة الحياة من أجل الحفاظ على أبنائها وسترهم واستكمال المشوار عقب وفاة الزوج منذ 4 سنوات بعد تعرضه للمرض، فتجاعيد وجهها وسماره شاهد على مرارة الأيام والجهد والعرق الذي بذلته من أجل أن يعيش الأبناء في سلام وأن تسير الدفة إلى بر الأمان وتسعد برؤيتهم في منازل أزواجهم وتداعب الأحفاد. تتسلل السيدة الستينية من منزلها الصغير المجاور للزراعات في كل يوم مع طلوع الشمس بمساعدة الابن الأكبر الذي تعرض لحادث سير أفقده القدرة على العمل نظرا لإجراء العديد من العمليات الجراحية في اليد اليمنى واليسري وبرفقة الأحفاد أيضا لتستكمل اليوم في الزراعة والعودة إلى المنزل في أوقات الغداء، وما قبل غروب الشمس، وتمارس مهنتها اليومية التي لا تستطيع الاستغناء عنها أو الراحة في المنزل دون عمل، فيد تحرث الأرض وأخري تروى وتزع وعيون تتطلع إلي حياة أفضل عوضًا عن ما عاشته السيدة على مدار السنوات داخل الجزيرة دون الاختلاط مع العالم الخارجي أو السمر مع الجيران والأقارب. وقالت غنية محمد، 65 عاما، إنها تعلمت الزراعة والعمل فيها منذ الطفولة وحتى زواجها على أرض إحدى الجزر، حيث استمرت في مساعدة زوجها بالعمل في الزراعات حتي وفاته منذ 4 سنوات، وأنجبت السيدة 12 ابنًا منهم 8 إناث و 4 ذكور واستطاعت أن تكمل زيجات الفتيات والأولاد جميعهم من خلال العمل في الأرض، كما استمرت في زراعة الأرض بأنواع عديدة من الخضراوات مثل الخيار والكوسة والبصل وكذلك القمح والذرة والملوخية. وأوضحت غنية محمد، أن يومها يبدأ من الصباح الباكر ومع طلوع الشمس، حيث تتسلل إلى أرضها بعد شرب الشاي وبعض المخبوزات ثم العمل في الأرض والتنظيف والري في حالة الاحتياج لذلك وجني الثمار، وفي خلال العمل اليومي تذهب المسنة إلى المنزل لتناول وجبة الغداء والعودة مرة أخري إلى الزرع لحماية محصول القمح من العصافير التي تهاجمه وتقضي على السنابل، ويتواجد معها في تلك الأوقات أحفادها الصغار والابن الأكبر الذي يعيش برفقتها ويساعدها في أعمال الزراعة، وتعود غنيه قبل غروب الشمس إلى المنزل لتستعد للنوم. "لم أواجه صعوبات في حياتي وتعودت على العمل" بهذه الكلمات تتابع السيدة الستينية حديثها عن الصعوبات التي تواجهها أثناء العمل وفي حياتها، مؤكدًة أنها لا تواجه صعوبات في العمل حيث اعتادت على العمل الشاق وتعايشت معه، ولا تزور أحد من الجيران أو الأقارب في المناسبات أو غيرها، ولا تخرج من داخل الجزيرة سوى يوم الإثنين لشراء الخضراوات وبعض اللحوم. وأشارت غنية محمد، إلى أنها عاشت طوال السنوات الماضية وما زالت تعيش في المنزل الصغير على الجزيرة دون كهرباء وتجلب المياه عن طريق الطلمبة التي تقضى احتياجات الشرب والغسيل والأكل، وتشعل النيران للتدفئة في أوقات البرد القارص والشتاء، حيث يجتمع حولها الأبناء إلى أن يأتي ميعاد النوم، فلم تشاهد المسنة التليفزيون منذ زواجها على الجزيرة، كما أنجبت جميع أبنائها دون الخروج منها عن طريق "الداية" التي تأتي في موعد الولادة. دخلي من الزرع وربيت وزوجت الأبناء منه" اختتمت غنية محمد، حديثها عن الدخل ومتطلبات الحياة، مؤكدًا أنها لا تتقاضى سوى 1000 جنيه معاشًا شهريًا لزوجها لا يكفى لأي متطلبات ولكن العمل في الزراعة وبيع بعض المحاصيل ساهم في المساعدة والإنفاق علي الأبناء الـ 12 وزواج الفتيات وتجهيزهم من خلال الأقساط التي استطاعت سدادها، متمنية أن يحصل ابنها الأكبر الذي تعرض لحادث سير أفقده القدرة علي تحريك يديه على معاشًا شهري أو مشروعًا يساعده على توفير متطلبات أسرته.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;