"الأرض ناشفا والزرع مات والبهايم عطشانة".. ذلك هو حال فلاحين 3 مراكز بالشرقية يشيعون أكثر من نصف مليون فدان من الأرضى الزراعية، لتتفاقم الأزمة وتصل إلى المشاجرات والاشتباكات بين المزارعين وبعضهم، للخلاف على المناوبات والحصول على قطرة مياه، ليصبح المسئولين فى مديرتى الرى والزراعة متفرغين لعقد جلسات عرفية لحقن الدماء، ونقيب الفلاحين يؤكد استخدام مصطلح زيادة مساحات الأرز عن المحدد سبب الازمة هو "شماعة " يلجأون اليها للخروج من المأزق الاهمال والتقصير.
المزراعون يتشاجرون على مياه الرى
شهدت الترع الرئيسية بالمحافظة " ترعة بحر مويس وترعة الصوفية وترعة السلام وترعة السماعنة وترعة المناجاة"، وكذا على المصارف الرئيسية مثل مصرف بحر فاقوس ومصرف بحر صفط ومصرف بحر حادوس ومصرف المشرع ومصرف رمسيس ومصرف سهل الحسينية، انخفاض شديد خلال الاسابيع الماضية.
الأمر الذى سبب مأساة ومعاناة شديدة يعيشها الآلاف من أهالى مراكز المحافظة وبالأخص فى " الحسينية، صان الحجر، أولاد صقر " هما الأكثر ضرر، من أزمة ضعف مياه الرى لوقوعهم على نهايات تلك الترع، بمجرد دخولك تلك المراكز التى كانت الأشهر على مستوى الجمهورية بأراضيهم الزراعية الخصبة ومحاصيلها الجيدة، تجد الجفاف والبؤس والحزن على وجوه الفلاحين.
ففى مركز صان الحجر، يقول محمد أنور البلاسى، " احنا الفلاحين بنعزى نفسنا "، يؤكد احنا فى مأساة فأنا أرضى مزروعة خضار ومش لاقى مياه، فالرى كان كل اسبوع فى السابق، اصبح كل 15 أو 20 يوم والزرع بيموت"، ويكمل مزارع آخر يدعى على حسين سالم، انى ارضى انا واشقائى مهددة بالبوار، فالمهندس يفتح المناوبة اول ما توصل المياة لاخر المسقى قفلها عشان مفيش مياه بالاضافة انها عالية الملوحة جدا وصفا ايها انها مثل " بمياه المش " تعبيرا عن زيادة ملوحتها، واحنا على بعد اكثر من 3 كيلو من البوابة حتى يوم الرى مش بنشوف المياه، ويضيف محمد متولى سلامة، أن محصولى تلف كلة، و" البهايم " التى نعيش من لبنها مش لاقيين نشربها بتموت.
وفى مركز الحسينية يؤكد المزارعين، أن منسوب المياه فى ترعتى الاخيوة والسماعنة، انخفض جدا وجفت، لتصاب الاراضى بالجفاف الامر الذى، فيما شكا اهالى منشأة ابوعمر، ايضا من الاهمال وتعطل مواتير فى نهاية الجندل السلفى، "يعنى مفيش مياة وأن وجدت بيقى المواتير عطلانة " ذلك بحسب قولهم.
أما مركز أولاد صقر، فيقول على المهدى قرية إبراهيم حسن وتوابعها، إننا لا نرى مياه الشرب أو الرى احنا فى "مأساة، بنموت من العطش والجوع " بحسب قوله.
الرى والزراعة يستعينان بالشرطة لحل خلافات المزارعين
وبالطبع تسبب ندرة المياه وموت الزرع إلى خلافات بين المزارعين وصلت إلى رفع الفأس والاشتباكات، هو ما اضطر الرى للتحرك الفورى لحل الخلافات والاستعانة بشرطة المسطحات أحيانا.
فقد استعانت مديرية الرى بالعميد سعد الصالحى مأور قسم شرطة المسطحات لحل الخلاف بين الفلاحين على المناوبة بترعة الصوفية مركز كفر صقر، ذلك بسبب زراعات الأرز، وكذلك تفقد المهندس حمدى عبدالعظيم مدير عام رى شرق، صان الحجر وقام بحل الخلافات على المناوبة بترعة سامى وتفقد محطة الرفع بترعة تيمور لتهدئة المزارعين، كما قامت ادارة رى فاقوس بعقد ندوة توعية للمزارعين حول مشكلات المياه والرى والتى شارك فيها عدد كبير من المزارعين.
فيما شهدت قرية كفر الغول بمركز أبو حماد، جلسة صلح بين عائلتين اختلفوا منذ اكثر من سنتين على مسقى ماء وتم الصلح بوجود المهندس علاء عفيفى وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، والذى تدخل لحل الخلاف بين الطرفين، والتراضى بينهم بعد توفير مياه الرى للاراضى الخاصة بكل منهما بالتساوى.
الرى يؤكد: الأرز سبب الأزمة
ومن جانبه أكد المهندس محمود السعدى وكيل وزارة الرى بالشرقية، لـ"انفراد"، أن مشكلة ضعف مياه الرى فى المراكز الشمالية " الحسينية، صان الحجر، أولاد صقر" سببها نهايات الترع، فضلا عن زراعة مساحات كبيرة من الأرز قاربت 300 ألف فدان فى حين المصرح بها هو 176 ألف فقد، مشيرا اننا خطابا الوزارة لتوفير المياه اللازمة لتلك المناطق، أن الحل خلال ايام.
نقيب الفلاحين يوكد: "الأرز شماعة الفشل"
وقال السيد رحمو نقيب الفلاحين بالشرقية، أن تعليق ازمة ضعف مياه الرى على زراعات " الأرز " هى مجرد " شماعة" بحسب قولة، يتم تعليق عليها أى فشل أو تقصير وأهمال من جانب المسئولين، فمراكز شمال الشرقية تقع فى نهايات الترع، ومع ذلك لا يوجد استراتيجية تعامل من قبل المسئولين بالجهاز التنفيذى مع تلك المراكز من شأنها توفر مياه الرى والشرب أيضا ورفع المعاناة عن كاهل الفلاح.