نقلا عن العدد اليومى...
مرات كثيرة، كنا نشير إلى أدوات إعلام غربية تتعمد نشر معلومات مغلوطة، تتعلق بأحوال مصر واقتصادها، وأشرنا أيضا إلى أن المواقع الكبرى ووكالات الأنباء ذات الاسم تختفى خلف هذا الاسم، وتنشر ما تشاء من دون معقب. وكانت آخر الأمثلة القريبة، أثناء حادث الطائرة المصرية، وفبركة سى إن إن لتقرير يقول إن الطيار انتحر، وبى بى سى ومراسلها بالقاهرة الذى نشر تقارير مفبركة لإدانة مصر للطيران، بل وممارسة تدليس فى تقارير الوكالات والقنوات بتعمد، وهناك قضية ريجينى، وفضيحة وكالة رويترز، التى نشرت لمراسلها بالقاهرة تقريرا مفبركا منسوبا لرجال أمن أكثر من مرة، من دون القدرة على تقديم برهان.
ولدينا تقارير منظمات حقوقية تتعمد الاستناد لمصادر مجهولة، وتنشر معلومات كاذبة، بلا دليل، لمجرد أن ترضى جهات التمويل، ولا أحد يحاسب هؤلاء أبدا. ونحن هنا نفرق بين ما تنشره وكالات أو مواقع أو صحف، مستندة إلى معلومات حقيقية، وبين حتى مقالات الرأى التى يعلن فيها كاتبها عداء واضحا لمصر.. كل هذا يمكن تفهمه، لكن الفبركة باسم المهنية، هو ما يلفت النظر فى عمل بعض المنظمات والصحف. أو أن يظهر المراسلون ولاءهم لخصوم أو ينقلون معلومات غير موثقة، وهى ظاهرة انتشرت مؤخرا، بشكل أصبح لافتا للنظر، وأشرنا إليه، قبل ذلك مرات.
وأشرنا إلى عدد من المواقع تنقل هذه الترجمات المغلوطة، ويتعاملون مع مقالات الرأى، على أنها تقارير ومعلومات. وذلك ضمن حملات ممولة تكشفت تفاصيلها خلال الشهور الأخيرة. رأينا كيفين كونولى مراسل «بى بى سى» بالقاهرة، يكتب تقريرا عن الطائرة، هدفه مهاجمة مصر للطيران، وتجاهل مطار الانطلاق فى فرنسا، ومراسل سى إن إن يزعم انتحار الطيار، من دون أى معلومة أو مصدر، ولا أحد يحاسب هؤلاء، مثلما لا أحد حاسب مراسل رويترز على أخطاء مهنية متتالية، وموضوعات تفتقر إلى أبسط قواعد المهنية، مراسلون يكتبون تقارير ساخنة من دون مصدر واحد.
نقول هذا بمناسبة فضيحة صحيفة الجارديان البريطانية.. والتى أعلنت «أن الصحفى جوزيف مايتون الذى عمل لفترة مراسلا لها من القاهرة انتهك قواعدها، والصحيفة حذفت 13 تقريرا، كتبها المراسل، لم تستطع التحقق من صحة المعلومات التى وردت بها، وتخلو من المعلومات أو الدلائل، ومقالات تضمنت فبركة، ومصادر فى التقارير، لم يتم التوصل إليها، زعم أنه تحدث معها، ونشر تقارير مفبركة عن فض اعتصام رابعة، وقال «إنه تحدث مع مصريين عبر الهاتف وتولد لديه إحساس عام باليأس، وأن المستقبل بدا أكثر قتامة، ونقل عن صحفى، قال إنه يعمل لصالح مؤسسة أمريكية كبرى، قوله بأن الوضع سىء ومروع، وأن الناس مرعوبة، والعنف فى ازدياد، وأن لا أحد متفائل على الإطلاق»، ولم يكشف المراسل عن اسم أى ممن تحدث معهم، وهل نقل عن مدونين أم اعتمد على أقوال مرسلة.
القصة ليست فقط فى مراسل الجارديان، لكن فى تقارير ومقالات منحازة تخلو من المعلومات، ولم يُحاسَب مراسلون فبركوا وزيفوا تقارير عن مصر وأحوالها.