نقلا عن العدد اليومى..
من يُرد أن يعرف كيف كانت العشوائيات وخطورتها يمكنه ببساطة أن يراجع فيديوهات، وبرامج، وتحقيقات، ومقالات كثيرة خلال السنوات العشرة أو العشرين الأخيرة، ليعرف حجم المأساة التى يعيشها مئات الآلاف من المواطنين، ويرى بنفسه حجم ما كان ينقل من صور وفيديوهات تثير الرعب والتعاطف، خاصة الموضوعات التى تم نشرها وعرضها عن أحوال سكان المناطق الخطرة بالدويقة، وعزبة خير الله، وبطن البقر، وغيرها من المناطق التى يتكدس فيها المواطنون بأعداد ضخمة، ومن دون أى خدمات أو مرافق. ومن يراجع هذه الصور والبرامج سيعرف حجم ما تحقق من تحول نوعى وإنسانى واجتماعى، حيث يتم نقل السكان من هذه المناطق الخطرة إلى حى الأسمرات بمراحله الثلاث، وما تحقق وشكل العمل الذى تم تقديمه، وعدم الاكتفاء بالمبانى، وإنما بناء مجتمعات كاملة، ومدارس، وحدائق، ومجمعات تجارية، وأفران، ومراكز طبية.
كانت كل هذه التحولات مطالب من السياسيين والمجتمع. اليوم ما يتم فى هذه المناطق عمل صعب وحقيقى ويراعى البعد الإنسانى، ليس مجرد نقل، لكن مجتمعات كاملة.
هذه هى ملامح مشروع الأسمرات الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس بمرحلتيه الأولى والثانية، ويتم العمل فى المرحلة الثالثة. ونتذكر قول الرئيس بأن الدولة تنوى نقل أكثر من 800 ألف مواطن من المناطق الخطرة إلى مجتمعات حديثة ومتطورة. المشروع بحى المقطم، سيتم نقل سُكان المناطق الخطرة بمناطق «الدويقة بحى منشأة ناصر، وعزبة خير الله، وبطن البقرة بحيى مصر القديمة ودار السلام»، وقبلها تم نقل عدد كبير منهم من منازل إلى مدينة السادس من أكتوبر، حيث تسلمت 1200 أسرة، الدُفعة الأولى، عقود الوحدات الجديدة.
المرحلة الأولى من مشروع الأسمرات على مساحة 65 فدانا، تضم حوالى 6258 وحدة سكنية، بتكلفة 850 مليون جنيه بتمويل المحافظة وصندوق تطوير العشوائيات. والمرحلة الثانية بتمويل من صندوق «تحيا مصر»، على مساحة 61 فدانا، وتضم حوالى 4722 وحدة سكنية، بخلاف المبانى الخدمية والمرافق. والمرحلة الثالثة والجديدة «الأسمرات 3» على مساحة 62 فدانا، بإجمالى عدد وحدات 7440 بتكلفة متوقعة 950 مليون جنيه قابلة للزيادة.
والمشروع كما نقول ليس مجرد نقل سكان، لكن هناك مدرسة ثانوية للتعليم الصناعى، وعدد من الملاعب المفتوحة، والحدائق، وسوق تجارى، وساحات انتظار للسيارات. والمشروع بمراحله الثلاث يتضمن مجمع مدارس لمراحل التعليم، ودور حضانة، ومراكز طبية، ووحدة صحية، ومركز رياضى، وملاعب مكشوفة، ووحدات شرطة، ومطافئ، وإسعاف، وبريد، بجانب إقامة أسواق حضارية، ومخابز، ومركز تدريب وصيانة، فضلاً عن إنشاء مسرح كبير بين مراحل المشروع الثلاث.
الأمر المهم هنا أن على الحكومة فرض النظام، ومنع ظهور أى عشوائيات، ومنع أى أشخاص أو جهات من التحكم فى الخدمات، وهذا هو دور الحكومة، حتى يمكن توفير الجو الحضارى والإنسانى، والحفاظ على أحد أهم مشروعات ومنجزات الدولة خلال عقود.
لقد كانت هناك أفلام وموضوعات وفيديوهات تشرح المشكلة، وكان هناك كلام عن التطوير، فقط خلال شهور كان التحرك والبدء فى بناء المجتمع، وتحقيق العدالة الاجتماعية بمفهوم الحديث. نحن هنا نتحدث عن مليارات، وليس الأمر فى المال لكنه فى فتح مجتمعات، وعدم تركها مجرد مساكن، وهو ما يعيد توفير الأجواء المحترمة، ويشكل نواة لمجتمعات وأحياء مثلت دائما مناطق بشرية.