هل يعنى ظهور كل هذا الكم من التقارير المزيفة والمفبركة عن مصر، أننا ليست لدينا مشكلات.. طبعا لدينا لكن هناك فرقا بين صحافة تمارس الانتقاد أو المعارضة الطبيعية، مثل كل بلاد الدنيا وبين معارضة تفضل العمل فى الخارج ولا ترى غير ما هو سيئ.. أو أن نجد كاتبا ينحاز إلى دولة أخرى غير الدولة التى يعيش فيها. لمجرد أنه يحصل على دخل إضافى من هذه الدولة. وهو لا يختلف عن عدد من النشطاء والسياسيين الذين يحتفون بكل ما ينشر فى المواقع الأجنبية والصحف «الإفرنجية»، بينما يتجاهلون أى ميزة فى بلادهم. كل الدنيا تعرف قصة صحيفة الجارديان البريطانية، وأنها اعترفت بأن لديها مراسلا بالقاهرة ظل يضرب تقارير هجومية على مصر طوال 7 سنوات، وأن الكشف والاعتذار كلها كانت مصادفة، لأن المراسل إياه لسوء حظه نشر تقريرا مضروبا عن أمريكا بعد أن انتقل إليها.
عندما يكتشف كاتب كبير أن صحيفة الجارديان البريطانية الشهيرة تعترف بفبركة تقارير ونشر أرقام ومعلومات مزيفة لمدة 7 سنوات يخرج هذا الكاتب، ويشيد بالصحيفة البريطانية. ويعتبر هذا مجال فخر، ومهنية، طبعا لم يتطرق الكاتب الكبير للتقارير المضروبة التى كان يحتفى بها وينقل منها ويرددها ويعتبرها من مصادره. الكاتب الكبير جدا معروف عنه أنه يفضل الاستعانة بالتقارير الأجنبية عن مصر، خاصة لو كانت تسىء وتنتقد وتنحاز ولم يحدث أن انتقد مهنية الوكالات والمواقع الأجنبية التى تنشر بعض التقارير الكاذبة وبعضها اعتذرت.
ثم تكتشف أن الكاتب الكبير جدا ينشر ويقبض من صحف ومواقع قطرية. ومنها مقاله التاريخى فى الدفاع عن الفبركة، وهو دفاع ما دامت كانت الفبركة ضد مصر. ثم تعرف أن قطر تملك الغالبة فى صحيفة الجارديان البريطانية محل الفضيحة. وإذا عرف السبب بطل العجب، ويمكن أن نفهم حالة الاحتفاء من الكاتب صاحب الهوى القطرى، بالجارديان ومحاولته التقليل من حجم ما جرى. ويريد أن يقنعنا أن الجارديان فعلت خطوة مهنية، ولا يرى أن الأمر لا يتعلق بتقرير واحد أو عشرة، لكن بعمل استمر لسبع سنوات، ثم أن الأمر تم كشفه بعد أن كتب تقريرا واحدا مفبركا عن أمريكا، ولهذا جاء الكشف عن التقارير المضروبة فى مصر. وهو ما لم يذكره الكاتب الكبير المنتمى لقطر الذى ينحاز لأى جهة تدفع ثمن مقالاته ومؤتمرات وتحتفى به وتلمعه.
لن تجد لدى الكاتب المدافع عن مهنية الأجانب أى لمحة ولو من باب ذر الرماد فى العيون، تقول أنه يرى شيئا جيدا، لم ير أى طاقة نور، لكنه يتعامل مثل باقى نشطاء التمويل، ممن يحتفون بكل ما هو أجنبى خاصة إذا كان كراهية وانتقادا، بل وحتى لو كانت تقارير مفبركة ومضروبة. وهنا نعيد أن هناك فرقا بين معارض ينتقد ما يستحق، ويرى ما هو جيد، وبين مجرد مستخدم لدى من يدفع حتى لو كانت كل الوقائع والأدلة تقول، أنه يعمل للهدم والتدمير.