للأحزاب السياسية دور كبير فى العملية الديمقراطية، وتثرى الحياة السياسية على أرض الواقع، بما ينعكس على المجتمع وعلى الحياة السياسية بشكل عام، وعلى المواطن بشكل خاص، فدائما ما تعبر هذه الأحزاب من خلال أعضائها عن آمال وطموحات المواطنين، وذلك من خلال المشاركة فى الحكم وتحقيق التعاون المشترك فى المجال السياسى والثقافى والفكرى لأن من حق المجتمع أن تكون له أحزاب تدافع عنه وعن مصالحه، لا عن المصالح الشخصية لأعضائه، وهذا طموح طبيعى مستحق لهذا الوطن فى ظل الظروف التى تحيط بنا من كل جانب، وهذا الوضع ينطبق على حزب الحرية المصرى، الذى لم يقدم جديدا، ولعل ما يجرى تحت القبة خير دليل على ذلك.
وتسارع الأحزاب السياسية فى العمل على الأرض، وذلك من خلال التواصل مع الجمهور، للحصول على ثقة المواطنين فى الاستحقاقات الدستورية، وتكون هذه الأحزاب همزة الوصل بين المواطن والسلطة التنفيذية، ولسان حال الجمهور تحت قبة البرلمان، ولم نجد أية نشاط ملحوظ للحزب تحت القبة، فدائما ما نجد الحزب رد فعل للأحداث المختلفة، فلم يسارع بإلقاء الضوء على قضية بعينها يتبناها أعضاءه تحت القبة، بل نجد جميع البيانات الصادرة عن الحزب ما هى إلا رد فعل عن حدث أو تأتى فى إطار" أنا موجود" أمام الشارع المصرى.
المواطنون ينتظرون من الأحزاب دور أكبر من ذلك، لا يريد المواطن بيانات إعلامية جوفاء من الأحزاب، ولعل هذا يطرح تساؤل أين القضايا التي يتبناها حزب الحرية المصرى، والتى عرضها على المواطنين فى برنامجه الانتخابى حال إجراء العملية الانتخابية، على أن يكون هناك ترجمة حقيقة لهذه القضايا وألا يعد الأمر مجرد شعارات فقط، الكثير كان يعول على الحزب تحت القبة أن يكون له دور كبير فى إثراء الحياة السياسية والحزبية، وأن يكون لسان حال المواطنين فى مختلف المحافظات، ولكن يبدو أن الحزب تحول لحزب شعارات فقط.
والمتابع للمشهد السياسي يجد أن الحزب بدأ فى الاختفاء، وتفرغ أعضائه لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المواطنين، ولم نجد له أجندة تشريعية، أو حتى كوادر، فالحزب يوما تلو الآخر يثبت للمواطن على الأرض أن الهدف هو تحقيق المصالح الشخصية فقط، وأن كل ما قيل تم الإعلان عنه بشأن خطة الحزب والأجندة التشريعية والقضايا المجتمعية التى سبق وأعلن تبنيها ما هى إلا مجرد شعارات جوفاء ومؤتمراته كانت بمثابة الخطب الرنانة فقط.