قبل 8 سنوات شهدت مدينة كرداسة واقعة اقتحام مركز الشرطة من قبل العديد من العناصر الإرهابية ما أدى لاستشهاد مأمور المركز اللواء محمد جبر ونائبه العميد عامر عبد المقصود وأكثر من 12 ضابط وفرد شرطة، ليسطروا أسمائهم فى قائمة الشرف لشهداء الوطن.
وخلال نظر دائرة الإرهاب برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، للقضية استمعت لأقوال شهود الإثبات ولأقوال العديد من شهود النفى، خلال الجلسات التي عقدت في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس من عام 2016.
ففي جلسة 10 يوليو 2016، يعمل ضابطا بالمركز وقت الواقعة، فأكد أنه متمسكا بأقواله فى النيابة، موضحا أن كل ما يتذكره هو تعرضه للاعتداء من جانب المشاركين فى الأحداث.
وأوضح الشاهد أنه تعرض للضرب بالشوم على رأسه، كما تعرض لسرقة سلاحه الخاص والذخائر المتواجدة معه أثناء الواقعة.
وفى جلسة 9 يوليو نادت المحكمة على شاهد الإثبات رقم 13 الذى كان يعمل فرد أمن بمركز شرطة كرداسة، والذى قال بعد حلف اليمين، إنه كان يقف خدمة على جراج المركز، وأنه لم يستطيع الوصول لمبنى ديوان المركز بسبب كثرة أعداد المتجمهرين، وأن العميد عامر عبد المقصود نائب مأمور المركز طلب منه ترك مكان خدمته فى حالة زيادة أعداد المتجمهرين حتى لا يصاب بمكروه.
وفيما قال الشاهد الـ16 والذى قال بعد حلف اليمين، إنه كان يعمل معاون ضبط مركز كرداسة إبان الأحداث، وأنه لم يكن متواجد داخل ديوان المركز وقت الأحداث، وأنه عجز عن الوصول إلى ديوان المركز لقطع المتظاهرين للطريق من صفط اللبن وحتى محيط ديوان مركز شرطة كرداسة.
وأضاف الشاهد أنه رأى بعض المتظاهرين المتواجدين بطريق صفط اللبن يحملون أسلحة نارية، وكان بعضهم ملثم الوجه، وأنه علم بمقتل زملائه داخل المركز من خلال وسائل الإعلام.
بينما قال شاهد الإثبات رقم 26 الذى استمعت له المحكمة في جلسة 25 يونيو 2016، والذى قال بعد حلف اليمين، إنه رأى أكثر من 10 آلاف متظاهر يشاركون فى الأحداث، وظهر من بين المتظاهرين بعض الأشخاص الملثمين وبحوزتهم أسلحة نارية.
وأضاف الشاهد أن مجموعة من المتجمهرين حاوطوا أحد المنازل الذى اختبأ بداخله النقيب هشام شتا، وأن عشرات المتظاهرين قاموا بإخراجه من داخل المنزل، وقام أحداهم بضربه بعيار نارى فى رأسه وتوفى في الحال.
وأضاف الشاهد أنه رأى المتهم محمد مصطفى يقوم بسرقه الباب الرئيسى لمركز شرطة كرداسة وقام ببيعه لأحد الأشخاص بمبلغ 500 جنيه، وانه علم ان المتهم "محمد" توفى في حادث سير على الطريق الصحراوى.
وفى شهر أغسطس من عام 2016، استمعت المحكمة لأقوال الشهود وقال الشاهد رقم 33 ، إن شقيقه الأصغر أيقظه من النوم، وأخبره أن مركز شرطة كرداسة تم اقتحامه، ومن ثم توجه إلى منزل صديقه أمين الشرطة "محمد السيد" الذى يعمل بمركز شرطة كرداسة، موضحا أن زوجته أخبرته بأن محمد فى "النبطشية" بالمركز، وعقب ذلك توجه بصحبة أحد أصدقائه للبحث عن محمد.
وأضاف الشاهد - خلال جلسة المحاكمة - أنه وجد بعض جثث أفراد مركز شرطة كرداسة ملقاة داخل إحدى ورش الحدادة بالشارع السياحى، وأنه وجد جثة صديقه الأمين محمد بين الجثث، ثم حضرت زوجة ووالدة المجنى عليه ونقلوا جثة الشهيد محمد لمنزله بناهيا.
