قال المهندس عادل ربوح نقيب مهندسى محافظة الوادى الجديد، إن المحافظة بدأت فى إنشاء أول مزرعة سمكية لاستغلال مياه برك الصرف الزراعى، على مساحة 25 فدانا فى واحة الداخلة، مشيرا إلى أن المشروع جاء ضمن توصيات نقابة المهندسين واللجنة التى شكلتها بعد طلب اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد، من المهندس طارق النبراوى النقيب العام للمهندسين، بمساعدة النقابة فى إيجاد حلول لاستثمار تلك الكميات الكبيرة من المياه.
وأضاف ربوح، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن المحافظة فى كل عام مع دخول فصل الشتاء تواجه ما يقرب من 15 مليون متر مكعب من المياه داخل برك الصرف الزراعى، مما يعرض الجسور الخاصة بالبرك لخطر الانهيار وتعرض المنازل والأراضى الزراعية للغرق، لافتا إلى أن النقابة شكلت فريق بحث ضم متخصصين من الرى والبحث العلمى والزراعة لمعانية البرك ومواقعها، وتحليل المياه.
وأشار إلى أن اللجنة أًصدرت عدة توصيات، من بينها استغلال تلك المياه فى واحتى الداخلة والفرافرة بعمل مزارع سمكية بدلا من تركها للبخر دون فائدة، بجانب إنشاء مزارع لغذاء السمك التى يتم استيرادها من الخارج، لافتا إلى أن المحافظة بدأت فى تنفيذ التوصية الأولى، بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية وإنشاء أول مزرعة سمكية على مياه برك الصرف الزراعى بمساحة 25 فدان بواحة الداخلة.
ولفت نقيب مهندسى الوادى الجديد، إلى أن النقابة تعمل خلال الفترة الجارية على إجراء دراسة علمية حول كيفية تصنيع منتجات النخيل، إذ تمتلك المحافظة حوالى 2 مليون نخلة، مشيرا إلى أنها فى كل عام تجلب حوالى 60 مليون جريدة نخل يتم إلقائها فى الخلاء، وتتسبب فى حرائق فى بعض الأوقات، موضحا أن ذلك بهدف إقامة صناعة متكاملة، مضيفا: "ما يتم حاليا فقط هو جمع البلح وبيعه كما هو، رغم أن هناك صناعات كثيرة يمكن إقامتها اعتمادا على جريد النخل، كالصناعات الخشبية، بحيث تكون المحافظة منبع لصناعات الأخشاب على الجريد، مما يعزز من فرص العمل للمهندسين".
وتابع المهندس عادل ربوح: "لدينا العديد من المشروعات بالمحافظة، حيث تضم المحافظة واحدا من أكبر مناجم الفوسفات فى الشرق الأوسط، "منجم فوسفات أبو طرطور"، والذى حتى الآن لم تدخل الدولة فى صناعة هذا الفوسفات واستثماره، كما أن لدينا أكبر محاجر الحجر الجيرى والطفلة التى تستخدم فى صناعة الأسمنت، والمصنع الذى كنا نعتمد عليه فى تلك الصناعات، مازال مغلقا منذ ما يقرب من 15 عام، دون بديل، كما أن المحافظة تمتاز بأكبر عدد سطوع للشمس على مستوى الجمهورية، والذى يمكنها من إنشاء محطة كبيرة لتوليد الكهرباء، وبيعها لإفريقيا أو أوروبا والحصول على جزء منها لصالح الاستخدام المحلى".
أما عن مشاكل مهندسى المحافظات النائية، فقال ربوح: "أبرز مشاكلهم هى قلة فرص العمل، حيث تهتم الدولة بالمحافظات القريبة من العاصمة، لكننا فى حاجة إلى تغيير تلك السياسات، فإذا كانت الدولة تريد وقف التعيينات فلابد ألا يكون القرار على العموم، حيث تعانى الإدارات الهندسية بالوادى الجديد من عجز شديد بالمهندسين، حتى أن المستشفيات والإدارات الصحية التى بها أجهزة تقرب من 100 مليون جنيه، لا يوجد مهندس واحد معنى بصيانة أجهزتها، ورغم ندرة ذلك التخصص نجد أن الخريجين لا يجدون فرص عمل على الأقل بعقود لاستثمارهم فى مجالاتهم، وترشيدا لنفقات الدولة فى شراء أجهزه جديدة".
وطالب نقيب مهندسى الوادى الجديد، بتشجيع الاستثمارات فى المناطق النائية، نظير توفير فرص عمل لشباب الخريجين، موضحا أن 1100 مهندس مقيدين بالنقابة الفرعية، من بينهم 300 مهندس عاطلين عن العمل، بجانب أن نسبة كبيرة من الأعضاء على المعاش.
واستطرد: "النقابة تعمل حاليا من خلال شعبة عمارة، على دراسة كيفية الاستفادة من العمارة الخاصة بالمهندس حسن فتحى، بواحة باريس، وتطوير المبانى القائمة والتى تضم محطة حافلات وعدد 2 مبنى سكنى وسوق ومدرسة حرفية، بجانب تصميم المشروع بمبانى تنسجم وتتوافق مع المبانى الأصلية والبيئة المحيطة ليصبح مشروع متكامل لتدريس الفنون والعمارة البيئية لكل من الحرفيين والفنيين والمهندسين فى مرحلة الدراسات العليا بالجامعات المصرية، وليكون مزار سياحى ذو عائد اقتصادى يضمن استمراره ويوفر كافة الخدمات اللازمة من وسائل معيشة وإقامة".