فنانات جسدن دور الأم على الشاشة.. فردوس محمد الحنونة دائمًا.. آمال زايد خلدت الست أمينة.. ماما كريمة أم الملايين.. عبلة كامل رمز الأمومة الشعبية.. وماري منيب ونعيمة الصغير الحموات المبدعات.. صور

دائمًا يعبر الفن عن الواقع وشخوصه ويقدم نماذج إنسانية نراها تقترب فى أحيان كثيرة من الشخصيات التى نقابلها ونتعامل معها، يعكس صورة للحياة والبشر ويقدمها فى قالب فنى يستلهم صفات الناس وطبائعهم وتفاصيل حياتهم واختلافاتهم. ولأن الأم التى نحتفل بعيدها خلال شهر مارس نموذج إنسانى ثرى بالمشاعر والحكايات والصفات كان الفن دائما وعلى مدار تاريخه يقدم صورا مختلفة للأم من خلال السينما والدراما والمسرح، فترى شخصية الأم حاضرة فى معظم الأعمال الفنية تحاكى اختلافات الواقع، ما بين الأم البسيطة والارستقراطية ، الضعيفة وقوية الشخصية، الحنونة والصبورة والمغلوبة على أمرها والمتسلطة، الساذجة والذكية، مكسورة الجناح ومسلوبة الإرادة والمثابرة العنيدة، مئات النماذج التى جسدها الفن لشخصية الأم وقدمتها الفنانات بطرق مختلفة. وكان دور الأم ومازال مهمًا في السينما والدراما والمسرح كما هو فى الحياة، يمنح الفرصة لإظهار مدى قوة الفنانة وقدراتها الفنية فى الإبداع والتعبير عن هذه الشخصية الثرية ووضع بصمتها الخاصة على هذا الدور، وعلى مدار التاريخ الفنى جسدت دور الأم مئات بل ألاف الفنانات، اختلفن فى السن والصفات والطريقة التى قدمن بها هذا الدور، واشتهرت العديد من الفنانات بأداء دور الأم وجسدنه فى العديد من الأعمال، وكان لكل منهن بصمتها المميزة فى تجسيد هذا الدور عن غيرها من الفنانات، بل اختلفت كل منهن فى كل دور قامت به لتعبر عن صورة مختلفة للأم . وفى هذا التقرير نعرض أهم صور الأم التى قدمها الفن وأهم الفنانات اللاتى جسدن هذا الدور وكيف عبرت كل منهن فى كل دور عن شخصية مختلفة للأم. فردوس محمد الحنونة دائمًا كانت الفنانة فردوس محمد من أشهر وأصدق الفنانات اللاتى جسدن دور الأم على الشاشة، فكانت خير دليل على أن فاقد الشيء يستطيع أن يعطيه بحب وحنان يشهد به الجميع، ولا يتخيل أحد أن هذه الفنانة التى كانت خير مثال للأم على الشاشة وبين زملائها الفنانين لم تشعر يوما بحنان الأم. وقدمت فردوس محمد دور الأم في معظم أعمالها، وكانت تظهر بدور أم لفنانين أكبر منها سنا، مثلما حدث في فيلم "فاطمة" مع كوكب الشرق أم كلثوم. وجعلها تكوينها الجسماني ودفء مشاعرها وحضورها المميز، من أهم النجمات اللاتي جسدن دور الأم، ربما بسبب ماعانته فى طفولتها وطوال حياتها. ولدت فردوس محمد عام 1906 وعانت اليتم في سن 3 سنوات حيث فقدت والديها وتولت أسرة من أقاربها رعايتها، وألتحقت بالمدرسة حتى سن 12 عاما وأجادت القراءة والكتابة ولكن توفيرا للنفقات لم تكمل الطفلة اليتيمة تعليمها وظلت فى بيت الأسرة التى ترعاها تخرج معها كل اسبوع إلى أحد المسارح حتى عشقت الفن، وكانت تقلد ما تراه من تمثيل. وقبل أن تكمل فردوس محمد سن 14 عاما زوجتها الأسرة التى تقيم معها من شاب تقدم لها، وعاشت معه 5 سنوات لم تنجب خلالها وأساء زوجها معاملتها حتى طلقها وهى فى سن 19 عاما، وبعد طلاقها عرضت عليها