يستعد عدد من المستثمرين فى البورصة حاليا، لاستقبال شهر رمضان، بزيادة استثماراتهم فى عدد من الأسهم التى عادة ما تشهد نشاطًا ملحوظًا خلال مواسم معينة مثل شهر رمضان، وهى أسهم الشركات التى يزداد الطلب على منتجاتها خلال هذا الشهر الذى يتسم بالطابع الاستهلاكى العالى.
وعلى رأس هذه الشركات، الشركات العاملة فى المواد الغذائية والألبان مثل شركات دومتى وجهينة وبيتى وإيديتا، بالإضافة إلى شركات الدواجن واللحوم والزيوت، وغيرها من القطاعات المرتبطة بالمنتجات التى يكثر استهلاكها فى شهر رمضان، مما يزيد من نشاط السوق رغم ضعف ونقص السيولة الواضح منذ فترة بسوق المال.
إلا أن عددا كبيرا من المحللين بسوق المال حذر من اندفاع المساهمين البسطاء «الأفراد» وراء الارتفاعات المفاجئة التى تحققها الأسهم التى يطلق عليها «الأسهم الموسمية» ومنها أسهم شهر رمضان التى تشهد ارتفاعا كبيرا خلال هذا الشهر نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها فى هذا الشهر وزيادة الطلب عليها مثل الأسهم المرتبطة بالمواد الغذائية والمشروبات التى يزيد الإقبال عليها فى شهر رمضان.
وقال المحللون، إن السوق مازال فى بداية الاتجاه للارتفاع، وهذا الاندفاع يمكن أن ينتج عنه خسائر كبيرة إذا عاد السوق مرة أخرى إلى التراجع، لافتين إلى قيام المستثمرين الأجانب باستغلال غياب المصريين عن بعض الأسهم فى رمضان والاستحواذ على نسبة كبيرة منها.
سامح غريب، خبير سوق المال، أكد أن البورصة غالبا ما تستجيب للأخبار بشكل كبير أكثر من أى شىء آخر، ولأن شهر رمضان يزداد به الطلب بشكل كبير على منتجات بعينها، خصوصًا ما يتعلق بالمواد الغذائية والمشروبات، وهى المنتجات الأكثر رواجًا فى هذا الشهر، فإنه تحدث طفرات على أسهم الشركات المنتجة لهذه الأنواع، ويرتفع سعرها بشكل كبير، ولذلك فإن هذه الأسهم تجذب المستثمرين إليها ويحدث ارتفاع مفاجئ لأسعارها يمكن أن يؤدى إلى خسائر لكثير من المستثمرين الذين يضاربون عليها، خصوصا إذا تراجع السوق عقب قيام هؤلاء بشراء كميات كبيرة على السعر المرتفع.
وأضاف غريب، أنه بشكل عام عندما يكون أداء السوق جيدًا فإن أى خبر جيد يؤثر على المساهمين والقطاعات التى يعملون بها، مشيرا إلى أنه فى شهر رمضان مثلا يرتفع سهم «المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى» بسبب الإقبال الكبير على المسلسلات والإعلانات، كما ترتفع أسهم قطاع الدواجن، بسبب ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم، ولذلك تكون من أكثر الأسهم التى تتم عليها عمليات المضاربة السريعة.
أما محمد صلاح، محلل فنى، فقال إنه ليس صحيحا أن المستثمرين المصريين الأفراد هم الذين يقومون بالمضاربات فقط، مؤكدا أن الأجانب يضاربون بشكل أكبر بكثير من المصريين، ولكنهم «يعرفون كيف يضاربون فى الخفاء دون جذب الانتباه»، أما المصريون فيندفعون بشكل عشوائى على أسهم بعينها مما يجذب الانتباه إليها وإليهم، ولذلك يظهرون دائما على أنهم هم المضاربون، لافتا إلى أن الأسهم التى حدثت بها مضاربات فى الفترة الأخيرة كان الأجانب عنصرا بارزا فى المتعاملين عليها لتحقيق مكاسب على حساب المصريين من قليلى الخبرة فى الاستثمار بالبورصة.
وأضاف صلاح، أن أسهم رمضان أو الأسهم الموسمية ستحدث طفرة فى السوق خلال الشهر المقبل، وستكون سببًا فى نشاط كبير بالسوق، خصوصا أسهم مثل شركات الزيوت والصناعات الغذائية وشركات المطاحن «التى اقترب موعد توزيع الكوبونات الخاصة بها»، بالإضافة إلى أسهم الدواجن. وقال صلاح، إن هناك بعض الأسهم التى يبتعد عنها بعض المصريين خلال شهر رمضان مثل أسهم شركات السياحة، ولذلك يستغلها الأجانب ويتعاملون عليها بعد تراجع أسعارها عن طريق شراء أكبر كمية منها، وإعادة بيعها مرة أخرى بعد ارتفاع أسعارها بسبب اعتقاد بعض المصريين أن التعامل عليها حرام، خصوصا الشركات التى تملك فنادق تقدم خمورا وأغذية محرمة.
فى حين قال أحمد فؤاد، المحلل الفنى، إن شهر رمضان غالبا ما يشهد نشاطا كبيرا لأسهم المضاربات، ومنها الأسهم الموسمية، وهى دائما يتعامل عليها المستثمرون الأفراد، الذين يفضلون العمل على المدى القصير والأرباح الصغيرة والسريعة، على عكس المستثمرين الأجانب والمؤسسات الذين غالبا ما يتعاملون على الأسهم القيادية الكبيرة بعد أن يقوموا بدراستها جيدا قبل الاستثمار بها، حتى لو قام فى بعض الأحيان بعمليات مضاربة عليها فى أوقات الأزمات، بهدف تحقيق ربح، إلا أن تأثير المستثمرين الأفراد يظهر أكثر بسبب استحواذهم على نسبة كبيرة من استثمارات البورصة تصل إلى 70% مقابل 30% للمؤسسات والصناديق.