رحل عن عالمنا الفنان حمدى أحمد، تاركًا ميراث كبير من الأعمال الفنية المصحوبة بمواقف سياسية لن ينساها له التاريخ، ويبدو أن بعض الأعمال الفنية التى قدمها الفنان حمدى أحمد قد طغت على شخصيته وتأثر بها وحولها إلى واقع بمشاركته فى الحياة السياسية حتى تم انتخابه نائبًا فى البرلمان عام 1979.
آراءه الفنان الراحل السياسية كان يفصح عنها للجميع بل كان يعبر عنها من خلال المشاركة فى الاحتجاجات الطلابية أو أى تظاهرات اخرى تندد بالاحتلال الانجليزى لمصر مما تسبب فى تعرضه للاعتقال عما 1949 وحينها كان عمره 16 وهى كانت بدايته السياسية قبل انطلاقته الفنية بأعوام قليلة.
وترجم الفنان حمدى أحمد آراءه السياسية على أرض الواقع حيث رشح نفسه فى الانتخابات البرلمانية عن دائرة بولاق بمحافظة الجيزة، وتم انتخابه عضواً فى مجلس الشعب – النواب حالياً- وكان يميل دائمًا إلى الفكر اليسارى ولم يترك أى موقف إلا وعبر فيه عن انحيازه للطبقة الفقيرة وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية .
فى عدد غير قليل من الأعمال الفنية التى شارك فى بطولتها الراحل حمدى أحمد غلبتها النزعة السياسية كان أبرزها فيلم "أبناء الصمت" الذى قدمه مع المخرج محمد راضى فى 22 أكتوبر 1967 واستعرض الفيلم ما شهدته مصر خلال حرب الاستنزاف من المنظور الاجتماعى.
قال الفنان الراحل فى أحد حواراته الصحفية "الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، فإذا غابت المسحة السياسية عما يقدمه الفنان يبقى فن زى قلته، فإذا لم يعكس الفنان مشاكل الناس هيكون مهرج الملك، فى الستينيات ظهرت هوجة الفن للفن، وهى قضية اخترعوها لرفاهية المناقشة، فلكل شىء غرض".
لم يكتف الفنان الراحل بالعمل السياسى والفنى ولكنه فى أخر مسيرته كتب مقالات سياسية بجريدة الشعب والأهالى والأحرار والميدان والخميس وجريدة الأسبوع منذ عام 1998، الأمر الذى جعل منه فنان مثقف ولا يترك أى باب إلا وطرقه ليعبر فيه عن رأيه.