زوجة جارها الذى يعمل فى فرقة عكاشة المسرحية أن تعمل بالفرقة، ورحبت الفتاة بهذا العرض الذى يوافق موهبتها وحبها للفن، وبدأت العمل فى الفرقة بمرتب 3 جنيهات، وتألقت فى أدوارها وحققت نجاحا كبيراً على المسرح. وفى السينما اختارها المخرج محمد كريم لتقوم بدور الأم فى فيلم يوم سعيد بطولة محمد عبدالوهاب عام 1940 وكانت أما لفاتن حمامة الطفلة وقتها، ومن يومها كانت دائما الاختيار الأول لكل مخرج يبحث عن فنانة تجيد دور الأم، حتى أنها قامت بدور والدة أم كلثوم فى فيلم فاطمة رغم تقارب السن بينهما. وتميزت فردوس محمد فى أدوار الأم الحنونة الصابرة البسيطة، ومنها أدوارها فى فيلم حميدو والأخ الكبير، وسيدة القصر وسفير جهنم ، وصراع فى الميناء، رد قلبى ، وغيرها، وكانت أماً حقيقية لكل الفنانين والفنانات يبوحون لها بأسرارهم وتحظى بينهم بمكانة كبيرة، وحظيت بمكانة كبيرة لدى الفنانة فاتن حمامة التى جمعتها بها صلة قوية منذ طفولتها وكانت تبوح لها بكل أسرارها فتبكى فردوس محمد إذا رأتها حزينة وتنصحها بما تنصح به الأم ابنتها، وكانت تجود بمعظم ما تحصل عليه من اجر على المحتاجين من العمال وصغار الفنانين. وبلغت مكانة فردوس محمد بين أهل الفن أن نقابة الممثلين كرمتها فى أول احتفال بعيد الأم وتسلمت التكريم وهى لا تتمالك دموعها وسط تصفيق جميع الفنانين. أصيبت فردوس محمد بمرض السرطان وأحاطها كل أبنائها وزملائها فى الوسط الفنى بمشاعر الحب حتى وفاتها بعد أن ملأت النيا بمشاعر الحب والحنان والامومة وأثبتت أن فاقد الشئ يعطيه بغزارة، ولقبت بأم السينما المصرية. أمينة رزق أم الأجيال تميزت الفنانة الكبيرة أمينة رزق فى أدوار الأم، بالرغم من أنها لم تتزوج ولم تنجب، إلا أنها كانت علامة ورمزًا للأمومة على الشاشة، فلا يذكر دور الأم إلا وذكرت الفنان الكبيرة التى كانت فى عام 1924 أحد الوجوه الجديدة التى اكتشفها مسرح رمسيس، وكان أول دور مثلته على هذا المسرح هو دور الصبى الكسيح فى مسرحية راسبوتين. وتعد أمينة رزق واحدة من الفنانات التى برعت فى الأدوار التراجيدية، واشتهرت بدور المرأة الحزينة والمغلوبة على أمرها والمضحية من أجل أبنائها، ورغم ذلك تنوعت فى هذه الأدوار ولم تقدم صورة واحدة للأم، كما جسدت دور الأم بين أجيال مختلفة فكانت أما لنعيمة عاكف فى فيلم 4 بنات وضابط وجسدت دور الأم الارستقراطية، وقدمت دور أم فاتن حمامة الأم الفلاحة فى فيلم دعاء الكروان، والأم الصابرة فى فيلم بداية ونهاية، والتوت والنبوت، وبركة أم عادل إمام في فيلم المولد، وأصيلة أم الأولاد في فيلم العار، وتفيده أم فاطمه في فيلم الأنس والجن، وحليمة السعدية في فيلم الشيماء، وعائشة أم أحمد عاصم في فيلم الشموع السوداء، وسامية هانم والدة ماجدة في فيلم أين عمري وبهية أم محمود عبدالعزيز في مسلسل البشاير وعلوية هانم في مسرحية أنها حقا عائلة محترمة، وغيرها مئات الأدوار التى أتقنتها أمينة رزق على اختلافها. وفى حوار لنا مع الفنان الكبير سمير صبرى تحدث عن علاقته بالفنانة القديرة أمينة رزق قائلا: "كانت تقول لى أنت ابنى وكنت أناديها ماما أمينة. وتحدث عن دقتها وحرصها على أصغر التفاصيل عند أداء أدوارها، قائلاً : «سألتنى ونحن فى السيارة متجهين لتصوير فيلم «دموع صاحبة الجلالة» الذى قامت فيه بدور والدتى: «هو جوزى اللى هو أبوك فى الفيلم مفروض توفى من كام سنة ياسمير؟ فسألتها بتسألى ليه يا ماما أمينة؟ فأجابت بأن عدد هذه السنوات سيفرق معها فى لفة الإيشارب، وإذا كان مات حديثا يقترب الإيشارب من الحاجب، ويبتعد للوراء كلما مرت سنوات أطول»، وهكذا كانت الفنانة الكبيرة تدقق فى كل التافصيل لتخلد أدوار الأم التى قدمتها، كما كانت أماً لكل الفنانين من أجيال مختلفة. ماما كريمة مختار من أبرع وأشهر الفنانات اللاتى قدمن أدوار الأم ، حتى وهى فى سن صغيرة وقبل أن تنجب، ورغم أنها أجادت هذه الدور وقدمته فى عشرات الأعمال إلا أنها كانت تضع بصمة مختلفة فى كل شخصية تؤديها، وإن اتسم أغلبها بصورة الأم البسيطة الساذجة، كما أبدعت سواء كانت الأدوار كوميدية أو تراجيدية. فهى الأم الحزينة التى تعانى من عقوق ابنها فى فيلم وبالوالدين إحسانا، وهى الأم وربة الأسرة المتوسطة التى عبرت عن كل صفات ومشكلات وحياة الأسرة المصرية فى فيلم الحفيد، وهى الام المكافحة التى تربى أبنائها وتقاوم الظلم فى مسلسل أصيلة، وهى الأم الساذجة المشغولة بالبيت دائماً فى مسرحية العيال كبرت، وهى أم موسى نبى الله فى مسلسل محمد رسول الله ، وهى الأم الفقيرة التقية فى فيلم الفرح، وهى ماما نونة التى دخلت قلوب الملايين فى مسلسل حمادة عزو، وغيرها مئات الأدوار التى عبرت فيها الفنانة كريمة مختار خير تعبير عن الأم مهما كان حجم الدور، ويكفى أن تشاهد مشاهدها القليلة فى فيلم ساعة ونص لتعرف مدى إبداع الفنانة الكبيرة وقدرتها الغير محدودة فى تجسيد شخصية الأم، وعباراتها التى أصبحت أيقونة يستخدمها الجميع" احنا متشعبطين فى رضا ربنا، احمينا ياارب" وغيرها من عبارات يحفظها الجمهور. وفى حوار أجريناه مع الفنانة الكبيرة كريمة مختار قبل وفاتها قالت :"اعتدت منذ بداياتى فى التمثيل على أداء دور الأم حتى وأنا صغيرة، وقبل أن أصبح أما حقيقية وكل هذه الأدوار كانت قريبة منى ونجحت نجاحا كبيرا وأعتز بها جميعا" وتابعت :"بدأت حياتى الفنية قبل أن أصبح أمًا حقيقية بدور أم فى مسلسل "الجنة العذراء" وحقق نجاحًا كبيرًا، كنت أقوم فيه بدور فتاة صغيرة بنت كلاف تزوجها ابن صاحب العزبة، ثم أنكر زواجه منها وعانت معاناة شديدة بعد إنجابها، وطردها أهل قريتها، ونلت جائزة عن هذا العمل، وبعدها انهالت على العروض لأداء دور الأم، وأصبحت أعشق هذا الدور وأشعر أننى لا أمثل وأنا أؤديه فأنا ضد من يقولون إن هذا يحصرنى فى دور واحد؛ لأن كل دور منهم يختلف عن الآخر وقصة كل أم تختلف عن الأخرى. وأكدت ماما كريمة أن من أفضل الأعمال التى تفخر بها دور أم موسى عليه السلام فى مسلسل محمد رسول الله، لأن الأزهر عندما تم عرض السيناريو وأسماء الفنانين عليه قبل بدء العمل وافق على اسمها، وكانت أول مرة يسمح فيها بتجسيد شخصية أم نبى، وبعد عرض المسلسل قام الأزهر بتكريمها فى احتفال كبير. دولت وعلوية للأمومة مشاعر أخرى لم يقتصر تقديم شخصية الأم فى الأعمال الفنية على الصورة النمطية للأم الحنون الطيبة، بل قدمت السينما