خلال فترة قصيرة من وضع مخططها بدأ العمل، وبدأت نسبة كبيرة من مدابغ الروبيكى الإنتاج بالفعل، لتشكل قفزة مهمة للغاية على خريطة الدباغة وصناعة الجلود فى مصر، بعدما كان الأمر عشوائيا وغير منظم بالدرجة الكافية.
تمتد مدينة الروبيكى للجلود على مساحة 500 فدان، وتُعدّ طوق نجاة لدباغة وصناعة الجلد فى مصر، خاصة أنها أكبر المشروعات المتخصصة فى هذا المجال بالشرق الأوسط، وتستهدف تنمية قطاع دباغة الجلد وتصنيعه، وتحسين جودة الإنتاج، بما ينعكس على المنتجات فى السوق المحلية، ويزيد الصادرات مستقبلا، بعدما تراجعت فى السنوات الأخيرة.
-ينقسم المشروع إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الاولى :323 وحدة على مساحة 203 أفدنة، وتستهدف نقل وتشغيل وتطوير المدابغ من سور مجرى العيون إلى الوحدات المطورة، وانتهت بنسبة 100% من منشآت المرحلة، وبدأ الإنتاج فيها بعد نقل الطاقة الإنتاجية لمنطقة مجرى العيون.
المرحلة الثانية : تمتد على 109 أفدنة شاملة الجزء الخاص بامتداد التعويضات بمساحة 27 فدانا، وتشمل الصناعات الوسيطة والمستخرجة من عملية الدباغة، مثل: تصنيع الجيلاتين، وكيماويات الدباغة والكرياتين والأمينو أسيد وتصنيع السماد الحيوانى، وانتهت مرافقها بنسبة 100%.
المرحلة الثالثة: 161 فدانا تشمل مؤسسات التصميم والمعاهد الفنية للجلود، والصناعات الوسيطة، ومصانع المنتجات الجلدية، ومنافذ بيع ومناطق تجارية، وتستوعب بين 100 و150 مصنعا للمنتجات الجلدية والإكسسوارات والكماليات، ومنطقتى خدمات، ومنطقة معارض، ومركزا طبيا ومركز تدريب.
تطورات المشروع
عن المشروع وتطوراته، قال المهندس محمود سرج، رئيس المجلس التصديرى للجلود: إن مدينة الروبيكى أكبر مشروع يشهده قطاع دباغة وصناعة الجلود فى تاريخه، وقد انعكس بالفعل على السوق المحلية التى شهدت زيادة كبيرة فى الإنتاجية، بما يقود إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى وتحسين جودة المنتجات فى السوق، متابعا: «سوق صناعة الجلود لا تُعانى من مشكلات فى جودة المنتج، وحجم استيرادنا لم يصل إلى 20%».
وأوضح أن المرحلة الأولى من مشروع الروبيكى شهدت تشغيل عدة مصانع، وأغلبها من مصانع سور مجرى العيون المنتقلة للمدينة، لافتا إلى انتهاء تخصيص مصانع المرحلة الأولى، ويجرى حاليًا الانتهاء من البنية التحتية وقواعد المعدّات والماكينات والسباكة والكهرباء فيها، إضافة إلى تخصيص الوحدات فى امتداد المرحلة الأولى، وبدء عمليات نقل المعدات.
وفى السياق ذاته، أعلنت غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، عن اتجاه المُصنّعين لاستيراد الجلد الخام ودباغته فى مدينة الروبيكى، ثم إعادة تصديره، مشيرة إلى أن صادرات قطاع الجلود تحتاج مزيدا من الدعم لإعطائها ميزة تنافسية، وتوسيع القاعدة التصديرية، فهناك تكاليف تُضاف على سعر طن الجلود المُصدّرة، فمثلا إنتاج طن واحد يصلح للتصدير يتطلب بين 60 و70 متر مكعب مياه، وهذا يتطلب خفض سعر متر المياه.
وكشف محمد حربى، رئيس غرفة دباغة الجلود فى اتحاد الصناعات، عن البدء فى تدشين 100 مصنع جديد للصناعات الجلدية المتكاملة فى مدينة الروبيكى، ويجرى العمل عليهم بكل قوة خلال الفترة الحالية لتسريع إنشائها، مشيرًا إلى أن المساحات فى المصانع الجديدة ستتراوح بين 250 إلى 4 آلاف متر.
وأضاف «حربى»، فى تصريحات خاصة، لـ«انفراد»، أن المصانع الجديدة ليست للدباغة لكن لصناعة الجلد بصورته النهائية، الأمر الذى سيوفر للسوق المحلى والتصدير منتجات نهائية، مثل الأحذية والحقائب الجلدية والأحزمة وغيرها من المنتجات الجلدية، ما يساهم فى الحد من الاستيراد أولًا وتوفير منتج للتصدير.
وأشار رئيس غرفة دباغة الجلود، إلى أن أزمة فيروس كورونا أثرت على الصناعة والتصدير فى العالم كله، لكن خريطة التصدير تتغير الآن، ويجب أن يكون لمصر مكان أقوى بين الدول المصدرة للصناعات الجلدية فى العالم كله، ونحن ندعم تصنيع الجلد فى مصر وليس تصديره فى صورته الخام، الأمر الذى يجعلنا نطالب بتضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص الصناعى، وبالفعل وزيرة الصناعة والتجارة نيفين جامع، حركت المياه الراكدة فى قطاع صناعة ودباغة الجلد، وتتابع مع مصانع الدباغة وصناعة الجلد كل التطورات والمشاكل لحلها.
وتابع محمد حربى، أن المصانع الجديدة فى مراحلها الأولى لكن يتم العمل فيها على مدار الـ24 ساعة بمتابعة لحظية من وزيرة الصناعة، وبمجرد انتهاء الإنشاءات وطرح هذه المصانع فإن السوق يرتقب طفرة كبيرة فى صناعة الجلد، لافتًا إلى أنه لا بد أن يكون لصناعة الجلود وضعها على مستوى العالم، فتصدير الجلد الخام لا يحقق قيمة مضافة للصادرات، ولا يعلى من شأن الصناعة المصرية، لكننا نجد جلودا مصرية فى إيطاليا وبمجرد تصنيعها يتم تصديرها لكل الدول فى صورة منتجات نهائية، ويجب فورًا أن يكون لنا دور أكبر فى خريطة تصدير المنتجات الجلدية.