من الرسم على ورقة اللحمة لمتحف اللوفر.. رحلة الفنان التشكيلى حسن الشرق.. بدأ الرسم بالابتدائية ومدرس علوم اكتشف موهبته.. ويؤكد: حكايات أبو زيد الهلالى دفعتنى لعشق الخيال.. وأحب الجلبية وعمرى ما ارتديت

فى شرق النيل وداخل قرية زاوية سلطان، التابعة لمركز المنيا، يوجد متحف الفنان العالمى حسن الشرق، والذى غزت لوحاته وفنه متحف اللوفر، وظل رحالا لسنوات طوال استقبلته العديد من دول العالم، بعد تفوقه فى الفن التشكيلى ليصبح الفنان حسن الشرق، فنانا عالميا، لم يخلع عنه جلبابه الصعيدى طوال تلك الرحلة ودائما يفخر أنه ابن تلك الحضارة المصرية بين أقرانه من الفنانين. يقول الفنان حسن الشرق لـ"انفراد"، إن رحلته مع الفن التشكيلى بدأت فى سن صغير وهو فى المرحلة الابتدائية، وكان والده يعمل جزارا بالقرية ويتمنى أن يورثنى المهنة لكن عشقه للفن دفعه إلى طريق آخر حتى أنه كان يرسم على ورق اللحمة التى كان والدى يبيع فيها. ويضيف: فى ذلك الوقت كانت جدتى دائما ما تجلس معى وتقص على قصص أبو زيد الهلالى، وذلك دفعنى إلى عشق الخيال وكنت أرسم دائما تلك القصص كما تراود ذهنى. واستطرد: عشقى للفن جعلنى استغل كل وقت فى المدرسة فى الرسم وأول من اكتشفنى هو مدرس العلوم بالمرحلة الابتدائية وأعطانى كراسة رسم وألوان خشب. وتابع قائلا: بعد مرور الوقت قمت بالالتحاق بقصر الثقافة بمحافظة المنيا تعلمت هناك الكثير ومكثت به 20 عاما كنت أقوم بعمل معارض بمختلف أنحاء الجمهورية لكنى طوال العشرين عاما لم أبيع لوحة واحدة وكنت اكتفى بشهادات التقدير. وأردف الفنان العالمى، أن مجزرة بحر البقر غيرت مسار حياتى كثيرا وخاصة الطفل عيد عبد السلام، تأثرت كثيرا بالحادث فقمت برسم صورة الطفل وحصلت بسببها على الجائزة الأولى على مستوى الجمهورية. وواصل حديثه: بسبب تلك الصورة خرجت من محافظة المنيا بعد 20 عاما وتوجهت إلى القاهرة، وكنت أقضى هناك فترات طويلة ثم أعود إلى القرية وفى أحد الأيام وأنا أجلس بالقرية فوجئت بأحد السيدات الخاصة باكتشاف المواهب تطرق الباب وطلبت منى توقيع عقد لعمل معارض فنية فى مصر وألمانيا، وقد كان أول معرض لى فى الأوبرا المصرية وحضره كثير من المراكز الثقافية الأجنبية والسفارات الأوربية وقد بيعت كل لوحات المعرض وأعلى لوحة بعتها فى المعرض كانت بمبلغ 450 جنيها، وكانت تلك هى أول مبالغ مالية اتقاضها من فنى وذلك بعد مرور ما يقرب من 25 سنة أعمل بدون مقابل. وقال إن الملكة فريدة ذكرتنى فى مذكراتها، فقدالتقيت الملكة فريدة فى مرسمها ونظمنا معا معارض فنية. وأضاف أنه بسبب الملكة فريدة يعد الفنان الوحيد الذى لديه لوحتان فى متحف اللوفر داخل القاعة الحديثة. وتابع: دخلت العديد من المنافسات وتمكنت من الحصول على المركز الثامن على العالم، الحظ لم يحالفنى فى الحصول على الدراسة الأكاديمية لكنى سعيد جدا أن متحفى مقصدا لطلاب الماجستير والدكتوراه. وقال: حصلت على المركز 8 على العالم فى الفن التشكيلى الشعبى بين 150 فنانا، وقد ذهبت إلى أمريكا 4 مرات وزرت أكثر من 17 دولة أوروبية. وعن إقامة المتحف داخل القرية، قال حسن الشرق: بعد عجزى فى الحصول على قطعة الأرض لإقامة المتحف عليه ورفض طلبه أكثر من مرة، بعت كل ما أملك وكل ما كسبته من اللوحات وأقمت المتحف فى منزلى فى التسعينيات ليتحول المتحف الخاص بى إلى أيقونة وقبلة للسياح الأجانب القادمين من أوروبا، حيث أن متحف حسن الشرق يوضع فى برامج الزيارة الخاصة بهم. وعن سر ارتداء الجلباب فى كل المناسبات والمعارض العالمية، قال: أنا أشعر بالفخر من ارتدائها سواء كانت صعيدية أو عربية وأرفض لبس البدلة، لدرجة إننى رفضت إقامة أحد المعارض فى أمريكا بسبب فرض ارتداء البدلة.