أعلن المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، تأسيس الشركة المصرية اللبنانية للتجارة والاستثمار فى أفريقيا، والتى تم عقد أول اجتماع لمجلس إدارتها بالأمس بحضور جميع الشركات المساهمة سواء من مصر أو لبنان، لافتاً إلى أن هذه الشركة تعد أحد ركائز مبادرة "مصر – لبنان إلى أفريقيا" والتى تم الإعلان عنها مؤخراً خلال زيارته لبيروت.
وقال الوزير، إن تدشين هذه الشركة سيسهم فى الاستفادة من التواجد اللبنانى المميز فى القارة الأفريقية للترويج للصادرات المصرية فى مختلف أسواق دول القارة السمراء خاصة فى ظل الدعم الكبير من قيادات البلدين، وعـلى رأسهـم الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء اللبنانى تمام سلام؛ لتشجيع التعاون التجارى والاستثمارى المشترك بين مصر ولبنان خلال المرحلة المقبلة ليس فقط على المستوى الثنائى ولكن لدخول أسواق أخرى وبصفة خاصة السوق الإفريقى.
وأضاف خلال كلمته فى افتتاح ملتقى الأعمال المصرى اللبنانى للتعاون فى أفريقيا والذى شارك فيه 200 من كبار رجال الأعمال فى البلدين إلى جانب علياء عباس نائب وزير الاقتصاد والتجارة اللبنانى والدكتور/ محمد بدرالدين زايد ـ سفير مصر فى لبنان عباس فواز - رئيس المجلس القارى اللبنانى الأفريقى والوزير مفوض تجارى على الليثى رئيس جهاز التمثيل التجارى .
وأشار الوزير إلى أن مبادرة "مصر – لبنان إلى أفريقيا" تمثل نواة للتعاون الاقتصادى العربى الأفريقى القائم على تحقيق التكامل المصرى اللبنانى لزيادة معدلات تصدير المنتجات المصرية إلى افريقيا خاصة فى قطاعات مواد البناء والملابس والمفروشات المنزلية والصناعات الهندسية والصناعات الغذائية والدواء، لافتاً إلى أهمية دور مجتمع الأعمال فى البلدين وكذلك المجلس القارى اللبنانى الافريقى فى وضع الرؤى وخطة العمل الخاصة بالمبادرة خاصة وانه سيتم قياس مدى نجاح المبادرة، بما سيتم تحقيقه من أرقام تعكس تنمية الصادرات فى دول القارة الأفريقية، وتعكس أيضا فى مراحل لاحقة مشروعات استثمارية مصرية لبنانية مشتركة فى دول القارة.
وأوضح قابيل أن استضافة مصر للملتقى الأول لرجال الأعمال يأتى فى إطار حرصها على تعزيز علاقتها المشتركة مع لبنان، خاصة فى ظل الدعم الشخصى الذى أبداه السيد رئيس الجمهورية لمبادرة "مصر – لبنان إلى أفريقيا"، حيث حرص على مناقشة كافة جوانب المبادرة والتأكيد على تقديم كافة انواع الدعم اللازم لإنجاحها، لافتاً إلى أن انعقاد هذا الملتقى خلال هذه المرحلة المليئة بالتحديات فى محيطنا العربى والأفريقى يؤكد أهمية التوصل إلى نتائج إيجابية لدفع هذا التعاون إلى آفاق أرحب، لافتا إلى أن هناك استراتيجية لتسهم الصناعة المصرية فى الناتج القومى بـ21% فى حلول عام 2020 والذى يقدر حاليا بـ320 مليار دولار.
وأشار الوزير إلى أن تنامى نسبة مساهمة الصناعة المصرية فى الناتج القومى الإجمالى يمكن أن يحول مصر إلى مركز للتصنيع من أجل التصدير فى منطقة الشرق الأوسط إلى أكثر من 1.6 مليار نسمة فى الدول التى ترتبط مصر معها باتفاقات تجارة تفضيلية ومنها دول القارة الأفريقية، بالإضافة إلى الدور الذى يمكن أن يلعبه مشروع ازدواج قناة السويس التى يمر بها حوالى 8% من تجارة العالم والمشروعات اللوجستية المرتبطة بها التى تنفذها الحكومة الآن فى تيسير نفاذ المنتجات المصرية إلى دول العالم ولا سيما أفريقيا.
