ظاهرة بيئية غريبة، قد تُنذر بكارثة، تشهدها 3 قرى بالشرقية، بسبب نفوق الماشية فيها بعد انتشار فيروس مجهول عجز البيطريون عن تشخيصه واعتبروه تحورا لـ"حمى القلاعية"، والأمر الأشد خطورة هو استيلاء مجهولين على الحيوانات النافقة وإعادة بيعها، أو القيام بذبح الرؤوس المريضة منها قبل نفوقها، مما يهدد صحة المواطنين حيال تناول لحومها.
الأهالى يرون مأساتهم لـ "انفراد"
تعيش قرى "شيبة ، النكارية ، النخاس ، الأشراف" التابعين لمركز الزقازيق مأساة حقيقة، بسبب تعرض المواشى، التى هى مصدر رزق لبعضهم للنفوق، دون سابق إنذار، ويؤكد الأهالى أن الفيروس بدأ من قرية النكارية ليمتد إلى القرى المجاورة، معربين عن تخوفهم من انتشار المرض أكثر ذلك قبل تحرك المسئولين.
التقى "انفراد" بأهالى قرية النكارية، التى سقط منها أكثر من 60 رأس ماشية خلال الأسابيع الماضية، ويقول المتضررون منهم "محمود السيد مرعى"، الذى نفق منة 3 رؤوس ماشية، أنه تفاجئ منذ أسابيع بإصابة الماشية بمرض كانت أعراضه ارتفاع درجة الحرارة، ونزول سائل مخاطى من الفم وإحمرار بالعين، لمدة يومين ثم تسقط الماشية.
ويضيف محمد حسن العرباوى، أحد الأهالى، أنهم استدعوا الطبيب البيطرى الخاص، الذى وقع الكشف الطبى عليهم، وأكد أنه فيروس نادر، وليس حمى قلاعية كما يشير البعض، قائلا: "قمنا بعمل كمادات للماشية بالخل وأطعمناها البطاطا والذرة فقط"، مشيرا إلى أنه قام بشراء رؤوس الماشية، التى قضى عليها الفيروس المجهول، بقرض من البنك كمشروع للتنمية، قائلا: "المواشى وراحت وبيتى اتخرب ومش عارف أسد القرض ازاى".
وقال متضرر آخر يدعى أشرف صابر: "أنا خسرت كل حاجة مين هيعوض الخسارة دى".
من جانبه أكد محمد عبد الوهاب الجوهرى، عمدة قرية النكارية، أن الوحدة البيطرية بالقرية غير مجهزة للتعامل مع تلك الأمراض، وأن المسئولين لا يهتموا بها.
مجهولون يستولون على المواشى النافقة
وأجمع عدد من الأهالى المتضررة منهم "طارق مهدى، أحمد صلاح، صلاح محمد عليوة، إبراهيم عبدالهادى"، أن المواشى التى تنفق، يقومون بإلقائها على طريق "الزقازيق – ميت غمر" بمدخل القرية، إلا أنهم يكتشفون بعد ذلك استيلاء مجهولين عليها، بعد أقل من ساعة من إلقائها، ثم يقومون بسلخها للاستفادة من جلدها، مما يعد ظاهرة فى غاية الخطورة، بسبب تلك اللحوم غير الآمنة، التى ربما يقوم ببيعها للمواطنين كلحوم صالحة للاستخدام، وكذلك يضطر بعض المربين بذبح العجول فور ظهور المرض عليه وفى كل الحالات هى كارثة كبيرة.
البيطرى: "لم ترد إلينا أى شكوى"
من جانبه قال الدكتور أشرف توفيق، مدير الطب البيطرى بالشرقية ، لـ"انفراد"، إنه لم يتلق أى شكاوى من هذه القرى بالمحافظة حول الحالات، وأنه سيتم بحث الحالة وتوجيه حملات بيطرية لهم واتخاذ الإجراءات المقررة فى هذا الشأن.