صوراً أخرى للأم المتسلطة ذات الشخصية القوية الحازمة والتى تغلب قسوتها على حنانها. وكانت الفنانة الكبيرة دولت أبيض من أبرع الفنانات اللاتى قدمن هذا الدور ، فالفنانة الكبيرة هى إحدى رائدات المسرح وحققت نجاحات كبيرة فى أدوارها المسرحية والتاريخية التى جسدت فيها أدوار الملكة أو الاميرة والحاكمة المتسلطة، و بدأت مشوارها السينمائى فى الثلاثينات بفيلم زينب ، ثم اختارها المخرج محمد كريم لأداء دور زوجة الأب المتسلطة فى فيلم الوردة البيضاء سنة 1932، ولبراعتها فى تجسيد الدور ، حصرها المخرجون فى أداء شخصية الأم القاسية والارستقراطية، وكان من اشهر أدوارها، دور أم ندا فى فيلم المراهقات ، لتبدع فى دور الأم القاسية الرجعية التى تفرق فى المعاملة بين الابنة والابن ، وتقهر مشاعر ابنتها وتقسو عليها، ورغم ذلك أجادت الفنانة الكبيرة دور الأم والجدة الحنونة فى فيلم امبراطورية ميم. ومن بين الفنانات اللاتى برعن أيضا فى تقديم ادوار الأم القاسية المستبدة التى تفرض رغبتها على أبنائها الفنانة الكبيرة علوية جميل ، ومن بين هذه الأدوار دورها في فيلم التلميذة، وليلى بنت الأغنياء والحبيب المجهول وفى العديد من الأدوار ، ورغم ذلك أجادت علوية جميل فى دور الأم التى تضحى من أجل أسرتها وأبنائها فى فيلم الأم القاتلة التى تتورط فى جريمة قتل راقصة تحاول هدم أسرتها. مارى ونعيمة الحموات المبدعات ومن بين الفنانات اللاتى أبدعن فى أدوار الأم خفيفة الظل التى تحب أبنائها لدرجة كبيرة تجعلها حماة مثيرة للمشاكل الفنانة الكبيرة مارى منيب التى كانت ولاتزال علامة كبيرة من علامات السينما ورمزاً للحماة المصرية ، ومن شدة اتقانها لهذا الدور صنعت لها أدوار وأفلام تحمل اسم الحماة مثل الحموات الفاتنات وحماتى قنبلة ذرية، وأبدعت فى العديد من المشاهد التى أصبحت من كلاسيكيات السينما والفن، ورغم المقالب والمشاكل التى كانت تثيرها مارى منيب كحماة إلا أن الجمهور أجمع على حبها وكانت أشهر حماة فى السينما المصرية وفى الفن، وصعبت المهمة على الأجيال التالية. ولكن استطاعت الفنانة نعيمة الصغير أن تبدع أيضا فى دور الحماة وأن تضع بصمتها الخاصة على هذا الدور بقدراتها الفنية وخفة ظلها وقربها من الناس ومن أشهر ادوارها فيلم الشقة من حق الزوجة، وفيلم كراكون فى الشارع. هدى سلطان الأم الوتد من أهم الفنانات اللاتى استطعن أن يتحولن من أدوار الفتاة المحبة إلى أدوار الأم بصورة بارعة الفنانة الكبيرة هدى سلطان التى قدمت صورة مختلفة للأم القوية الحنونة التى تجمع بين الحزم والحنان والقدرة على تحمل المسئولية، وقدمت العديد من الأدوار الهامة ، ومنها أم حسن فى مسلسل أرابيسك، وفاطمة تعلبة فى مسلسل الوتد ، وغيرها من أدوار بدأتها فى السبعينات بفيلم عودة الابن الضال، وتنوعت فى هذه الأدوار ومنها لا ياابنتى العزيزة ، والليل واخره وحكايات الغريب، وجست شخصية أمينة فى ثلاثية نجيب محفوظ للتلفزيون، وأم العيال فى فيلم حكايات الغريب. أمال زايد الست أمينة من يبن الأيقونات اللاتى جسدن شخصية الأم البيسطة الساذجة المغلوبة على أمرها كانت الفنانة أمال زايد التى جسدت شخصية أمينة فى فيلم بين