ولفت إلى أنه يتابع ما يقوم به الجانبان المصرى واللبنانى فى إطار هذه المبادرة من مشروعات بدأت بالفعل وشملت تصميم مصرى لبنانى لمنتجات فى قطاع الملابس الجاهزة موجه للسوق الأفريقى، وتسجيل وتسويق عدد من الأدوية المصرية فى عدد من الدول الأفريقية، هذا فضلاً عن الاجتماعات المقرر عقدها أثناء هذه الزيارة بين عدد من كبار المقاولين اللبنانيين فى أفريقيا مع المصنعين المصريين فى قطاع مواد البناء فى مصر لإحلال الصادرات المصرية من هذا القطاع محل عدد من منتجات الدول المنافسة.
وفى هذا الإطار أشار قابيل إلى أن أساس النجاح فى هذه المبادرة هو العمل لتحقيق مكاسب لكافة الأطراف، وتقييم المكسب على المديين المتوسط والطويل وعدم قصره على المدى القصير، لأنها مبادرة تحتاج إلى العمل الجاد المنظم منذ اليوم الاول واتباع سياسة "النفس الطويل" مع أهمية تحقيق نتائج سريعة على الأرض لتشجيع مزيد من رجال الأعمال من الجانبين للانضمام والمشاركة.
وأوضح الوزير أنه سيتم تنظيم زيارات للوفد اللبنانى لعدد من المناطق الصناعية ومنها العاشر من رمضان والعبور والسادس من أكتوبر والإسكندرية وذلك للوقوف على آخر ما وصلت اليه الصناعة فى أهم القطاعات التصديرية خاصة القطاعات الصناعية موضع اهتمام رجال الأعمال اللبنانيين المتواجدين فى دول القارة، وهى نفس القطاعات التى تغطى نسبة كبيرة من اجمالى الصادرات المصرية لدول القارة، هذا فضلاً عن الاتفاق على تنظيم عدد من البعثات التجارية المشتركة والتى ستضم رجال أعمال من كلا الجانبين بدءا من شهر يوليو المقبل إلى كل من ساحل العاج والكونغو.
بدوره، قال محمد بدر الدين، سفير مصر فى لبنان، إن حجم التبادل التجارى بين مصر ولبنان وصل إلى مليار دولار لكنه انخفض خلال السنوات الأخيرة وهناك مساع حاليا لإعادة الوضع كما كان بل وزيادته، والاستثمارات اللبنانية فى مصر تبلغ 4 مليارات دولار وقابلة للزيادة.
وأضاف خلال فعاليات المنتدى المصرى اللبنانى، للإعلان عن تأسيس شركة مصر لبنان إلى أفريقيا، أن هناك إمكانيات لخلق شراكة حقيقة بين رجال الأعمال المصريين واللبنانيين للتواجد بقوة فى السوق الأفريقى ونتوقع نجاحها لحرص رجال البلدين لإنجاح هذه الشراكة وكذلك التفهم الكبير بين الطرفين.
وتابع سفير مصر فى لبنان، أنه لابد أن تلى بعثة رجال الأعمال اللبنانيين وزيارتهم للمصانع المصرية بعثة أخرى مشتركة بين رجال الأعمال المصريين واللبنانيين إلى أفريقيا.
من جانبه، قالت علياء عباس، نائب وزير الاقتصاد اللبنانى، إن رجال الأعمال المصريين واللبنانيين ينتظرون تأسيس شركة مصر لبنان إلى أفريقيا وتفعيل العلاقات المصرية اللبنانية جزء هام من استراتيجية الدولة اللبنانية فى الفترة المقبلة، لافتة إلى أن هناك مساعى لزيادة التبادل التجارى بين مصر ولبنان.
وأضافت خلال فعاليات المنتدى المصرى اللبنانى، للإعلان عن تأسيس شركة مصر لبنان إلى أفريقيا، لابد من تعاون فى الصناعات التكاملية بين البلدين، حجم التبادل التجارى حاليا لا يعكس طموحات الطرفين لذلك لابد من الارتقاء بالعلاقة بين البلدين.
وأوضحت علياء عباس، أنه لابد من إزالة العراقيل بين تعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين لانها تنعكس بشكل سلبى على العلاقات الاقتصادية ولابد من العمل على تسهيل العلاقة التجارية وخلق تكامل ومشاركة الأسواق من خلال شراكة وليس منافسة، ولابد من آليات لتعزيز الجهود لتحسين التعاون فى المجالات الاقتصادية المختلفة.