الهند فى قلب عاصفة كوفيد 19.. معدلات الإصابة والوفيات تزداد عشرة أضعاف يوميا.. محارق جنائزية لا تتوقف عن الإشتعال.. الإمدادت تتواصل لمساعدة الدولة المنكوبة.. التجمعات والنسخة الجديدة للفيروس سر التفشي

تشهد الهند عاصفة من وباء فيروس كورونا وسط حاله من الفزع الشديد وعدم تحمل المستشفيات للعدد الهائل من الإصابات يوميا ، وشهد اليوم الجمعه تسجيل 386452 إصابة أخرى و3498 حالة وفاة جديدة، لكن الأطباء حذروا من أن الأرقام الحقيقية قد تصل إلى عشرة أضعاف، ما يعني أن هناك 3 ملايين إصابة و 30 ألف حالة وفاة كل يوم، وفقا لتقرير لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية. وتقع الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة في قلب عاصفة كوفيد19 في العالم، حيث تحترق المحارق الجنائزية على مدار الساعة في دلهي ومومباي والمستشفيات تحت حراسة مسلحة لحماية إمدادات الأكسجين، على الرغم من وصول معدات الطوارئ من بريطانيا والولايات المتحدة ، بما في ذلك طائرة شحن تابعة للقوات الجوية الأمريكية مع 400 اسطوانة أكسجين اليوم الجمعة ، لا يزال هناك نقص حاد في الأكسجين والأدوية والأسرة في جميع أنحاء الهند، كما شوهدت جثث 22 من ضحايا الفيروس التاجي في سيارة إسعاف محملة بحمولة زائدة ليتم نقلها إلى محرقة الجثث. وتشمل الولايات التي تجاوزت معدلات الإصابة الذروة بأكثر من 300 % وهى لاداك في أقصى الشمال ، وجوجورات وراجستان في الغرب ، وأوتار براديش في الشمال الشرقي ، وتشهاتيسجاره في الجزء الشرقي الأوسط من البلاد، أندرا براديش في الشرق ومجموعة الولايات في أقصى شمال شرق البلاد. فيما أعلنت السلطات إن جميع مراكز التطعيم في العاصمة المالية للهند مومباي أغلقت لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من يوم الجمعة بسبب نقص اللقاحات، حيث سجلت البلاد ارتفاعًا قياسيًا يوميًا في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وتعد الهند أكبر منتج للقاحات في العالم، ولكنها لا تملك مخزونا كافيا لمواكبة الموجة القاتلة الثانية من فيروس كورونا، وقالت عدة ولايات إنها لن تكون قادرة على تحصين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 عامًا على الفور. وبدأت المساعدات العالمية في الوصول إلى الهند في الوقت الذي تكافح فيه لمواجهة ما وصف بأنه كارثة إنسانية، حيث سترسل الولايات المتحدة أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات الطبية ، بما في ذلك 1000 أسطوانة أكسجين و 15 مليون قناع ومليون اختبار تشخيص سريع كما أعادت توجيه طلبها الخاص من إمدادات لقاح استرازينيكا إلى الهند ، للسماح لها بتقديم أكثر من 20 مليون جرعة. استمرت الشحنات من البلدان الأخرى في التدفق ، ووصلت شحنة ثالثة من المملكة المتحدة في وقت سابق من اليوم كما أرسلت رومانيا وأيرلندا إمدادات أمس الخميس. وستتلقى الهند الدفعة الأولى من لقاح سبوتنيك الروسي في الأول من مايو وقد وقع صندوق الثروة السيادية الروسي RDIF ، الذي يقوم بتسويق اللقاح عالميًا ، صفقات مع خمس شركات هندية للحصول على أكثر من 850 مليون جرعة لقاح سنويًا. قال كريس موراي ، مصمم نموذج الأمراض الأمريكي البارز من جامعة واشنطن ، إن الحجم الهائل للعدوى في الهند في فترة قصيرة من الزمن يشير إلى أن متغير الهروب قد يتغلب على أي مناعة سابقة من العدوى الطبيعية لدى هؤلاء السكان. وأضاف كارلو فيديريكو بيرنو ، رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة وتشخيص المناعة في مستشفى بامبينو جيسو في روما ، إن البديل الهندي لا يمكن أن يكون وحده سبب الزيادة الهائلة في الهند ولكن حدث ذلك بسبب التجمعات الاجتماعية الكبيرة.