تعتبر إسبانيا أكثر البلاد المستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية، فبعد مضى أكثر من 10 أعوام على التفجيرات التى دمرت 4 قطارات ركاب فى مدريد، وأسفرت عن مقتل 191 شخصا، والتى قام بها أشخاص يرتبطون بتنظيم القاعدة، قام تنظيم القاعدة مجددا بإرسال تهديدات جديدة لإسبانيا بإحداث تفجيرات مدريد جديدة، بالإضافة إلى تهديدات تنظيم داعش بإحداث تفجيرات فى أراضى إسبانيا وإستعادتها.
وحدثت تفجيرات مدريد 2004 فى محطة قطارات أتوشا رينفى فى مدريد إسبانيا، وكانت عبارة عن سلسلة من التفجيرات الإرهابية المتناسقة التى استهدفت شبكة قطارات نقل الركاب فى مدريد، وتسببت فى مقتل 191 شخصا وإصابة 1755 آخرين، وجميع التحقيقات القضائية الإسبانية أثبتت أن المنفذين كانوا من خلية فكرها من تنظيم القاعدة الإرهابية.
الأندلس ساحة يسعى إليها الإرهابيون
وتعتبر الأندلس ساحة القتال التى يسعى إليها كل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابى، وهذا يرجع إلى أصلها الإسلامى، فكل من التنظيمين يريد استعادتها بشكل ما، وهو ما يثير مخاوف إسبانيا من هجمات إرهابية محتملة على البلاد، فقد أرسل تنظيم القاعدة فى المغرب العربى اليوم تهديدا فى تسجيل فيديو لإسبانيا بإحداث تفجيرات جديدة بمدريد، وهذا التسجيل يظهر فيه صور لأعمال إرهابية، ولأعضاء فى جماعة تدعى "خطيبة" التى توجد فى مالى وفى مدينة مليلية الإسبانية، ويدعو فيه زعيم الجماعة بمليلية الإسبانى أبو النور الأندلسى المسلمين فى إسبانيا للانضمام إليهم والعمل معهم، ويقول فى تسجيل الفيديو استمر 13 دقيقة "اليوم ستكونون فى أرضنا نحن، فى أرض الإسلام، وسنأخذ جميع أراضى نابولى وروما ومدريد، وستكون هناك تفجيرات فى كل مكان فيها بإذن الله"، مضيفا "رسالتنا إلى إخواننا المسلمين فى إسبانيا وخاصة مليلية للتحرك حيث يوجد الكفاح، فنحن بحاجة إلى إخواننا المسلمين ومساعدتنا للقتال، الله أكبر".
وهذه التهديدات مشابهة إلى حد كبير للتهديدات التى أرسلها تنظيم داعش لإسبانيا فى سبتمبر الماضى، والذى يحتوى على أنه "فى غضون 5 سنوات إسبانيا، ستكون الأندلس من جديد، كما أرسلت الكثير من الصور وتسجيلات فيديو. ودعا داعش فى رسالته المسلمين فى إسبانيا وخاصة فى مدينة مليلية للانضمام إليه، والتوجه إلى أى مكان يوجد فيه عناصر التنظيم للقتال معه، مضيفا "نحن بحاجة إلى مساعدة إخواننا المسلمين الذين يأتون للقتال، ويلتقطون أسلحتهم وترك العمل الذى يعملون به للانضمام إلينا، فنحن نحتاج لتعاونكم..وننتظر منكم الرد..الله أكبر".
خطط إنشاء الخلافة بإسبانيا
وأكد التنظيم أن لديه خطط إنشاء الخلافة العظمى فى إسبانيا، كما أن لديه خطة لتحرير السجناء فى إسبانيا، ولكن لم يتم تحديد هذه الخطة حتى الآن، وهذا هو الدليل الأول الذى يمكن من خلاله إثبات أن إسبانيا المحطة التالية فى هجمات داعش فى أوروبا.
وقال وزير الدولة لشئون الأمن فرانسيسكو مارتينيز، إن التهديد "قويا بشكل خاص" فى حالة اسبانيا، وكان ذلك فى يوينو الماضى، واعلن وزير الداخلية الاسبانى خورخى فيرنانديز دياز عقد لجنة تقييم التهديد الارهابى فى اسبانيا بعد موجة الهجمات التى تعرضت لها باريس ،وهذا يثبت أن إسبانيا تشعر بالقلق وتتزايد مخاوفها من تعرضها لهجمات إرهابية.
كما أنه فى وقت سابق ،اعتقلت السلطات الإسبانية شخصين يشتبه فى أنهما بعثا باسم التنظيم الإرهابى داعش رسالة إلى مقر الحزب الشعبى الحاكم فى إسبانيا، يهددان فيها بوضع قنابل بمدريد وبرشلونة، والمتهمين تتراوح أعمارهم بين 41 و34 عاما.
وكان وزير الداخلية أعلن من قبل ارتفاع انضمام إسبان إلى داعش، ووجود عدد من الإرهابيين فى البلاد، مؤكدا أن وجودهم يمثل أكبر خطر على أمن البلاد، وأفادت تقديرات السلطات الإسبانية، أن عدد مواطنيها الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش فى سوريا والعراق، يقدر بـ 116 شخصا، عاد منهم 16 شخصا إلى إسبانيا.
وتعتبر كتالونيا من أكثر الأماكن التى تثير قلق الحكومة الإسبانية، حيث يتمركز بها عدد من المتطرفين، حيث وجد مؤخرا فى مدخل منزل أحدهم ملصق يظهر عليه شعار داعش والتعبير "كتالونيا للمسلمين".
وعززت إسبانيا من وجود الخبراء فى مكافحة الإرهاب، وكان رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى أكد "نحن فى حاجة إلى تعزيز التدابير الأمنية"، وفى خطاب له فى مدريد بعد تفجيرات باريس، قال راخوى عن الإرهابيين إنهم "يمكنهم أن يلحقوا بنا ضررا لكنهم لن يمكنهم أن يهزموننا".
وكانت أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية عن اعتقال 7 أشخاص فى إسبانيا والمغرب فى إطار تحقيق حول تجنيد نساء لإرسالهن إلى سوريا والعراق للانضمام الى تنظيم داعش، وارتفع عدد المعتقلين فى إسبانيا بتهمة الانضمام لداعش. وأعلنت مستوى التأهب الرابع ويشمل مراقبة متزايد للبنية التحتية الحيوية مثل المطارات ومحطات الطاقة النووية والمواسم وتفعيل جميع قوات الأمن المشتركة فى الوقاية والبحوث والمعلومات لمكافحة الإرهاب".
ويذكر أن السلطات الإسبانية ألقت القبض هذا العام على 63 تكفيريا، وهو أكبر عدد من الإرهابيين يتم القبض عليهم.