وعن سؤال المحكمة حول رؤية الشاهد لواقعة مقتل العميد عامر عبد المقصود مأمور مركز شرطة كرداسة، قال الشاهد إنه رأى بعض الأشخاص يتعدون بالضرب على العميد عامر، وأثناء ذلك خرج شخص من أحد المنازل المواجهة لمكان الحادث، وأكد أنه سيقوم بنقل العميد عامر للمستشفى لعلاجه، وأنه سمع من الأهالى أن الشخص الذى قام بنقل العميد عامر لم ينقله إلى المستشفى بل قام بنقله لمنطقة ناهيا.
وفى جلسة 27 يوليو استمعت المحكمة لأقوال شاهد يعمل فكهانى، وقال إنه تلقى اتصالا هاتفيا من والده الساعة 9 صباحا يوم الأحداث وأخبره بأن يحضر لفرش الفاكهة الخاص بهم والتواجد أمام مركز شرطة كرداسة لحمايته من المتظاهرين.
وأشار الشاهد إلى أنه رأى عشرات المتظاهرين يقومون بإلقاء الحجارة، وزجاجات المولوتوف، على قوات مركز شرطة كرداسة، وأن قوات المركز قامت بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لفض التجمهر والدفاع عن أنفسهم.
وتابع الشاهد أنه سمع من الأهالى عن قيام المتهمين محمد الغزلانى، ومحمود الغزلانى، وعزت سيد، بهدم جزء من السور الخارجى لمركز كرداسة بواسطة "لودر"، وأنه سمع أيضا قيام المتهمين سامح عمر وسيد قطب بـ"التبول" على مأمور مركز شرطة كرداسة بعد وفاته.
بينما استمعت المحكمة في جلسة 28 يوليو لشاهد الإثبات الثانى محمد عبد السلام، صاحب محل مولدات كهربائية والذى قال بعد حلف اليمن، إنه أدلى فى تحقيقات النيابة عن 3 وقائع، الأولى واقعة الممر، والثانية مقتل العميد عامر عبد المقصود، والثالثة الخاصة بسيارات الضباط.
وأضاف الشاهد أنه رأى 3 ملثمين يحملون أسلحة نارية حاولوا الوصول للممر المؤدى لمركز شرطة كرداسة، فمنعتهم الأهالى، فقاموا بإطلاق أعيرة نارية لتخويف الأهالى، وبالفعل عبروا للمركز وأطلقوا أعيرة نارية على القوات المتواجدة داخل المركز، وأن الملثمين الثلاثة لهجتهم غريبة عن لهجة أهالى كرداسة.
وأشار الشاهد أنه رأى العميد عامر عبد المقصود مطروحا على الأرض وعشرات الأشخاص يتعدون عليه بالضرب وكان غارق في دمائه، وأنه قام و3 آخرين من جيرانه بعمل كردون أمنى لحمايته من المتظاهرين، وبعد ربع ساعة عجزوا عن حمايته بسبب كثرة عدد المتظاهرين.
فيما استمعت المحكمة في جلسة 28 يوليو لأقوال شاهد الإثبات رقم 50، والذى كان يعمل مجند بمديرية أمن أكتوبر إبان الأحداث، والذى قال إنه كان فى مأمورية لمركز شرطة كرداسة لمدة 20 يوما بدأت قبل الأحداث بيوم، وعن يوم الأحداث أكد أنه كان متواجدا فى عنبر المجدين بالطابق الثانى من المركز وقت بدء الأحداث.
وأضاف الشاهد أن مجموعة الأهالى قاموا بإلقاء الحجارة على المركز، وجزء آخر من الأهالى كان يقوم بإطلاق الأعيرة النارية على قوات المركز، ونوه الشاهد أنه تم إطلاق قذيفه "أر بى جى" على مبنى المركز، وأنه لم يرى مطلقها.
وأشار الشاهد إلى أن قوات المركز قاومت المتظاهرين، وبعد نفاذ الذخيرة طالب مأمور المركز من جميع القوات التوجه لأعلى سطح المركز، ثم قامت القوات بعد ذلك بتسليم أنفسهم للمتظاهرين، ونوه الشاهد أن القوات قامت بالتكبير أثناء تسليم أنفسهم.
