يتزايد اندلاع الحرائق في العقارات والمنشآت والمصانع، بالتزامن مع ارتفاع دراجات حرارة الجو، حيث تكثر فرص نشوب الحرائق بسبب تزايد درجات الحرارة، في الوقت الذي يجهل فيه العديد من المواطنين، كيفية تفادي الأسباب المؤدية لنشوب تلك الحرائق.
وفى هذا السياق، قال اللواء ممدوح عبد القادر، مدير الحماية المدنية الأسبق، إن كثرة الحرائق بالتزامن مع ارتفاع حرارة الجو، ترجع إلى عدة أسباب، منها أجهزة التكييف التي اعتاد المواطنين على استخدامها على مدار الساعة بلا توقف، دون إجراء أي صيانة لها مما يؤدي إلى حدوث ماس كهربائي، ينتج عنه اندلاع حريق.
وأضاف اللواء عبد القادر، إن من أكبر الأخطاء هو التخزين الخاطئ للمواد القابلة للاشتعال أو المساعدة على الاشتعال، حيث العديد من أصحاب المحلات لا يهتمون بقواعد الأمن الصناعي، في تخزين البضائع، وفقًا لاشتراطات الحماية المدنية، وليس هذا فحسب، بل أنهم يستخدمون توصيلات كهربائية غير مطابقة للمواصفات، تؤدي في الغالب إلى حدوث ماس كهربائى خلال عمليات التشغيل المستمرة.
وأشار مدير الحماية المدنية الأسبق، إلى أنه لوقاية المنازل من الحرائق، يجب عدم استخدام أجهزة كهربائية كثيرة الأحمال على مشترك واحد، مثل المروحة والغسالة والثلاجة، حيث إن هذه الأحمال الزائدة على المشترك الكهربائي، تسبب الحرائق عندما تزيد الأحمال، وضرورة فصل المروحة خلال ترك الغرفة، وعدم تشغيلها على مدار الـ24 ساعة كما يفعل البعض، فهذا خطر داهم على الأسرة، ولا بد أيضا من التأكد من تهوية المكان بصفة مستمرة، وإبعاد الثلاجة عن الحائط بمسافة تزيد عن 20 سم على الأقل لضمان تهوية الموتور الذي يتعرض للحرق في بعض الأحيان.
وأوضح العميد المحمدى الباشا، مدير عمليات الحماية المدنية السابق، إنه لتجنب حرائق المصانع يجب تخزين المواد القابلة للاشتعال فى مكان منعزل أو مغطى بعيدا عن الأفران والشمس ومصادر الشرر الكهربائى، ويجب تزويد المنشآة بعدد كاف من السلالم المتنقلة لاستعمالها عند الحاجة، كما يجب المحافظة على نظافة مكان العمل بحيث لا يوجد أى مواد قابلة للاشتعال فى الممرات كالأوراق المهملة والأعشاب.
ولفت العميد المحمدى، إلى أنه يجب أن تكون هناك مستودعات احتياطة مملوءة بالمياه، وأن توجد خارج أماكن العمل مفاتيح للتحكم فى مواسير المياه أو الغاز لمنع امتداد الحريق لباقى أجزاء المكان مع تدريب جميع العاملين على كيفية التعامل مع الحرائق والتصدى لها ويجب أن تكون هناك وسيلة مناسبة للتنبيه بحدوث الحريق.
واستطرد مدير العمليات السابق، أن توافر معدات الإسعاف ومعدات الإنقاذ مثل السلالم، الأقنعة الواقية من الغازات، الخوذات، الأحذية الواقية وأجهزة التنفس الصناعى، ويجب أن تتوافر وسائل إطفاء الحرائق، وأن يتدرب العمال على استعمالها، وأن تتوافر لهم المخارج للنجاة وقت حدوث الحريق.
وأشار العميد المحمدى إلى أنه يجب أن تكون مخازن المواد القابلة للاشتعال بعيدة عن أماكن الإنتاج، وألا تتواجد فى أماكن العمل إلا بالقدر اللازم للعملية الصناعية، ويجب أن يتوفر مصدر للإنارة منفصل عن خطوط الكهرباء التى تدير الآلات حتى يسهل خروج العمال عند توقف الآلات وقت الخطر.
وأكد مدير العمليات السابق، أن هناك مصانع ومنشآت يجب أن تهتم باشتراطات الأمن والسلامة منعا لحدوث الحرائق التى تؤثر على القدرة الإنتاجية له، وكذلك حفاظا على أروح العاملين بداخله ويجب أن تتوفر وسائل الإسعاف والإنقاذ والإطفاء بداخل كافة المصانع وتوجد معدات الإطفاء فى الأسواق وتوفر الملايين التى من الممكن أن تتكبدها المصانع جراء الحريق.
وقال مصدر أمني، إن الحرائق تتزايد مع درجة الحرارة العالية، وسوء تخزين المواد، التي تساعد على اشتعال الحريق دون توقف، مثل (البويات، والنترات، والبلاستيك)، موضحًا أن أخطر الأسباب وأهمها، من خلال التجارب العملية لإطفاء حرائق الأسواق الشعبية، هي التوصيلات الكهربائية العشوائية، واستخدام سخانات وغلايات الشاي للعاملين.
وشدد المصدر على ضرورة اتباع قواعد التخزين السليمة، وتدريب العمال على كيفية مواجهة الحرائق، وصيانة دورية لأجهزة الإطفاء، وسلامة التوصيلات الكهربائية ومطابقتها للمواصفات الفنية، وسلامة أجهزة إنذار الحرائق، والتخلص من المخلفات أولًا بأول في مكان مخصص لها.