القصرين وقصر الشوق، فأبدعت وأصبحت علامة من علامات السينما والفن، كما برعت فى تجسيد شخصية أم فؤادة فى فيلم " شي من الخوف" وفى تجسيد الأم بشكل كوميدى فى فيلم " عفريت مراتى" عبلة كامل رمز الأمومة الشعبية بطريقتها الخاصة وموهبتها الفريدة استطاعت الفنانة الكبيرة عبلة كامل أن تخلق لنفسها طابعا خاصاً وبارعاً فى تجسيد أدوار الأم فتجعلك تشعر أنك رأيت هذا النموذج فى حياتك وتعاملت معه، فهى تشبه أمهات المناطق الشعبية والبسيطة والمتوسطة، تشعر أنها واحدة منهن فى طريقة كلامها وتصرفاتها وغضبها وفرحها ، وأصبحت كلماتها وتصرفاتها رمزاً للأمومة يقتبس منه الشباب ومن صورها صورة للأم الحقيقية ويستخدمونها على وسائل التواصل الاجتماعى، واستطاعت عبلة كامل أن تبدع حتى عندما تقوم بدور الأم لمن هم أكبر منها سناً ، فأبدعت فى دور فاطمة بمسلسل لن أعيش فى جلباب أبى وفيلم بلطية العايمة وجليلة فى مسلسل حديث الصباح والمساء، وأم اللمبى فى أفلامها مع محمد سعد، وعودة الندلة ، وسيد العاطفى ، وكلم ماما، ومسلسل سلسال الدم وغيرها. شادية وليلى وفاتن ولا تقتصر أدوار الأم على من تخصصن فى مثل هذه الأدوار، ولا على من تقدمت فى السن من الفنانات، بل وجدت الكثير من الفنانات فى أدوار الأم جوانب جديدة للإبداع وفرصة للنجاح فى مناطق وأدوار غير معتادة ، وهو ما حدث فى كل الأجيال الفنية. حيث قدمت فنانات الزمن الجميل أدوار الأم وهن فى سن الشباب ، ومنهن الفنانة الكبيرة شادية التى وإن كانت لم تنجب إلا أنها عبرت بشدة عن مشاعر الأم بالغناء والتمثيل فغنت سيد الحبايب ، ويانور عينيا ، وياختى عليه، أمى ، وجسدت دور الأم الصغيرة والأم كبيرة السن كما فعلت فى فيلم المراة المجهولة ، وبعدما كبرت جسدت دور الأم فى فيلم لا تسألنى من أنا. وكذلك الفنانة الكبيرة ليلى مراد التى جسدت دور الأم المتقدمة فى السن فى فيلم سيدة القطار ، وفاتن حمامة التى جسدت دور الأم فى فيلم النهر الخالد، وبعدما كبرت جسدته فى أفلام امبراطورية ميم ويوم حلو ويوم مر. نجلاء ويسرا وإلهام وليلى وكان دور الأم محور تحول وعلامة فارقة فى تاريخ العديد من نجمات الأجيال التالية، ومنهن الفنانة الجميلة نجلاء فتحى التى تمردت على أدوار الفتاة الرقيقة الجميلة وكان فيلم الجراج علامة وتحول كبير فى مسيرتها الفنية. كما قدمت النجمات إلهام شاهين ويسرا وليلى علوى أدوار الأم بصور مختلفة. فأبدعت إلهام شاهين فى العديد من الأدوار والقضايا التى عبرت عن الأم ، فجسدت دور الأم لفنانين يقتربون من عمرها، ومن أهم أدوارها فيلم ريجاتا، وخالى من الكولسترول، وفى الفيلمين قامت بدور أم لعمرو سعد وأشرف عبدالباقى، وفيلمها الأخير حظر تجول وفيه قامت بدور أم أمينة خليل، وفيلم خلطة فوزية. فيما قامت ليلى علوى بدور الأم فى فيلم بحب السيما ودور الأم والجدة فى مسلسل حديث الصباح والمساء، وأبدعت يسرا فى العديد من أدوار الأم ومنها فيلم كراكون فى الشارع، ومسلسلات أين قلبى، والحساب يجمع ، وحياة الجوهرى، وسرايا عابدين، وغيرها وهو ما يؤكد أن أدوار الأم فرصة ذهبية تظهر فيها مواهب وإمكانيات وقدرات الفنانات على اختلاف أعمارهم وصفاتهم وأدوارهم.