ونوه الشاهد أن المتظاهرين تركوا العساكر وقتلوا الضباط، وأن أحد المتظاهرين أخبره أنه سوف يأخذه رهينة، ثم نادت المحكمة على الشاهد محمد عبد السلام، والمتهم بالشهادة الزور، وسألته المحكمة عن التمسك بأقواله، وهنا أكد الشاهد أنه متمسكا بأقواله.
وفى جلسة 30 يوليو 2-26، قال شاهد الإثبات عرفة إمام إنه صاحب ورشة "كوتش"، وأنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائه بأن ورشته تتعرض للسرقة، وأنه ذهب للورشة ولكنه لم يتمكن من الوصول بسبب كثرة عدد المتظاهرين المتواجدين بمحيط المركز.
وأضاف الشاهد أنه تمت سرقة أكثر من 50 "كاوتش قديم" كانت متواجدة أمام الورشة، وسعرهم يتجاوز الـ3 آلاف جنيه، وأن المتظاهرين أشعلوا النار فيها أثناء الأحداث لإثارة الشغب.
وخلال تلك الجلسة نادت المحكمة على شاهد الإثبات عبد الله شريف، والذى قال بعد حلف اليمن، إنه كان يعمل مجندا بالأمن المركزى بقطاع دهشور، ووقت الأحداث كان يقف خدمة داخل إحدى المدرعات التى كانت بمحيط مركز شرطة كرداسة، وأنه رأى مجموعة من المتظاهرين يسبون القوات المتواجدة فى محيط المدرعة، وأن المتظاهرين أخبروهم بأنهم يريدون الضباط مش العساكر.
وأضاف الشاهد أن المتظاهرين أشعلوا النيران فى المدرعة أثناء تواجد المجندين بداخلها، والضابط المتواجد مع القوات قام إطلاق قنبلة غاز لإبعاد المتظاهرين عن المدرعة، وبعد 5 دقائق قام المتظاهرون بإطلاق الأعيرة النارية على المدرعة من كل اتجاه، ثم قام الضابط بإدخال القوات المتواجدة فى المدرعة إلى داخل مبنى المركز، وأن الضابط أبلغ المجندين بخلع ملابسهم وانتظار الشهادة.
وأشار الشاهد إلى أن المتظاهرين قاموا بالتعدى على المجندين والضباط بالضرب فى الشارع، وأن أحد الأهالى قام بإخفاء 10 مجندين فى منزله ورفض تسليمهم للمتظاهرين، ثم قام بتهريبنا من باب منزله الخلفى ناحية الزراعات، ونوه الشاهد عن أنه أصيب فى ظهره جراء اعتداء المتظاهرين عليه.
وقال الشاهد شريف شعبان، إنه كان مجندا بقوات أمن 6 أكتوبر إبان الأحداث، وكان مكلفا بالخدمة فى تأمين مركز شرطة كرداسة يوم الأحداث، مضيفا أنه كان معين خدمة صباحية على بوابة المركز.
وعن سؤال المحكمة للشاهد عن معلوماته حول واقعة التعدى على قوات المركز وسرقة محتوياته، أكد الشاهد أن المتظاهرين هجموا على القسم، وكانوا يحملون أسلحة نارية وبيضاء وشوم، ثم تمكن المتظاهرين من اقتحام القسم، ونوه الشاهد أن بعض الأشخاص هربوه من كرداسة وقاموا بتبديل ملابسهم، ونوه الشاهد عن أنه أصيب بجرح أسفل كتفه الأيمن بعد قيام أحد المتظاهرين بضربه بـ"سكين".
وأشار الشاهد إلى أنه رأى المتجمهرين يتعدون بالضرب على أفراد وضباط المركز، وبعض المتظاهرين أطلقوا أعيرة نارية على المركز، وقاموا بإشعال النيران فى إحدى المدرعات، وعقب إطلاق المتظاهرين النار على المركز قامت قوات المركز بالرد عليهم باستخدام القنابل المسيلة للدموع والأعيرة الخرطوش.
وأكد الشاهد أنه رأى واقعة تعدى المتظاهرين على مأمور مركز شرطة كرداسة، وعقب استسلام قوات القسم للمتظاهرين رأى أسلحة نارية متنوعة بحوزة المتظاهرين، وأنه لم يتعرف على أحد منهم خلال عرض الصور الفوتوغرافية عليه فى النيابة.