وضع عدد من الرموز العربية، والإسلامية، المعنيين بالشأن الإسلامى، وفى مقدمتهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، روشتة عملية محددة المعالم، لمواجهة الفكر المتطرف، والغلو، والتشدد، والإرهاب، لوقف التكفير والتفجير، أدارها الكاتب السياسى أحمد المسلمانى، وحضرها الدكتور أحمد باهمام رئيس الهيئة العالمية للمساجد.
من جانبه اختتم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس بلقاء وفد الجالية المصرية بباريس، مؤكداً على أهميه دور المصريين المغتربين عن بلادهم فى توصيل الرسائل الصحيحة عن بلادهم وحضارتهم، مؤكدا أن أعضاء الجاليات لهم دور مهم فى تصحيح الصورة الخاطئة عن المسلمين والعرب والمصريين، وذلك من خلال معاملاتهم الطيبة وتصرفاتهم الحسنة مع جيرانهم وأصدقائهم بالخارج.
واستمع الإمام الأكبر إلى رؤية أعضاء الجالية حول متطلبات المرحلة الحالية وما يستطيع الأزهر الشريف تقديمه لهم، حضر اللقاء السفير إيهاب بدوى سفير مصر بباريس ووفد من أعضاء السفارة المصرية.
وخلال إدارته لندوة عن التطرف على هامش مؤتمر تعليم العربية فى الجامعات والمعاهد العالمية بالعاصمة الفرنسية باريس، أقامها معهد بن سينا للعلوم الإنسانية، وشهدت فعاليات افتتاح مراكز إسلامية، طالب الكاتب السياسى أحمد المسلمانى، بالتصدى لكل أشكال الارهاب والعنف، مشيراً إلى العداء الذى يحمله العنف والتطرف والإرهاب للإنسانية، مؤكداً على أن العنف والتطرف لا يعرفان الأديان، بل يكرهون التعايش والإنسانية جمعاء، ويعادون العالم بما فيه.
وأكد خلالها الدكتور أحمد بن سالم باهمام أمين عام الهيئة العالمية للمساجد، على دور خطب الحرمين الشريفين فى مواجهة الغلو والتطرف، مشيراً إلى مكانة الحرمين ودورها الريادى فى نشر التسامح والمحبة بين ملايين الحجاج والمعتمريين وكذا الموقف المسئول والمعالجة الحكيمة لمختلف الأحداث والقضايا الإرهابية التى أصابت الأمة والإنسانية، وكذلك تنوع مقاربات أئمة الحرمين وكذا المواضيع التى تبين وجه الحق وترفض شبهات التكفيريين والغلاة.
وأوصت الندوة فى بيانها الختامى، بضرورة الاستفادة من التجارب الرائدة والمراجعات الفكرية والتأصيلية التى قامت لبعض جماعات الغلو، واعتبار تجربة المملكة العربية السعودية فى المناصحة ومشاريع سكينة وبرنامج فطن ومشروع صواب الإماراتى.
وأكد المشاركون أن المراجعات المصرية نموذجا يمكن الاستفادة منه واعتباره أرضية العمل فى أوروبا لحماية الناشئة من الانحراف والإجرام والتطرف والغلو، داعين لعقد العديد من الندوات فى أوروبا الشرقية والبرازيل والدول الإسكندنافية والبرلمان الأوروبى يقوم ببيان ومشروع عمل لمكافحة التطرف والإرهاب فى أوروبا.
وطالب المجتمعون بالوفاء بالعهد واحترام العقود ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مكونات المجتمع الأوروبى ودعوة المسلمين إلى المشاركة الإيجابية والمواطنة الصالحة، والتأكيد على رفض كل أشكال التطرف والعنف اللفظى والمعنوى والمادى وضرورة التصدى لكل أشكال ومظاهر العنصرية والتمييز والعداء للسامية والإسلام.
ودعت الندوة إلى تحريم الإرهاب الإلكترونى ومتابعة الشركات التى تفتح هذه الصفحات، موجهين الشكر للسلطات المحلية لمدينة كليشى والسلطات الفرنسية عموماً، والجهات الداعمة والمساهمة والمنظمة لهذه الندوة الدولية وخاصة الهيئة العالمية للمساجد التابعة لرابطة العالم الإسلامى بمكة المكرمة والأمين العام الدكتور عبد الله عبد المحسن التركى على رعايته ومشاركته الجالية المسلمة حفل افتتاح المركز الإسلامى والمسجد الكبير بمدينة كليشى الضاحية الباريسية.
فيما أشاد الدكتور عبد بن صالح العبيد، بالتجارب العلمية فى مكافحة الغلو والتطرف مستشهداً بالعديد من الأفكار والطروحات وسياقات العمل والمنهج من خلال مركز الأمير محمد بن نايف لمكافحة الإرهاب، وبرنامج فطن الذى تبنته وزارة التربية والتعليم لحماية الناشئة من الانحراف والتطرف والغلو، من خلال الانتقال من المدرسة إلى الأسرة إلى الإعلام.
وأشار الشيخ عبد المجيد العمرى ممثلا لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى سكينة الرسالة والأهداف والتى لعب مشروع فى مواجهة التطرف والغلو وحماية الشباب عبر العالم الافتراضى، دحضاً للشبهات وبياناً للحق.
وقال الدكتور محمد البشارى مدير معهد بن سينا بباريس، ورئيس فيدرالية مسلمى فرنسا، إن المراجعات أمر مهم يجب الانتباه له، وله أهمية يجب الاستفادة منها، مشيراً إلى دور ورسالة الأئمة والمساجد وكذا إعادة النظر فى برامج المرشدين.
كما أكد على أن الدواعش ليسوا من رواد المساجد، بل نتاج العالم الافتراضى والشبكات العنكبوتية، مطالباً بتجريم الإرهاب الالكترونى وملاحقة الشركات التى تفتح صفحات لهؤلاء الإرهابيين - وتكوين الأئمة وفق مقاربة تجمع بين فقه.